انتعاش السياحة يعيد مصداقية الاقتصاد اليوناني
اثينا " المسلة " … تستعد اليونان لتحطيم رقم قياسي جديد في مجال السياحة هذه السنة مع توقع وصول أكثر من 21 مليون زائر، معربة بذلك عن الأمل في تحسين مصداقيتها الاقتصادية بعد ست سنوات من الانكماش. وقد سجلت البلاد خلال 2013 رقما قياسيا باستقبالها نحو عشرين مليون زائر، أي ضعف عدد سكان البلاد، بعد مرور سنة على موسم سياحي سيء تخللته إضرابات وتظاهرات 2012 التي انتشرت صورها في كافة أنحاء العالم ما أدى إلى امتناع السياح عن المجيء إلى اليونان. ويمثل قطاع السياحة أكثر من %15 من إجمالي الناتج الداخلي.
وأوضح أندرياس أندرياديس رئيس جمعة شركات السياحة لوكالة فرانس برس أنه «بفضل عودة الاستقرار السياسي، تحولت الدعاية السلبية للسنوات الماضية إلى دعاية إيجابية». وأضاف «أنها كالنابض عندما تطلقه يقفز فجأة». ويبدو بالفعل أن البلاد تخرج من أسوأ فترة في الأزمة بعد سنتين على تولي ائتلاف بين اليمين والاشتراكيين الحكم برئاسة المحافظ أنطونيس ساماراس.
وانتهجت الحكومة سياسة تقشف وإصلاحات فرضتها ترويكا الدول الدائنة (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، حتى حصلت أخيرا في 2013 على فائض في الميزانية، وذلك بعد أن فصلت النفقات -الضخمة- المرتبطة بفوائد الديون وإعادة رسملة البنوك. وهي عملية تطهير في صدد إعادة المصداقية الاقتصادية للبلاد بعد أن كانت أول ضحية لأزمة الديون في منطقة اليورو خلال 2010.
من جانبهم، يعول اليونانيون أكثر فأكثر على العائدات السياحية التي تعتبر من أهم محركات الاقتصاد إلى جانب البحرية التجارية، وذلك بهدف التعويض عن الانخفاض الهائل في الرواتب ومعاشات التقاعد والارتفاع المتزايد للضرائب منذ بداية الأزمة. والتقشف أوقع اليونان في انكماش شديد (إجمالي الناتج الداخلي فقد ربع قيمته منذ 2008)، وزاد بشكل كبير من معدل البطالة الذي يبلغ %26 حاليا، وهو أعلى معدل في منطقة اليورو. وقال وزير الثقافة بانوس بنايوتوبولوس مؤخرا إن «مليون زائر إضافي يعني خمسين ألف وظيفة أكثر».