السعوديون يقصدون 17 دولة للسياحة.. وتكاليف السفر ترتفع 20 % أيام العيد
الرياض "المسلة" ….. شدد هواة سفر وسياحة سعوديون على ضرورة تولي الجهات المعنية أمر تنظيم عمل مكاتب ووكالات السفر والسياحة في البلاد، داعين إلى إطلاق معاهد ومراكز متخصصة لتأهيل العاملين فيها، في ظل تقديرات حجم السياحة الداخلية والخارجية بأكثر من 120 مليار ريال (32 مليار دولار).
وطالبوا الجهات المعنية بأهمية اشتراط تخصصية هذا الوكالات، وتقييد العمل فيها بالكفاءة والتأهيل والتدريب، بغية تسهيل وتوفير المصروفات الباهظة التي يتكبدها المسافر أيام المناسبات الكبيرة، خصوصا العيدين، لجهلهم بالوقت والجهة المناسبتين من حيث تكاليف السفر. وأوضح عبد الله المليحي عضو مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس الأعمال السعودي السنغافوري، أن هناك أكثر من 17 جهة سياحية يقصدها غالبية السعوديين في إجازاتهم وفي مثل عيد الفطر المبارك، وتشمل كلا من فرنسا والمملكة المتحدة، وإيطاليا وإسبانيا وآيرلندا واليونان وألمانيا والدنمارك والنمسا وتركيا والإمارات وبودابست وسيدني ولشبونة وتشانغ ماي وسان فرانسيسكو وسنغافورة وبكين وبراغ والبتراء والمكسيك.
وقدر المليحي حجم الإنفاق في السياحة الداخلية والخارجية بنحو 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، تمثل تكاليف تذاكر السفر والإقامة في الفنادق أكثر من 50 في المائة منها، يعني من 60 مليار ريال (16 مليار دولار)، ودعا إلى تعظيم السياحة الداخلية لما لها من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني، في ظل الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار في سبيل تطوير هذه الصناعة وتهيئة المواقع لاستقبال السائحين وتحسين مستوى الشقق والخدمات الفندقية في عدد من مناطق المملكة.
ونوه بأن أسعار التذاكر لدى المسافر السعودي هي الأعلى بين كل أسعار المسافرين بنسبة لا تقل عن 20 في المائة مقارنة بغيره من المسافرين في بلاد العالم الآخر، سواء أكان سائحا أو مسافرا لقضاء إجازة أو لأجل العمل، وذلك لغياب ثقافة السفر لديهم وعدم إلمامهم بالطريقة الصحيحة لاختيار الوجهة والزمان المناسبين لتفادى ارتفاع الأسعار بحسب الشرق الاوسط.
وعزا المليحي زيادة التكاليف إلى سوء تنظيم جدول السفر من قبل المسافر بمدة كافية قبل حلول العطلات أو الأوقات التي يود السفر خلالها السائح السعودي خارج المملكة، حيث يتكلف مبالغ طائلة، لأنه لا يوجد برمجة أو آلية معينة للسائح السعودي، مفسرا ذلك بسبب ارتباطه بالعادات والتقاليد التي يتبعها في حياته اليومية.
وتوقع في حالة إشاعة ثقافة السفر من قبل الوكالات انخفاض التكاليف مع التذكرة والفندق بنسبة عالية قد تصل إلى 50 في المائة، مشيرا إلى أن حجم سوق السياحة في السعودية لا عن يقل عن 25 إلى 30 في المائة. من جهته أمن كمال سعيد (يعمل بإحدى وكالات السفر والسياحة بالرياض) على أهمية تأهيل العاملين في هذا المجال، للمساهمة في إشاعة ثقافة السفر لدى هواة السياحة، ومساعدتهم على حسن اختيار الوجهة والوقت المناسبين من حيث التكاليف.
ولفت إلى أن هناك مواسم معينة تزدحم في رحلات الطيران بأكبر عدد من المسافرين، خصوصا هواة السياحة أو قضاء الإجازات في بلد أو أكثر من بلد، مبينا أن أكثر المناسبات التي تزدحم فيها الخطوط هي العطلات المدرسية والعطلات الرسمية الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.
وأرجع ارتفاع التكاليف إلى تكدس المسافرين بمختلف هواياتهم وهوياتهم في مثل هذه المناسبات، الأمر الذي يخلق تنافسية عالية في ارتفاع الأسعار تصل إلى ثلاثة أضعاف أو خمسة أضعاف في قيمة التذكرة.
وفي الإطار نفسه أكد حميد الحميد (هاوي سفر سعودي) أن هناك حاجة ماسة لإشاعة ثقافة السفر والسياحة لدى المجتمع، مبينا أن معظم المكاتب والوكالات التي تعمل في هذا المجال لا يعنيها هذا الأمر كثيرا، ولذلك لا تساهم في ترسيخ هذه الثقافة، مشيرا إلى أن الكثيرين لا يحسنون التخطيط لتوفير الزمن والتكاليف وحجز مقاعدهم في وقت وفرة الطيران. وشدد على طلب المليحي، في أنه يقع على وكالات ومكاتب السياحة دور كبير لا يزال غائبا في عملية التسفار، هو تثقيف وتوعية المسافرين والسائحين بأهمية اختيار الزمان والمكان قبل وقت كافٍ للحصول على أقل التكاليف، مشيرا إلى أن هناك عشوائية في الأسعار في ظل نقص المعلومة والخبرة لدى السائح السعودي.
واتفق مع المليحي في أن السائح الأجنبي الأكثر تنظيما، ذلك لأنه يستعين بالإنترنت لجمع كل المعلومات التي تجعله يحسن الاختيار في الوجهة التي يذهب إليها والطيران الذي يناسبه والوقت الذي يتميز بأسعار تنافسية توفر عليه عملة كبيرة بالمقارنة مع نظيره السعودي.