اليونسكو تفشل فى جمع 11 مليون دولار لإعادة ترميم آثار مالى
قال ممثل اليونسكو فى مالى والخبير العالمى فى أشهر مواقع التراث العالمى، لازار ألودو أسومو، مازلنا نحتاج لـ8 ملايين دولار لإصلاح فعلى. وصرح ألودو، خلال مؤتمر صحفى فى الأمم المتحدة فى نيويورك قائلاً "إنها مهمة طويلة ومعقدة". وأشار إلى أن المرحلة الأولى فى إعادة بناء التراث الثقافى فى تمبكتو التى بدأت فى 14 من مارس، قد انتهت. ومع ذلك فلم يتم جمع سوى 3 ملايين دولار من الـ11 مليونًا اللازمة لإتمام هذا المشروع.
وأضاف أيضًا "إننا نود أن يقوم السكان بإعادة بناء تراثهم. إنها ليست مجرد بناء حجارة. ولكنها رمز للمحافظة على الأهمية الثقافية والحفاظ على دور الضريح فى تنظيم حياة المجتمع." وقد شرعت اليونسكو بالشراكة مع الاتحاد الأوروبى والجهات المانحة فى خطة تهدف إلى دعم عمل حكومة مالى فى إعادة بناء التراث الثقافى والمحافظة على المخطوطات فى تمبكتو وحولها التى تضررت بشدة إثر الصراعات التى جرت فى البلاد بين عامى 2012 و2013.
ونوه فيبكى ينسن، مدير مكتب اليونسكو فى نيويورك إلى أن "التراث الثقافى للمجتمع يعبر عن حياته، وتاريخه وهويته. وأن المحافظة عليه يساعد فى إعادة بناء المجتمعات، وإعادة روابط الهوية، وربط ماضيهم بحاضرهم ومستقبلهم. "وأضاف قائلاً "إن إتلاف وتدمير التراث الثقافى للمجتمع، ليس مجرد تدمير للماضى بل تدمير أكبر للمستقبل. وإننا نؤمن فى اليونسكو بأن التراث الثقافى للمجتمع يعبر عن حياته وتاريخه وهويته. وإن المحافظة عليه يساعد فى بناء المجتمعات، وفى إعادة روابط الهوية، وربط ماضيهم بحاضرهم ومستقبلهم."
الجدير بالذكر أنه تم تدمير أربعة عشر من أضرحة تمبكتو الـ16 المندرجة فى قائمة التراث العالمى لليونسكو، وذلك من قبل الجماعات المسلحة أثناء الصراعات. تشكل مخطوطات مالي، مجموعة وثائقية فريدة من نوعها تشهد على تاريخ إفريقيا والإنسانية أجمع. فإن تاريخ بعضها يعود إلى القرن الثالث عشر. فقدت، خلال الصراعات، أكثر من 4.000 مخطوطة من بين مجموع 40.000 مخطوطة تم الاحتفاظ بها فى معهد "أحمد بابا". بعضها أحرقت أو سرقت، بينما لا يزال أكثر من 10.000 مخطوطة معرضة للخطر. نقلت المجتمعات المحلية سرًا أكثر من 300.000 مخطوطة إلى باماكو. والآن يحتفظ بها فى ظل ظروف غير ملائمة للحفاظ عليها. وسيشرف على برنامج التراث بالشراكة مع وزارة الثقافة فى مالي، والتعليم العالى والبحث العلمى.
وقد تعهدت اليونسكو بإعادة بناء الأضرحة المدمرة، وإعادة إعمار المساجد والمكتبات الخاصة، فضلاً عن مشاريع تهدف لحفظ المخطوطات القديمة. ويجرى تدريب الموظفين المحليين لضمان الصون المستدام. ونالت عملية إعادة البناء على هبات من قبل سويسرا والاتحاد الأوروبى والنرويج وهولندا والبحرين وكرواتيا وموريشيوس وأندورا.
وصرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أن العمل "سيضمن تمكين شعب مالى من استعادة تراثه الأساسى فى هويته، والذى بإمكانه المساهمة فى تحقيق المصالحة. وهذا أمر أساسى لمالى ومهم لبقية العالم أيضًا لأن التراث العالمى مشترك لنا جميعًا."