رفحاء .. آثار تنتظر الاهتمام وإعادتها إلى الوجود
رفحاء " المسلة " … تزخر محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية بآثار تنتظر من يهتم بها ويعيدها إلى الوجود، لتروي تاريخ مكان شكّل في حقبة ماضية بوابة دخول لعديد من الحضارات إلى هذه المنطقة.
ويوجد عديد من المواقع الآثرية على مسافة 80 كيلو مترا جنوب محافظة رفحاء، تعود إلى مئات السنين لحضارات سابقة سكنت هذه المنطقة، وتضم هذه المواقع التاريخية التي تقع في منطقة يطلق عليها أبناء المنطقة "المجيلس" لجمال المكان الذي تقع فيه، الذي يحيط به عديد من الرياض الجميلة التي تزدان جمالا في فصل الربيع، تحتوي هذه المواقع الأثرية التي أشبه ما تكون بالقرى، على غرف بنيت من الحجر الخالص الذي نحت بصورة جمالية، كما يوجد في الموقع عديد من الصخور التي نحتت بشكل غريب، ويقع إلى الجنوب من هذا الموقع بـ 20 كيلو مترا موقع آخر يطلق عليه أهل المنطقة "أم عمارة" لوجود عديد من البيوت الأثرية التي بنيت من الحجر، حيث يطلقون عليها قديما اسم "عمارة" وهذا الموقع الأثري يوجد فيه عديد من المنازل والمخازن التي تساقط أكثرها بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية.
وطالب عديد من المهتمين بالآثار في المنطقة بضرورة الاهتمام بالآثار والمواقع الأثرية وإبرازها بشكل أفضل لتكون نقطة جذب سياحي في المنطقة، فضلا عن تحقيق مجموعة من الأهداف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، واعتبر علي بن حسين الخرفان أحد المهتمين بالآثار والتراث في المنطقة أن الآثار في أي بلد من أهم ركائز السياحة، مشيراً إلى أن محافظة رفحاء بها مجموعة من المواقع الأثرية التي يمكن استغلالها لتكون عوامل جذب سياحي، ويوضح الخرفان الذي يملك متحفا تراثيا في محافظة رفحاء، أن قرية لينة الواقعة جنوب محافظة رفحاء بـ 100 كيلو متر غنية بالمواقع التراثية والتاريخية المهمة التي تستحق الاهتمام والمشاهدة. ويأمل الخرفان من هيئة السياحة أن تولي اهتماما أكبر للمحافظة كونها غنية بالآثار التي تحتاج إلى الاهتمام والصيانة.
ويضيف الخرفان أن محافظة رفحاء تقع على أهم الطرق التاريخية للحج "درب زبيدة"، الذي يمتد من العراق إلى مكة، ويصل طول هذا الدرب داخل الأراضي السعودية إلى قرابة 1400 كيلو متر، ورفحاء هي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق الذي كانت يقع عليه عديد من برك الماء والآبار التي وضعتها الدولة العباسية لسقي الحجاج الذين يمرون عبر هذا الطريق في ذلك الوقت إلى الأراضي المقدسة. من جهته، أكد عبد الرحمن الوطبان أحد المهتمين بالآثار أهمية الاهتمام بالآثار وصيانتها والمحافظة عليها، ولتعريف الأجيال وزوار المنطقة بهذه الآثار وتفاصيلها تاريخيا.