سلطان بن سلمان: «الهفوف» ضمن التراث العالمي قريبا
جدة "المسلة"…. كشف الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار أن ملف واحة الهفوف سوف يقدم قريبا لاعتمادها ضمن التراث العالمي، وقال الامير سلطان بن سلمان: إن المنطقة الشرقية يوجد فيها مواقع أثرية لا استطيع حصرها حاليا، وسيتم تقديم ملف واحة الهفوف بالشرقية قريباً عقب قرار مجلس الوزراء المتعلق بالتراث العمراني.
وأفصح لـ اليوم عن أنه تم الانتهاء من عشرة مواقع تراثية وتاريخية سوف يتم رفع ملفاتها لاعتمادها عالميا وفي مقدمة ذلك حائل، حيث تم الانتهاء من ملفها وعرضه على مجلس الوزراء لاعتماده ورفعه لمنظمة اليونسكو، معتبرا أن اعتماد مدينة جدة التاريخية يدل على شخصية المدينة وإنسانيتها.
وأضاف: إن هناك مشاريع عملاقة ومواقع أخرى سوف يتم وضع حلول لها، مؤكدا ان الظروف مواتية لتطوير المدينة التاريخية والمحافظة عليها، من خلال الدخول مع شركة التنمية السياحية وشركة الفنادق التراثية التي أسستها الدولة، والتي من المقرر ان تبدأ العمل بعد أسبوعين بشراكة القطاع الخاص مع الدولة ومع الملاك لوضع الحلول والمحافظة على المباني التاريخية وتطويرها إلى جانب الاهتمام بالأسواق القديمة والشوارع.
كما حذر من الإقدام على أعمال الحرائق، وقال: إن ما حدث من حرائق في المدينة التاريخية قام به من يتسم بالإجرام، والدولة سوف تضرب بيد من حديد على من يقوم بمثل هذه الأعمال، مطالبا بان تؤخذ المعلومات عما تم التوصل له من حوادث الحرائق عبر الإمارة.
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي أقيم بالمنطقة التاريخية بجدة مساء امس الاول، بحضور أمير منطقة مكة المكرمة مشعل بن عبدالله، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بحضور وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وعدد من المسؤولين وأعيان جدة.
وألقى أمير منطقة مكة المكرمة مشعل بن عبدالله كلمة أكد فيها أن الاحتفال بهذه المناسبة يعتبر انجازا وطنيا، تحقق بجهود ولاة الأمر ويبرز مكانة جدة العريقة وخصائصها وأبنيتها ومساجدها القديمة، مشيدا باحتفاظ المدينة بتاريخها رغم التطور السريع الذي شهدته خلال المرحلة الماضية والمرحلة الحالية.
وطالب الجميع من الملاك والمواطنين والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص بالمحافظة على المنطقة التي تعزز السياحة العالمية. معتبرا ان ما تحقق هو بدعم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده و ولي ولي العهد من خلال الجهود الرامية للمحافظة على التراث الذي سيستفاد منه حاليا وتستفيد منه الأجيال القادمة.
من جانبه ألقى محافظ جدة كلمة اعتبر أن ما تحقق هو انجاز يفتخر به الجميع، واصفا الحفل بيوم تاريخي لاعتماد مدينة تاريخية على مستوى العالم، ومطالبا بالمحافظة على هذا الانجاز الذي سوف يحقق العديد من الموارد الاقتصادية والسياحية لجدة.
وبين الأمير سلطان بن سلمان في كلمة القاها، أن اعتماد جدة التاريخية في التراث العالمي تم بعد إنجاز العديد من الأعمال التي كان لا بد منها، وعزا تأخر اعتمادها لسحب الملف قبل رفضه، حتى تم عمل التطوير المطلوب الذي يؤهل المنطقة لهذه المكانة، حيث قد تم اعتمادها مدينة تاريخية وبوابة للحرمين الشريفين، مشيرا إلى ان الاعتماد يتزامن مع مشروع الملك عبدالله التراثي والعمراني.
وكشف الأمير سلطان بن سلمان أنه تم اعتماد 3 مليارات ريال لعملية التطوير لباقي المنطقة التاريخية خلال خمس سنوات قادمة، معتبرا أن المدينة التاريخية هي قلب جدة، مشيرا إلى أنه تم تسجيل 10 مواقع بالمملكة وحاليا جدة حيث تم اعتمادها مع مدائن صالح والدرعية.
من جهته ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة قال فيها: إن جدة الجميلة تزف للعالم أجمع بهذا البهاء، وبهذا الرونق وبهذا الإرث التاريخي الجميل الذي تشهد عليه جميع دول العالم هذا الجهد الذي بذل فيه الكثير من رجال جدة الكرام، ومن أمراء جدة المتعاقبين والقيادة الكريمة التي أسهمت وساعدت على كل ما يتيح لهذا الوطن أن يكون الوطن العظيم الذي يليق باسم المملكة العربية السعودية. وأضاف: ليت حمزة شحاته – رحمه الله – كان معنا اليوم، حيث قال «النهى بين شاطئيك غريق والهوى فيك حالم ما يفيق» ليشاهد معشوقته جدة الجميلة، وهي تزف للعالم بهذا البهاء والجمال والإرث التاريخي.
وخاطب ممثل المملكة في اليونسكو الدكتور زياد إدريس اللقاء، متحدثاً عن المراحل التي مر بها مشروع جدة التاريخية حتى تم اعتماده، وقال: ان جدة يطلق عليها العروس وهي اليوم بهذا الاعتماد تعتبر عروسا.
من جانب آخر قال أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس: "يأتي تسجيل منطقة جدة التاريخية كثالث موقع وطني يحظى بالمصادقة الأممية على أهمية هذه المنطقة الأثرية والتاريخية ومكانتها الدولية، حيث أولى أمراء مناطق مكة المكرمة اهتماماً وعنايةً خاصة بالمنطقة التاريخية إدراكاً لأهميتها ومكانتها العالمية، حيث جرى العمل على زيادة الوعي بأهمية هذه المنطقة من خلال مشروع تطوير جدة التاريخية، لذا فإن نجاح الجهود التي تُوجت باعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في دورتها الثامنة والثلاثين لانضمام منطقة جدة التاريخية إلى لائحة التراث العالمي.
وكشف في كلمته جهود الامانة للمحافظة على المدينة التاريخية والمشاريع المعتمدة في تطوير باقي المنطقة، والاعتمادات التي خصصت لها وهي سبعة مشاريع خصص لها 100 مليون. واربعة مشاريع خصص لها 400 مليون تشمل الاسواق وشارع قابل وباب شريف وأجريت لها جدولة لعملية التنفيذ والتطوير.