Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

القطامين: دور مهم للصندوق الكويتي في تمويل المشاريع الأردنية الضخمة ومنها السياحية

القطامين: دور مهم للصندوق الكويتي في تمويل المشاريع الأردنية الضخمة ومنها السياحية

وزير السياحة الأردني كشف خلال استقباله الوفد الإعلامي الكويتي عن ارتفاع أعداد السائحين الماليزيين بنسبة 42% خلال 3 أشهر


عربيات: إقبال ملحوظ على سياحة الترانزيت بعد تدشينها 18 مايو الجاري في مأدبا والمغطس وعمان

المنتج السياحي الأردني الديني متنوع بين الإسلامي و المسيحي والتاريخي من خلال 21 ألف موقع أثري مكتشف و100 ألف موقع لم يكتشف بعد

3.6 مليار دينار أردني ضختها السياحة في 2013 باعتبارها الرافد الثاني للأردن بعد تحويلات المغتربين

المالكي: أربعة مشاريع رئيسية يجري تنفيذها لتغيير معالم منطقة العقبة وجذب المزيد من السائحين

 

عمان "ادارة التحرير" …. نظمت هيئة السياحة الاردنية رحلة صيفية لوفد من الصحافيين والاعلاميين العاملين في مجال الاعلام الكويتي وكانت "السياسة" ضمن الوفد الاعلامي, الذي قام بجولة سياحية على مدى اسبوع في ارجاء الاردن للاستطلاع على مختلف المناطق السياحية وتجربة الاجواء الربيعية التي تعيشها مناطق المملكة خلال شهر مايو الجاري.

 

وتضمنت الجولة زيارة منطقة مأدبا والتي تحتوي بحد ذاتها على عدد كبير من المعالم المقدسة والكنائس التاريخية بالاضافة الى البحر الميت والعقبة والبتراء وجرش والاستمتاع بالعاصمة الاردنية عمان التي تضم العديد من الاسواق الشعبية والمجمعات التجارية الراقية والى تفاصيل الرحلة:

مأدبا مدينة الفسيفساء وجبل نيبو والكنائس التاريخية

بداية توجهنا الى مدينة مأدبا حيث استمتعنا بالمناطق الخضراء والطبيعة الخلابة, ناهيك عن احتوائها على عدد كبير من الاماكن الاثرية والكنائس التاريخية والمناطق المقدسة. على بعد 30 كم من عمان, وفي موازاة طريق الملوك الذي يزيد عمره عن 5000 سنة, يقع, أحد الأماكن الأبرز في الأرض المقدسة التي تنطبع في ذاكرة الزائرين. فبعد المرور بمجموعة من المواقع القديمة, تظهر أول مدينة يصل إليها الزائر هي مادبا, ويطلق عليها أيضاً اسم مدينة الفسيفساء.

 

الجدير بالذكر ان الفريق الاعلامي الكويتي قام بالمشاركة بوضع اسمائه في اكبر صورة فسيفساء يتم اعدادها لادراجها في لائحة موسوعة جينيس للارقام القياسية.

 

وتشتهر مادبا بالفسيفساء البيزنطية والأموية, وتضم خارطة فسيفساء تعود إلى القرن السادس. تشمل القدس والأراضي المقدسة. وتزخر الخارطة بكم هائل من الأحجار المحلية ذات الألوان المشرقة, وتعرض رسوماً للتلال, والأودية, والقرى, والمدن التي تصل إلى دلتا النيل.

 

وتغطي خارطة الفسيفساء في مادبا أرض كنيسة القديس جورج للروم الأورثوذكس الكائنة شمال غرب وسط المدينة والتي بُنيت عام 1896 على أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة جداً من القرن السادس ويبلغ طول اللوحة التي تتضمن خارطة الفسيفساء حوالي 15.6 متر. مربع وعرضها 6.94 متر مربع والتي, غير أنه لم يبق محفوظاً على مر الزمن منها سوى ما يقارب ربعها.

 

وتظهر قطع فنية أخرى وُجدت في كنيسة العذراء و كنيسة الرسل وفي متنزه مادبا الأثري رسماً لكمية كبيرة من الأزهار والنباتات الشابة, والطيور, والأسماك, والحيوانات, بالإضافة إلى مشاهد من علم الأساطير والمطاردات اليومية لصيد الطيور والأسماك, والعمل بالزراعة. كذلك, تنتشر مئات من الفسيفساء الأخرى من القرن الخامس حتى القرن السابع في كنائس مادبا وبيوتها.

قلعة هيرودوس العظيم

على بعد مسافة لا تتجاوز الساعة من مادبا على طول خط طريق الملوكي الغني بالمناظر الخلابة, تقع أعلى التل قلعة مكاور المعروفة أيضاً بقلعة هيرودوس العظيم. بعد موت هيرودوس, ورث ابنه هيرودوس أنتيباس القلعة, وفي هذا المكان بالذات أمر بقطع رأس يوحنا المعمدان بعد الرقصة التي أدتها سالومي.

في المنطقة عينها يوجد جبل نيبو وهو موقع مقدس للمسيحيين والمكان الذي دفن فيه النبي موسى عليه السلام, حيث شيد المسيحيون الأوائل هناك كنيسة صغيرة مربعة, فتحولت فيما بعد إلى صرح واسع. وفي أثناء زيارته إلى الأردن عام 2001, أقام البابا يوحنا بولس الثاني صلوات في الموقع شارك فيها حوالي 20 ألف مؤمن, فإذا وقف على المنصة المواجهة للكنيسة تتمتع بالمنظر المدهش.

 

إنه يشرف على وادي الأردن والبحر الميت ويطل على قمم تلال القدس وبيت لحم انه بالفعل مشهد يخطف الأنفاس.

 

تقع حمامات ماعين جنوب مادبا وهي مشهورة بمياه نبعها المعدنية الدافئة التي تستقطب الناس وتحثهم على المجيء إلى هذا الموقع وغمر أنفسهم بالمياه العلاجية الدافئة. حيث تجد هناك منتجع وفندق خمس نجوم يوفر لك أحواضاً ساخنة داخلية وخارجية, وحوض سباحة, وتسهيلات للاستجمام والراحة.

 

تقع أم الرصاص شرق مأدبا, وهي موقع أثري قديم ذُكر في الكتاب المقدس في العهد لقديم والعهد الجديد على حد سواء. هُدمت معظم معالم هذه المدينة التي تحيط بها الأسوار على شكل مربع, غير أنها لا تزال تتضمن مباني عديدة بالإضافة إلى أربع كنائس وبعض الأقواس الصخرية البديعة. وتكمن نقطة الاستقطاب الأساسية خارج أسوار المدينة في قلب كنيسة القديس اسطفان التي تتميز بأرض ضخمة مرصوفة بالفسيفساء منذ عام 718. ولا تزال محفوظة حتى أيامنا هذه.

البحر الميت

بعدما انتهينا من الاطلاع على مأدبا السياحية, توجه الوفد الاعلامي الكويتي الى احد اهم المزارات السياحية العالمية وهو البحر الميت وهي بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الأفريقي, على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين التاريخية (الضفة الغربية وإسرائيل). يشتهر البحر الميت بكونه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية, حيث بلغ منسوب شاطئه نحو 400 متر تحت مستوى سطح البحر حسب سجلات العام 2013.

 

ويُعد البحر الميت مهم جدًا للصناعة والسياحة في المنطقة, حيث تُعتبر تركيبة مياهه مختلفة عن المياه الطبيعية, باحتوائها على تركيز عال من الكالسيوم والبوتاسيوم. ويُستغل هذا في مصانع الجانبين الأردني والإسرائيلي. وترجع الأهمية التاريخية والسياحية لمنطقة حوض البحر الميت إلى البحر نفسه وإلى شواطئه, حيث توجد بعض المعالم الأثرية والدينية الهامة في المنطقة مثل مسعدة, خربة قمران, وكهف النبي لوط, بالإضافة إلى التشكيلات الملحية الطبيعية فيه, والمناخ السائد, كلها جعلت من البحر الميت نقطة جذب سياحية عالمية, وخصوصًا فيما يتعلق بالسياحة العلاجية. وتحوي المنطقة على الآف الغرف الفندقية, حيث تتركز في الجزء الشمالي الشرقي في الأردن, بالإضافة إلى الجزء الغربي المطل على الحوض الجنوبي. وقد رُشح ليكون أحد عجائب الدنيا السبع الطبيعية في نطاق البحيرات.

مدينة العقبة

بعد مكوثنا ليلة واحدة في منطقة البحر الميت, توجهنا صباح اليوم التالي الى "العقبة" وهي مدينة أردنية تقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب الأردن, وهي مركز محافظة العقبة. تبعد عن العاصمة عمان نحو 330 كلم. تتميز المدينة بأنها منطقة ستراتيجية, كما انها المنفذ البحري الوحيد للأردن, للعقبة حدود مع مدينة حقل في المملكة العربية السعودية عبر مركز حدود الدرة, ومع مصر أيضاً, من مدينة ايلات عبر معبر وادي عربة وكلتا المدينتين تقعان على رأس خليج العقبة المتفرع من البحر الأحمر. وتشتهر العقبة كمنطقة للغوص وشواطئها المطلة على البحر الأحمر.

 

وتضم المدينة العديد من المنشآت الصناعية الهامة, والمناطق التجارية الحرة, ومطار الملك حسين الدولي. وتعتبر مركزا إداريا مهما في منطقة أقصى جنوب الأردن ومصدرا للفوسفات وبعض أنواع الصدف. ويقدر عدد سكان المدينة بنحو 103.000 نسمة.

 

وخلال جولتنا في العقبة التقى الوفد الصحافي مع رئيسة قسم خدمات الزوار بمديرية السياحة في سلطة منظمة العقبة الاقتصادية الخاصة سلام مالكي والتي كشفت عن ابرز المشاريع الحالية التي تنفذ في مدينة العقبة وهي اربعة مشاريع رئيسية متمثلة في مشروع تالا باي الذي تم الانتهاء منه مؤخرا ومشروع ايلا ومشروع سرايا والمتوقع الانتهاء منهم في الربع الثاني من 2016 فضلا عن مشروع مرسى زايد وهو مشروع اماراتي في العقبة اما بقية المشاريع فهي اردنية التمويل والتنفيذ

 

وتحدثت مالكي عن اهمية مدينة العقبة مشيرة الى مطار الملك حسين الدولي الذي يسمح لعدة طائرات بالوصول الى العقبة سواء كانت طائرات عارضة او منتظمة, لافتة الى اهمية الموقع الجغرافي للعقبة حيث تقع بالقرب من مناطق كثيرة مما يسهل الوصول اليها بالاضافة الى ان العقبة تمنح زائرها الاستمتاع بالبحر والصحراء على حد سواء نظرا لقرب وادي رم عن العقبة وايضا قربها من مدينة البتراء.

 

واشارت مالكي الى دور العقبة في تجسيد حياة البدو من خلال اعتزاز سكانها بالحياة البدوية والثقافة البدوية الاصيلة التي تتمثل في مظاهر عدة منها العزف على الربابة وتقفي الاثر وغيرها من مميزات الحياة البدوية.

 

واوضحت انه خلال ساعتين من الزمان يمكن للانسان الحصول على خبرات مختلفة ومتنوعة في العقبة الزاخرة بالاماكن والانشطة, مشيرة الى ان سكان العقبة متعاونون ومترابطون ويتميزون بروح المساندة والتعاون.

 

ولفتت مالكي الى تشابه العادات والتقاليد ما بين اهل الاردن والخليج بالاضافة الى تشابه اللهجات بين المجتمعين الاردني والخليجي, موضحة ان اكثر السياح الخليجيين هم من المملكة العربية السعودية نظرا للقرب المكاني بين الاردن والسعودية.

 

ونوهت ان التركيز على السوق العربية جديد نوعا ما لاسيما السياحة الخليجية, موضحة ان مدينة العقبة تتميز بالطبيعة الخلابة وتعتبر محطة رئيسية للطيور المهاجرة من افريقيا لاوروبا او خلال رحلة العودة.

البتراء

في اليوم الرابع قام فريق هيئة السياحة الاردنية باصطحاب الفريق الصحافي الكويتي الى احد ابرز بقاع الارض تميزا الا وهي مدينة البتراء الأثرية والتاريخية والتي تقع في محافظة معان في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية, وتشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخور ونظام قنوات جر المياه القديمة. اُطلق عليها قديما إسم "سلع". كما سُميت ب¯ "المدينة الوردية" نسبة لألوان صخورها الملتوية.

 

أُسست البتراء تقريبا في العام 312 قبل الميلاد على ايدي الانباط كعاصمة لمملكتهم. وقد تبوأت مكانة مرموقة لسنوات طويلة, حيث كان لموقعها على طريق الحرير والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر, دور كبير جعل من دولة الأنباط تمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. وتقع المدينة على منحدارت جبل المدبح, بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة, التي تشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية, وتحديدا وادي عربة, الممتد من البحر الميت وحتى خليج العقبة.

 

وبقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية, حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812. وقد أُدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985. كما تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.

 

وتُعد البتراء اليوم, رمزًا للأردن, وأكثر الأماكن جذبًا للسياح على مستوى المملكة. كما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم. وتتميز مدينة البتراء بأنها مدينة محفورة في صخر جبال وادي موسى الوردي, ولذا سميت ب¯ "المدينة الوردية". ويمكن للزائر أن يصل اليها بواسطة السيارة وبعدها يبدأ في السير بين جنبات مدينة ضخمة محفورة في الصخر, ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها يطلق عليه اسم السيق.

ومن أهم المظاهر الجيولوجية في مناطق البتراء; التكشفات الصخرية والتي تري معظم الفترات والعصور والأعمار على السلم الجيولوجي, لتأثر المنطقة بعمليات تكتونية ناجمة عن حركة انفتاح وتوسع صدع البحر الميت, حيث تتكشف صخور القاعدة الجرانيتية في وادي نملة شمال غرب منطقة بيضاء البترا, والتي تعود إلى فترات ما قبل العصر الكامبري بعمر 650 مليون سنة.

مدينة جرش

اكمل الفريق مسيرته بعد البتراء متنقلاً الى مدينة جرش الاثرية, تعد جرش هي مدينة أردنية, وعاصمة محافظة جرش وأكبر مدنها. يقطنها قرابة 41.500 نسمة من اصل 153 ألف نسمة يقطنون المحافظة.

 

تبعد عن العاصمة عمان نحو 48 كم إلى الشمال. تقع جرش في الجزء الشمالي من الأردن. وترتفع عن سطح البحر قرابة 600 متر ويمكن الوصول لها من عمان عبر المدخل الجنوبي أو الشرقي, ومن عجلون من الغرب, ومن اربد من الشمال. وتقع في واد أخضر تجري فيه المياه. وكانت آثارها ولا تزال محجة الزائرين ومحط أنظار الرحالين والسياح والعلماء وطلاب المعرفة من جميع أنحاء العالم, مرت على المدينة عصور عديدة, منذ عصر اليونان فالرومان ثم عصر الفتوحات الإسلامية.

 

وفي العهد العثماني المتأخر ألغي اسم جرش ليحل محله اسم ساكب, لتصبح ساكب تشمل قرية جرش وقرية ساكب, إلا أن هذا لم يدم كون اسم جرش عاد ليظهر مجددا في سجل الضرائب العثمانية أواخر القرن السادس عشر.

 

وقد دمر زلزال عنيف أجزاء كبيرة من هذه المدينة سنة 747 ميلادية كما ادت الزلازل المتلاحقة ومعها الحروب والفتن التي ضربت المنطقة لاحقا إلى دمار اضافي اسهم في خرابها وبقيت انقاضها مطمورة في التراب مئات السنين إلى أن اكتشفها الرحالة والمستشرق الألماني أولريش ياسبر زيتسن سنة 1806 للميلاد ليبدأ التنقيب عنها واعادة الحياة إليها لتنهض (جرش) الحالية على يد أهل القرى القديمة ثم تلاهم بعد 70 عاما جالية من المسلمين الشراكسة الذين هاجروا إلى الأردن من بلاد القفقاس عام 1878 للميلاد اثر الحرب العثمانية الروسية. وجالية كبيرة من أهل الشام في بداية القرن العشرين.

 

وتدل جرش على وجود حياة بشرية في تلك المنطقة الأثرية تعود إلى أكثر من 6500 سنة. حيث يعود تاريخ تأسيس المدينة إلى عهد الاسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد. ولقد بقيت المدينة مطمورة في التراب لقرون عديدة قبل أن يتم التنقيب عليها وإعادة إحيائها منذ سبعين سنة خلت, وتكشف جرش عن مثال رائع للتطور المدني عند الرومان في الشرق الأوسط, وهي تتألف من شوارع معبدة ومعمدة, ومعابد عالية على رؤوس التلال ومسارح أنيقة وميادين وقصور, وحمامات, ونوافير وأسوار تفضي إلى أبراج وبوابات. وبالإضافة إلى طابعها الخارجي اليوناني-الروماني, فإن جرش أيضا تحافظ على مزيج من الطابع الشرقي والغربي في آن. إن هندستها المعمارية وديانتها ولغتها تعكس العملية التي تم فيها اندماج وتعايش ثقافتين قويتين وهما العالم الروماني-اليوناني في منطقة حوض المتوسط والتقاليد القديمة للشرق العربي.

العاصمة عمان

جاءت عمان المحطة الاخيرة في رحلتنا. وهي عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ومركز محافظة العاصمة. تُعد أكبر مدن المملكة من حيث المساحة وعدد السكان, ويبلغ عدد سكانها مع الضواحي المجاورة »عمان الكبرى« نحو 2.2 مليون نسمة, وتبلغ مساحتها 1.680 كم مربع. تقع المدينة في وسط المملكة على دائرة عرض 31 شمالاً وخط طول 35 شرقاً في منطقة تكثر فيها الجبال, فنشأت المدينة في الوديان بين الجبال أولا فضاقت على سكانها, فارتقوا سفوحها واستمروا في الاتساع عبر قممها حتى انتشرت المدينة بأطرافها فوق 20 جبلا.

 

وتُعتبر عمان المركز التجاري والإداري للأردن وقلبه الاقتصادي والتعليمي, حيث أصبحت عمان نقطة استقطاب للكثير من الجاليات العربية لموقعها المتميز ولعمارتها المعاصرة, كما تستقطب عمان الكثير من السياح سنوياً من أوروبا الغربية وأميركا الشمالية واليابان وأستراليا ومن الدول العربية المجاورة والقريبة, وكثير من عائلات دول الخليج العربي تحديداً, إذ تكثر بها المعالم السياحية عموماً والعلاجية الطبية خصوصاً. كان من نتيجة وقوع عمان في مثل هذا الموقع الاستراتيجي في بلاد الشام والشرق الأوسط, أن أصبح موقعها يتحكم بالاقتصاد الوطني ويُحرك 90 في المئة من الاستثمار على المستوى الوطني.

 

ويرجع تاريخ مدينة عمان إلى الألف السابع قبل الميلاد, وبهذا تعتبر من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان إلى يومنا هذا. وعمان مدينة قديمة أقيمت على أنقاض مدينة عرفت باسم "ربة عمون" ثم "فيلادلفيا" ثم "عمان" اشتقاقاً من "ربة عمون",واتخذها العمونيون عاصمة لهم. وقد أنشئت المدينة على تلال سبعة, وكانت مركزا للمنطقة على ما يبدو في ذلك الوقت, وهي إحدى عواصم بلاد الشام الأربع, وهي أيضا إحدى المدن الشامية القديمة التي أصبحت عاصمة لشرق الأردن ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية بعد استقلالها في العام 1946 عن بريطانيا.

 

ويسكن عمان الحديثة مجموعة متنوعة من السكان من أصول مختلفة أتوا من مختلف المناطق, منهم من أتى من فلسطين ومنهم من أتى من القوقاز ومنهم من سوريا والعراق ومن مختلف أنحاء الأردن وخاصة من محافظة الطفيلة.

 

وشهدت أمانة عمان الكبرى مؤخرا تطورا كبيرا, حيث توسعت عمان بشكل لم تشهده المدينة من قبل. ونالت خطة مدينة عمان الشمولية جوائز عالمية منها جائزة القيادة العالمية في تخطيط المدن وجائزة المدينة عن قارة آسيا لعام 2007. يبلغ عدد المناطق الإدارية في أمانة عمان 27 منطقة موزعة جغرافيا تحوي كل منطقة طاقم متكامل من الموظفين, أما من الناحية الإدارية هناك مجلس أمانة عمان الكبرى الذي يضم 68 عضوا برئاسة أمين العاصمة, والمجلس مقسم بدوره إلى 14 لجنة مختلفة. الجدير بالذكر أنه تم تصنيف عمان عالميا, كواحدة من أفضل مدن الشرق الأوسط من ناحية الاقتصاد والبيئة وسوق العمل والعوامل الاجتماعية – الثقافية.

 

وخلال جولتنا في العاصمة عمان التقى الوفد الصحافي الكويتي وزير العمل ووزير السياحة والاثار د.نضال القطامين, الذي استقبلنا برحابة صدر وبشاشة وجه اضفت جوا من الالفة والمحبة خلال اللقاء كما حرص الوزير على الاستماع لآراء الوفد حول زيارة الاردن والاستماع الى كافة الملاحظات على الاماكن التي قمنا بزيارتها والمقترحات لجعلها اكثر جذبا للسياح.

 

واعطى القطامين نبذة تاريخية عن نشاة وتاريخ الاردن على مر السنين لافتا الى ان هناك نحو 21 الف موقع في الاردن مسجلة في دائرة الاثارة وتم التنقيب عنها بالاضافة الى ان هناك 100 الف موقع توجد اثارها على الارض.

 

واوضح القطامين ان تاريخ الحضارات بالاردن يعود لنحو 8500 سنة قبل الميلاد حيث كانت هناك مستوطنات في مناطق زراعية وتوالت العصور على الاردن ومنها العصر النحاسي والذي دل عليه الافران النحاسية التي يتم تصنيعها من طبقات الارض المختلفة وتطورت الى العصر البرونزي الذي بدأت الكتابة منه وانتقلت الى العصر الحديدي.

 

وتابع: لقد جاء الاغريق فيما بعد واستمر تواجدهم لمدة 400 عام وعاشوا وأنشأوا مدنا كثيرة من شمال لجنوب المملكة, موضحا انه تلا ذلك وجود الامبراطورية الرومانية وهذا ما يوضح سبب تسمية معظم المدن الاردنية باسماء رومانية, مشيرا الى ان المملكة ذاخرة بالخيرات الطبيعية.

 

ولفت الى ان هناك المئات من الكنائس الموجودة في مختلف محافظات الاردن, مشيرا ان وجود نحو 300 كنيسة بالاردن حيث تبلغ نسبة المسيحيون في الاردن حوالي 6% من سكان الاردن.

 

واشار القطامين الى ان هناك ترابطا ما بين الديانات الاسلامية والمسيحية في الاردن وهناك مواقع تبنى نصفها كنيسة والنصف الاخر مسجد, موضحا ان الاردن عبارة عن تراكمات من العصور المتتالية والمتعاقبة.

 

وأوضح ان الاردن يمتلك الكثير من المواقع الاثرية والسياحية المتميزة والتي تعطي جوا من الراحة والاستجمام لزوارها وعلى رأسها منطقة البحر الميت, والعقبة والبتراء ووادي رام وجرش وعجلون فضلا عن العاصمة عمان موضحا ان هناك 10 انبياء مروا على البحر الميت, مشيرا الى وجود الديانات الثلاثة في الاردن, مؤكدا ان الترابط فيما بينها لا يوجد في اي دولة بالعالم.

وكشف القطامين عن ارتفاع نسبة السياحة المسلمة في الاردن في الفترة الاخيرة, مشيرا الى ارتفاع نسبة السياحة من المسلمين الماليزيين خلال الثلاثة اشهر الاخيرة بنسبة 42 في المئة.

 

وقال ان اماكن الاردن السياحية متنوعة والانشطة التي يمكن ان يقوم بها السائح ايضا بالاضافة الى التنوع المناخي في المناطق الاردنية ما بين الاجواء الحارة والباردة.

 

وكشف القطامين سعي وزارة السياحة حاليا لتطوير الاماكن السياحية الموجودة حول المناطق الاثرية وتوفير الخدمات المطلوبة من اجل جذب المزيد من السائحين, لافتا الى ان عدد الاعمدة الموجودة في جرش يساوي عدد الاعمدة الموجودة في ايطاليا وتعد اكبر مدينة خارج حدود روما.

 

واشار خلال حديثه الى مدينة ام الجمال وهي مدينة اثرية تبعد نحو 86 كم من العاصمة الاردنية عمان وتتميز باروع البوابات الحجرية وتعرف باسم " الواحة السوداء" وذلك لما بها من اعداد كبيرة من الاحجار البركانية السوداء وهي مدينة متكاملها بها انظمة حصاد مائي وزراعي, معلنا ان وزارة السياحة تعمل حاليا وفقا للامكانيات المتاحة لتطوير جميع الخدمات في المناطق السياحية والاثرية.

السياحة الخليجية

وحول جذب الاستثمارات الخليجية الى المواقع السياحية بالاردن ذكر القطامين ان هناك ترابط قوي بين الكويت والاردن في عملية تمويل المشاريع الاردنية ومن بينها المشاريع السياحية كاشفا عن مشاريع كثيرة تمت باستثمارات كويتية في الاردن خلال عامي 2013-2012 في جميع محافظات الاردن تقدر قيمتها بالملايين وهي مخصصة من المنحة الخليجية لكن بتمويل من الصندوق الكويتي.

 

كما لفت الى ان هناك الكثير من المشاريع الضخمة التي تمول من قبل القطاع الخاص الكويتي ومن بينها انشاء فنادق في اماكن مختلفة بالاردن مشيدا بروح الترابط والعلاقات الطيبة التي تجمع بين الكويت والاردن سواء على مستوى القيادة السياسية او على مستوى الشعبين الشقيقين املا استمرار العلاقات الطيبة بين الطرفين.

 

واشاد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله