السياحة والمستقبل
بقلم : إبراهيم الذهلي
التخطيط للمستقبل هو سر نجاح الدول والشعوب في تحقيق أهدافها وطموحاتها، ويبدو أن منطقة الخليج بشكل عام، ودولة الإمارات بشكل خاص قد أدركت تلك الحقيقة منذ سنوات.
هل تتذكرون الدعوات التي أطلقت منذ سنوات، والتي كانت تنادي بتنويع مصادر الدخل لمنطقة الخليج، وأننا يجب ألا يكون اعتمادنا على النفط فقط كمصدر للدخل..؟!
تلك الدعوات في بدايتها كانت أشبه بالحلم المستحيل، فما هي مصادر الدخل التي كان من الممكن أن نعتمد عليها في هذا الوقت؟ وعندما ظهرت كلمة السياحة كأحد تلك المصادر التي يجب أن نبدأ في تنميتها، كان الأمر أشبه بـ «نكتة» أو طرفة، فكيف يمكن تحويل صحراء الخليج الحارة إلى وجهة يرتادها سياح العالم؟
هذه الأفكار راودتني، وأنا أقرأ ذلك التقرير الذي أطلقته شركة «أماديوس» منذ أيام، وهي شركة عالمية كبرى تعتمد عليها قطاعات الطيران والسياحة في العالم في تكنولوجيا الحجز والمعلومات.
وجاء في تقريرها أن دول مجلس التعاون الخليجي تمضي نحو تنويع مصادرها الاقتصادية، بعيداً عن النفط، وأن السياحة المتخصصة التي تقدمها دول الخليج تلعب دوراً مهماً في مسيرة التنويع، وأن الخليج حافظ على معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي بلغ 5% في السنوات العشر الماضية، ومن المتوقع أن يزيد هذا المعدل في المستقبل.
هذا الكلام ببساطة يعكس، ويؤكد أننا نجحنا في تحقيق الهدف والحلم المستحيل، وأكاد لا أصدق اهتمام الشركات العالمية بدراسة الوضع السياحي في الإمارات، والقيام بدراسات عنه، فقد كان ذلك أبعد من الأحلام منذ سنوات قليلة.
الآن علينا أن ننظر إلى المستقبل، وأن نبدأ بجدية في خطوات جديدة للسنوات القادمة، وأن نضع الأهداف نصب أعيننا مهما كانت صعبة أو شبه مستحيلة، وأن نستفيد من تلك الدراسات المهمة.
على سبيل المثال، تطرق التقرير إلى ضرورة العمل على تسهيل أمور السفر في داخل المنطقة وخارجها، حيث إن صعوبة الحصول على التأشيرات هي سبب رئيس في عدم سفر 33% من المسافرين إلى المنطقة بشكل منتظم، ويجب العمل على تحسين النفاذ إلى المنطقة من الداخل والخارج ليساهم في زيادة عدد المسافرين إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2030.
وهي نسبة كبيرة جداً، وعلينا أن نتخلى عن حرصنا الشديد القديم في عدم منح التأشيرات، ولا يجب أن يمنعنا هذا الحرص من الحصول على هذه الأعداد من السياح، علينا أن نبحث عن استراتيجيات جديدة في منح التأشيرات، تساعد في تنشيط السياحة، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على الوضع الأمني العام.
قد تكون معادلة صعبة، ولكننا نحتاج إليها الآن وفي المستقبل، فالسياحة تستفيد منها قطاعات أخرى كثيرة بشكل مباشر وغير مباشر، وأنا على يقين أننا نستطيع أن نتقدم خطوات جديدة نحو المستقبل..
وحياكم الله..
رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
[email protected]
نقلا عن الاتحاد