عين تموشنت: (تارقة) شاطئ ساحر تجب حمايته
عين تموشنت "المسلة"…. يعتبر شاطئ تارقة الذي يبعد ب 15 كيلومترا من عاصمة ولاية عين تموشنت الموقع الأكثر استقطابا للمصطافين.
وتؤكد أخر إحصاءات الحماية المدنية لـ واج هذا الخاصية حيث أن ما لا يقل من 263.940 مصطافا قد ترددوا خلال
شهر يونيو الماضي على هذا الشاطئ ليأتي بذلك في المرتبة الأولى متقدما على شاطئ "رشقون 2 " الذي استقبل 212.380 مصطافا ثم رشقون 1 بعدد 195.990 وأخيرا شاطئ الآبار 750 190 مصطافا .
و شاطئ بلدية تارقة التابعة لدائرة المالح قد تم اختياره لمرات عدة "كشاطئ نموذجي " من قبل وزارة السياحة. و يمكن اعتبار تارقة التي تبعد 7 كلم عن الشاطئ و 16 كلم من المالح قرية صغيرة بالنظر إلي الفيلات و البنغالوها ت و مراكز العطل التي تتواجد بها والتي تتيح للمصطافين والأطفال من ولايات مختلفة قضاء عطلة ممتعة.و شاطئ تارقة الذي تعتبر واحد من أجمل المواقع بالساحل الجزائري يتوفر على مزايا تجذب الزائرين لا سيما الخليج الواسع و الرمال الناعمة .
ويعطي وادي المالح التي تتدفق مياهه في البحر منظرا رائعا لهذا الشاطئ حيث يسمح جسر خشبي صغير من الانتقال على جانبي الوادي عبر الشاطئ . كما توجد صخرة ضخمة على شكل الكرة الأرضية تسمى "الكرة" تسمح للسباحين بالغطس في المياه الزرقاء .
وكان شاطئ تارقة قد تضرر بفعل الفيضانات التي حدثت في أكتوبر 2000 والتي تسببت في أضرار كبيرة . وقد أدت قوة الفيضانات إلي ظهور المسار القديم لمجرى وادي المالح الذي كان موجودا قبل عدة عقود أي قبل أن تعرق المنطقة الجفاف.
وقد اجتاحت هذه الفيضانات أكثر من أربعين بيتا للاصطياف ومراكز للعطل و مركز للحماية المدنية وآخر للدرك فضلا عن ثكنة التي تحطمت تماما. و كانت الفيضانات قد حفرت خندقا على عمق ثلاثة أمتار و عرض 100 متر في أضيق نقطة بينما كان المجرى القديم بالكاد يبلغ ثلاثة أمتار.
فضاء هش محل أطماع
وقد قامت المصالح البلدية التي قدرت الأضرار ب 40 مليون دج بأشغال هامة للتهيئة تشمل هدم بيوت الاصطياف وتنظيف الجهة المتضررة من جراء الفيضانات و إعادة بناء المباني العمومية المتضررة بما في ذلك مكتب البريد ومركز للحماية المدنية.
كما سمحت إعادة تهيئة الشاطئ أيضا ببناء ساحة جديدة و نافورة عمومية و موقفين للسيارات وتجديد الإنارة العمومية. و ساعدت هذه الأشغال شاطئ تارقة علي استعادة جماله ومؤهلاتها الضرورية لتمكين الزائرين من إقامة ممتعة به .
ويجلب شاطئ تارقة في هذا الشهر الفضيل أعدادا كبيرة من الزائرين بحثا عن الراحة والهدوء حيث يفضل العديد من المواطنين قضاء الوقت في انتظار موعد الإفطار علما أن هذا الموقع يزخر بمؤهلات ضخمة إيكولوجية وسياحة تبهر هؤلاء الزوار الذين يأتون في بعض الأحيان مع أسرهم لقضاء بعض من الوقت في هدوء وذلك في انتظار نهاية شهر رمضان حيث يبدأ الإقبال الكبير للمصطافين مع نهاية يوليو و طيلة شهر أوت وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة الساحلية لتارقة تشكل فضاءا هشا حيث يتعرض لنهب رماله. و قد اثر استخراج كميات كبيرة من الرمال لتلبية الطلب على هذه المادة إلي لا غنى عنها في عمليات البناء سلبا على البيئة .
كما أن توسع مجرى الوادي قد تسبب في إغراق أجزاء كبيرة مبنية من الشاطئ عقب هطول الأمطار الغزيرة من 13 إلى 14 أكتوبر 2000 وفقا لدراسة تشير إلي أنه بالرغم من المخاطر المرتبطة بتدفق وادي المالح فقد أصبح شاطئ تارقة وخاصة الجزء الشمالي منه فضاءا مطلوبا جدا للاستثمار السياحي.
فبين إرادة المسئولين المحليين و الجهويين لانجاز مرافق للإقامة والترفيه ومقاومة المالكين السابقين لبيوت الاصطياف لاسترجاع قطع أراضيهم بالشاطئ أضحت المنافسة علي إعادة الامتلاك الفضاءات بهذا الشاطئ تتسم بالخطورة وشكل نزاع لم تتمكن أدوات التهيئة و التسيير من حله بشكل نهائي. و يتم أحيانا إهمال أدوات حماية البيئة والتسيير الفضائي المندمجة مثل مخططات احتلال الأراضي بالنسبة لشاطئ تارقة . وتهدد الرهانات المتصلة باستغلال الحد الأقصى للطاقات التي تتيحها هذه المناطق الساحلية التوازن البيئي لهذه المنطقة الساحلية الهشة كما خلص منجزي هذه الدراسة .