سعيد جمال الدين يكتب عن ملك الإنسانية والقومية العربية
.jpg)
بقلم : سعيد جمال الدين
صدق من قال عنه وأطلق عليه أنه ( ملك الإنسانية ) .. ونزيد على هذا الوصف أنه أصبح بكل ما تحمل الكلمة من معنى "ملك القومية العربية " فى العصر الحديث ..فمواقفه الوطنية على المستوى العربى تؤكد إستحقاقه لهذه الألقاب .. وإن كان هو يفضل أن ينادى ويلقب بــ ( خادم الحرمين ) الذى يعتبره من أشرف وأنبل وأحسن وأفضل الألقاب .. فمواقف" الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود" يوماً بعد الأخر تزيدنا فخراً وزهواً بمصريتنا وعروبتى..
و تؤكد بما لايدعو للشك إنه إنسان بما تحمل كلمة من أبعاد .. فهو حنون .. عطوف على شعبه .. بسيط فى تعامله مع الإنسان .. لا يعرف الغرور طريقه له . فورث الملك عبدالله عن والده الصفات الرائعة في القيادة، والحكمة، والتبصّر، وعايشه من صغره إلى يومه هذا. ولذلك، فهو إنسان متحرّر من الجمود، ومن العصبيّة، وفيا كلّ الوفاء للصّداقات والعلاقات؛ فلم يُعرَف عنه، في حياته كلّها، أنّه غدر صديقاً، أو نقض عهداً، فهو رجل وعيٍ سياسيٍّ، والتزام خلقيّ. يؤمن بالحوار، بل يسعى إليه، ويجاهد من أجله، يؤمن كلّ الإيمان بأنّه لن يتحقّق السلام على الأرض، إلا حين تتجاوز به مفاهيمه كلّ حدود الزمان والمكان ..الناس عنده في الحق، سواسية؛ فلا يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لقوميّته. من فضائله، أنّه حسّاس جدّاً أمام دموع الضّعيف والمظلوم، مناصر للعدالة، شفوق رحيم بكلّ البائسين، تعقد أمّته آمالها عليه بناء على ما تعتقد أنّها تفهمه منه، ومن سلوكه، ويقينها بالتزامه بنظافة هذا السّلوك.
عُرِف الملك عبدالله بن عبدالعزيز باهتمامه البالغ بشئون العرب والمسلمين، تجسّد ذلك في حرصه الشديد على جمع كلمتهم على الحق، ووحدة الهدف والمصير؛ فهو رجل يؤمن بـأنّ الإسـلام هو الرابط القويّ، والدّعامة الصّلبة لوحدة الأمّة العربيّة والإسلاميّة. ولأجل تحقيق ذلك الهـدف قـام بكثير من المحاولات لاحتواء الخلافات، وتقريب وجهـات النظر، فلم يترك دولة عربية إلا زارها ، وما فتئ يقدّم كلّ المساعدات المختلفة إلى بعض الدول الإسلامية.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤدي أدواراً عظيمة على المستويين العربي والاسلامي , داعياً إلى وحدة الصف , والالتقاء حول مبدأ وحدة الهدف والمصير , بوصف الاسلام رابطاً قوياُ يذيب مابين الأمة العربية والاسلامية من فوارق , كما ظل داعية للسلام الدولي , من منطلق إنسانية رسالة الاسلام الذي غايته إسعاد البشرية متجاوزاً مابين الأمم والشعوب من اختلاف.
يميل الملك عبدالله طبعاً، لا تطبّعا، إلى البساطة في العيش؛ فهو يرى نفسه دائماً بين البسطاء من الناس، لا يعرف الكبر، أو التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس، متسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر؛ فينصت لمحدثّه بكل هدوء، فيوحي له بالاطمئنان. إن تحدّث أوجز، وإن قال فعل. سلوكه إحقاق الحق، ومناجزة الباطل. وهذه الخصائص الذاتيّة هي الّتي أهّلته لأن يتحمّل الدور الكبير الذي يقوم به الآن..بلا شك أن المواقف التى إتخذتها المملكة العربية السعودية ووقوفها بجانب مصر فى هذه الأزمة التى كانت تعصف بها من قبل هذه الجماعة الإرهابية المسماه (الإخوان المتأسلمين وليس المسلمين ) والعمل على خطف مصر من قلب العروبة إلى مدى لا يعرفه إلأ رب العباد ..فكانت المملكة بفضل الله وبفضل الجهود التى بذلتها بتوجهات من الملك" عبد الله بن عبد العزيز "خادم الحرمين فى تحويل الصورة المغرضة عن الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013 وتحويل دفة دول العالم إلى تأييد هذه الثورة العظيمة .. وعبور مصر لهذه التحديات من خلال المواقف الرائعة من المملكة ملكاً وحكومة وشعباً .. كم إننا فى أشد الإحتياج أن يفرز وطننا العربى العديد من الشخصيات المماثلة لشخصية الملك عبد الله الذى أصبح لا يبارعه أحد فى وطنيته وقوميته .. ويكفى إننا نشعر أن مصر لها شقيقة حريصة عليها كما هى حريصة على نفسها ..
ودعونا من الحنجورين الذين يدعون الثورية والوطنية والمهلبية الذين يسعون إلى تشوية هذه العلاقة الحميمية بين الشعبين المصرى والسعودى بسبب مواقف شخصية .. جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين جزاكم الله خيراً على ما تفعله من أجل صلاح الأمة العربية وندعو الله أن يسدد خطاكم لما فيه الخير ويرضاه فى هذه المرحلة الفارقة العصيبة التى تمر بها الأمة العربية من كوارث وأزمات كفيلة بتفتيتها إلى دوليات صغيرة داعياً أن تظل دعكم إلى الشقيقة الكبرى مستمراً حتى تتجاوز ما تعانيه من ألام شديدة للأسف من جانب بعض أبنائها .. وكذلك المتربصين لمصر من الخارج .. إنى أريد الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى بالله عليه توكلت وإليه أنيب وعلى الله قصد السبيل
