المرجع اليعقوبي : ما يمر بالبلد من ازمة اصحت السياسيين والعسكريين من سكر المغانم والتف الناس حول مرجعيتهم الدينية
النجف الاشرف"المسلة" فراس الكرباسي … اعتبر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، السبت، ان ما تمر به البلاد من ازمة سياسية وامنية أصحت السياسيين والعسكريين وانبعثت الروح الوطنية في جسد العراقيين والتف الناس حول مرجعيتهم الدينية، داعياً الى ان ينبغي العقلاء للالتفات إلى النتائج التي حصلت من دون الحاجة إلى تعريضهم لهذا البلاء الشديد.
وقال المرجع اليعقوبي في كلمة وجهها للشعب العراقي والسياسيين " ان يكون قيامنا ونهضتنا خالصاً لله تعالى وليس اتباعاً لأهواء أو ميول أو عواطف أو تعصبات وتحزبات أو لنيل مغانم دنيوية أو تحت مؤثرات من صنع البشر".
واضاف " المطلوب من هذه النهضة إعمال الفكر والتفكير العقلاني المتحرر من اغلال التعصب والهوى فإن مثل هذا الفكر الحر هو حجر الأساس في بناء الهداية والكمال ومفتاح الوصول إليهما، ولإنجاز كل مشروع اجتماعي أو علمي أو سياسي أو اقتصادي ونحو ذلك".
وتابع المرجع اليعقوبي " وليكن قيامكم ونهضتكم فرادى أي مع أنفسكم لكي تخلوا بربكم وتنفتحوا عليه ويكون ادعى للتأمل والتفكر، واتخذوا أيضاً شخصا اخر "مثنى" أي اثنين اثنين ليكون رفيقا لكم وناصحا فيعينكم على التعرف على اخطائكم وعيوبكم وتستشيره فيما ينبغي فعله ويعينك على الخير وتجنبوا الانسياق وراء العامة وكثرة الناس مما يعرف بالسلوك الجمعي وقيل فيه (حشر مع الناس عيد) فان هذا الانسياق مذموم ويوردك مواطن الهلكة والبوار لأنه انفعالي عاطفي يسيره اهل المكر والخديعة والباطل ".
واشار اليعقوبي " فلا وسيلة لنا ولا حل ينجينا الا بالنهوض لله وفي سبيل الله ونرجع اليه تبارك وتعالى وندعوه ونتوسل بأقرب الوسائل إليه وهو حبيبه محمد المصطفى واله الطاهرين ونستغيث بصاحب العصر والزمان ليشملنا بألطافه ورعايته وسيلهمنا الله تعالى الحلول الصحيحة ويعيننا على تنفيذها والعمل بها".
واوضح اليعقوبي " لنجعل هذه العودة إلى الله تعالى والانتباه من الغفلة واحدة من منافع المرور بهذا البلاء الشديد والتعرّض لهذه الصدمة ليكون بلاء خير لنا وليس جزاءً لسوء أفعالنا ولا تخفى المنافع الأخرى التي تحققت تصديقاً لعنوان البيان الذي أصدرناه تعليقاً على هذه الأحداث (ربّ ضارة نافعة) ومنها أعادت تذكير الناس بإمام زمانهم الذي غفلوا عنه وما غفل عنهم بدعائه وعنايته واستشعروا الحاجة لظهوره وتولّيه بنفسه الشريفة قيادة البشرية نحو الهدى والصلاح والقضاء على الباطل والانحراف والجاهلية ".
ومن منافع ما حدث من الازمة الامنية " هو التفاف الناس حول مرجعيتهم الدينية واستجابوا لنداءاتها وألقوا الحجة عليها لتنهض بمسؤوليتها وأفشلوا خطط من حاولوا اضعاف المرجعية الدينية وفصل القواعد عنها وانبعثت الروح الوطنية بعد أن ضاعت في هوس الانتماءات القومية والطائفية والايدلوجية وتفرق الشعب".
وتابع اليعقوبي " لقد صحا المسؤولون السياسيون والعسكريون من سكر المغانم التي حازوها من مواقعهم بغير حق وكذلك نسي الكثير خلافاتهم واتحدوا على هدف واحد وهو دفع هذا الخطر الخبيث وغيرها من النتائج التي ينبغي للعقلاء الالتفات إليها من دون الحاجة إلى تعريضهم لهذا البلاء الشديد ".