رسامة صينية "عجوز" ترسم قرابة ألف لوحة عن العالم العربي
بكين " المسلة " … افتتح معرض لوحات عن العالم العربي للرسامة الصينية يانغ مين وين يوم الجمعة في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، حيث ستعرض في الأسبوع القادم لوحات متنوعة تصور التراث الشعبي والمناظر الطبيعية والمعالم الأثرية العربية.
أمضت يانغ سنوات عديدة من عمرها في الوطن العربي، حيث بدأت رحلتها إلى الدول العربية التي تقع على طريق الحرير في عام 1987، ومنذ ذلك الحين سجلت بريشتها مناظر فريدة في العالم العربي، وزارت مدنا وقرى لترسم جبالها وقلاعها أشجارها وأزهارها وابتسامات الأطفال في الشوارع وملامح النساء والشيوخ في البيوت أو في الخيام .
وقد أنشأت يانغ قرابة ألف لوحة وأقامت 36 معرضا في الصين ودول عربية، كما أصدرت مجموعتين من اللوحات لسوريا وتونس، وتخطط تقديم لوحات حول اليمن ولبنان والأردن وغيرها , كجزء من سلسلة لوحات تحت اسم "العرب..رسما".
وقال شيوي تشينغ قوه، عميد كلية اللغة العربية بالجامعة وصديق حميم ليانغ، إن في اعتقاده أن السيدة يانغ مين ويه، هي "خير مثال" للصداقة الصينية-العربية التي لا تضرب بجذورها في عمق التاريخ فحسب، بل تضرب في أعماق نفوس الشعبين الصيني والعربي. وقد تغلبت يانغ أثناء رحلاتها على صعوبات ومشقات كثيرة، لكنها حظيت أيضا بمحبة ومساعدات من قبل الكثير من الأصدقاء العرب بصرف النظر عن مستوياتهم الاجتماعية وجنسياتهم.
وذكر شيوي أن آخر زيارة ليانغ كانت في السنة الماضية، وكانت إلى اليمن التي شهدت بعض الاضطرابات منذ ثلاث سنوات، "وعندما سألتها لماذا تغامرين بحياتك إلى بلد غير آمن، قالت يانغ لي إنني لم أغامر بشيء، لأنني لم أصادف في اليمن غير محبة وصداقة الشعب اليمني لي ولبلادي الصين".
وقالت يانغ إن "أنا امرأة عادية صينية عجوز تعمل باجتهاد في طريق الحرير"، معربة عن عميق شكرها للعرب حكومة وشعبا، واصفة إياهم "أنهم مثل أهلي الأعزاء "، إذ أنها استوحت أعمالها من الشعب العربي، و"نجاح هذه اللوحات منهم وإليهم ".
ويقام المعرض برعاية مشتركة بين جمعية الصداقة الصينية-العربية وكلية اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، وحضر مراسم افتتاح المعرض السيد هو جيان هواي، الأمين العام لجمعية الصداقة الصينية-العربية ومدير عام دائرة شؤون آسيا وأفريقيا لجمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية ، والسفيرين الجزائري واللبناني لدى الصين وغيرهما من الدبلوماسيين العرب.
وفي هذا الصدد، يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي، وستقام في الصين وفي الدول العربية فعاليات عديدة احتفاء بالصداقة الصينية-العربية.