بيروت والقاهرة أكثر الوجهات العربية السياحية طلباً خلال موسم الصيف
الكويت "المسلة"…. رفعت شركات السياحة والسفر حالة الطوارئ القصوى، استعداداً لبدء موسم إجازات الصيف الذي ينعش بورصة السفر والرحلات، ولمواجهة الطلب المتزايد من المواطنين على حجز تذاكر الطيران والفنادق لقضاء الإجازة خارج البلاد.
وفي الإجازة المقبلة، ترتفع حجوزات الكويتيين على بيروت والقاهرة في الدول العربية، إذا كنا نتحدث عن إجازة مدتها 10 أيام فما فوق، فيما تبقى حصة الأسد لإمارة دبي في سفرات نهاية الأسبوع فقط، حسبما أجمعت وكالات ومكاتب السياحة والسفر في معرض سوق الكويت للسفر. أما بالنسبة للوجهات الأوروبية، فتستحوذ جنيف وباريس وأسبانيا على النسبة الأكبر من الحجوزات، فيما وضع لندن يشبه إلى حد كبير مدينة دبي والتي بات يقصدها الكويتيون في الإجازات الصغيرة وليس في إجازة الصيف.
خلال افتتاحه معرض سوق الكويت للسفر، قال وكيل وزارة الإعلام صلاح المباركي إن مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض سوق الكويت للسفر مميزة جداً وفاعلة، مبيّناً أن عدد المشاركين في جناح المملكة كبير من حيث العدد والحجم والقيمة، وهو ما يعزز العلاقات الاستراتيجية والأخوية المتبادلة بين المملكة والكويت.
وأضاف المباركي، أمس لـ القبس، أن هناك أهمية بالغة للسياحة البينية في دول الخليج، مبيّناً أن أعداد الكويتيين الذين يزورون السعودية كبير جداً، وفي المقابل يزور السعوديون الكويت بكثافة، فضلاً عن الزيارات المتبادلة بين الكويتيين وباقي دول مجلس التعاون، وهو ما يعزز الحاجة دائماً إلى وجود معارض مشتركة تجمع الأخوة والأشقاء تحت مظلة واحدة.
ولفت إلى اهتمام وزارة الإعلام البالغ بتنشيط حركة السياحة الداخلية، خصوصاً العائلية والترفيهية، مشيراً إلى أن الوزارة تشجع وتدعم جميع التوجهات السياحية البناءة، كما تعزز الشراكة بين الدول الخليجية والدول العربية في هذا الجانب.
وأشار إلى أن وزارة الإعلام لديها خطط مستقبلية تقوم على التنسيق بين مؤسسات ووزارات الدولة المختلفة، وبالتحديد مع وزارة التجارة والصناعة، بغرض تنشيط السياحة الداخلية ودعم التعاون بين دول الخليج في هذا الجانب.
وقال إن هناك تعاوناً بين وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب بإشراف وزير الإعلام لدعم السياحة الداخلية للكويت، ونتمنى أن نلقى لهذا التنسيق والتعاون صدى كبيراً في المستقبل.
وأكد أن شركة المشروعات السياحية تقوم بدور فاعل ومؤثر في تنشيط حركة السياحة المحلية في البلاد، وقد قامت تلك الشركة بالعديد من المشاريع والإنجازات التي ساهمت في إثراء حركة السياحة المحلية.
وتوقع أن يتم افتتاح أبراج الكويت من جديد في القريب العاجل، معتبراً إياها معلماً سياحياً وعامل جذب مهماً جداً للكويت.
وحول إذا ما كانت وزارة الإعلام تدفع باتجاه مزيد من القوانين والتشريعات الداعمة للسياحة المحلية، قال المباركي: «لا نتوقف أبداً عن دعم السياحة عبر المطالبة بقوانين فاعلة، وندعم كذلك جميع الأنشطة السياحية أو الثقافية أو العائلية.
وأشاد بتجربة الكويت بمهرجان هلا فبراير الماضي، مشيداً بنجاح المهرجان ودوره الكبير في جذب السياح، مثنياً على ما قامت به وزارة الإعلام في هذا الصدد، فضلا عن الدور الفاعل للجنة العليا المنظمة للمهرجان، التي ساهمت في جذب السياح الخليجيين للبلاد.
حب السفر
ومن جانبه، قال وزير الإعلام وزير الدولة لشوؤن الشباب، الشيخ سلمان الحمود الصباح، في كلمة مكتوبة وجهها للمعرض، ان السفر والتنقل خارج الحدود يمثلان مرتكزاً تاريخياً ارتبطا بحياة الكويتيين منذ القدم، فكانت التجارة البحرية الكويتية مصدراً رئيسياً للاقتصاد الكويتي في عصور ما قبل النفط، وجابت السفن التجارية الكويتية البحار والمحيطات، ووطئت اقدام الآباء والأجداد أراضي لم يكن الوصول إليها ــ آنذاك ــ بالشيء اليسير، فقدموا نماذج مضيئة للإنسان الكويتي بعاداته وتقاليده العربية الأصلية، وأفكاره المتألقة تطوراً.
وأضاف: «لقد جبل أهل الكويت جيلاً بعد جيل على حب السفر والتنقل إلى أصقاع المعمورة من أجل العلم أو الثقافة أو الترويح والسياحة، وكانت لتجاربهم وخبراتهم المستفادة من رحلاتهم الخارجية، الأثر الكبير في تطور مناحي الحياة بالكويت على مختلف الأصعدة، ولأن الكويت الآن واحدة من أكبر الدول المصدرة للسياحة في المنطقة، فإن كل سائح كويتي أينما حل فهو بمنزلة سفير شعبي للكويت، ينقل تطور ونهضة البلاد ومعاصرتها إلى شعوب العالم».
ليدرز غروب
من جانبها، قالت نبيلة العنجري، مدير عام شركة ليدرز غروب للاستشارات والتطوير، ان السياحة تعتبر مشروعا قوميا ذا أهمية قصوى لاقتصادات الدول، حيث تعتبر السياحة واحدة من أهم موارد الدخل القومي للدولة، وتأتي أهميتها من كونها صناعة تحرك أكثر من 35 قطاعاً.
وبينت أن الجهات الحكومية الكويتية ذللت الكثير من العقبات أمام هذا المعرض، لكننا نحتاج إلى المزيد من القرارات الداعمة لقطاع السياحة المحلية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قرار إنشاء الهيئة العامة للسياحة، كما نتطلع إلى إعطاء دور اكبر للقطاع الخاص المحلي ليساهم في العملية التنموية في دور فاعل.
وطالبت بفتح المجال أمام المشروعات السياحية، وعلى رأسها الفنادق، مشيرة إلى أن الكويتيين ينفقون سنوياً ما يقارب 30 مليار دولار على السياحة الخارجية، مؤكدة انه لو تم استغلال والاهتمام بالمناطق السياحية الداخلية، لوفرنا كثيراً من هذا المبلغ الكبير.
وأوضحت العنجري أن تلك المبالغ لو استثمرت بالداخل لانتفع بها أصحاب المشاريع من جانب، ولوفّر الكثيرون من السياح قدراً كبيراً منها، إذا استثنينا تكاليف السفر والطيران وما إلى ذلك.
ووجهت العنجري دعوة إلى الحكومة قائلة: إنه آن الأوان للدفع باتجاه تنشيط الحركة السياحية المحلية، وأن يأخذ القطاع الخاص فرصته ومجاله للتطوير.
وأثنت العنجري على المشاركة السعودية في المعرض، مبينة أنهم إخوة وتجمعنا بهم علاقات متميزة جداً على كل الأصعدة، سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو التنموية أو الاجتماعية، مشيرة إلى أن الكويتيون يولون أهمية خاصة للمملكة العربية السعودية، كما يولي السعوديون اهتماما خاصا للكويت.
وبينت أن السائح الكويتي يفضل الأماكن ذات الخدمات العالية، ومن تلك الأماكن السعودية التي تتميز بالسياحة الدينية والعائلية وبالكثير من التطور والمواكبة لاحتياجات كل السوق سواء على مستوى الفنادق أو الشقق الفندقية أو الأسواق.
وتوقعت دخول العديد من المستثمرين الكويتيين إلى سوق السياحة السعودي خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن هذا المعرض الحالي ليس فرصة لجذب السائحين فقط، ولكنه أيضا فرصة لجذب المستثمرين في مجال السياحة.
وأشارت إلى أن معرض سوق الكويت للسفر انطلق هذا العام بتعاون مميز بين شركة معرض الكويت الدولي وشركة ليدرز غروب، ويهدف إلى تقديم رؤى اقتصادية مهمة تخدم الزائرين والمشاركين في دول مجلس التعاون، الذي يعد احد اكبر المصدرين للسياحة في المنطقة.
وتشارك في المعرض 8 دول، وأكثر من 62 شركة، بالإضافة إلى مشاركة دول سلوفاكيا ومصر والأردن وتركيا وتايلند واندونيسيا وبريطانيا ويوغسلافيا.
السفير السعودي
بدوره، عبّر السفير السعودي في الكويت عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز عن سعادته بحضور حفل الافتتاح، متمنياً انعكاس ذلك على زيادة حركة التواصل السياحي بين المملكة والكويت، إذ يزور السعودية أكثر من مليون كويتي، وهناك عدد مماثل أو أكثر من السعوديين الذين يزورون الكويت سنوياً.
وأشار إلى إن السياحة البينية بين المملكة والكويت عامل مهم من عوامل الترابط بين الدولتين الشقيقتين.
وفي المنصة المخصصة لجمهورية مصر العربية، أكدت إيمان كامل من منظمة السياحة العربية، أن الهدف من المشاركة هو دعوة الكويتيين للعودة إلى مصر. وقالت: «نحن هنا لكي نطمئنكم أن الأوضاع ستعود آمنة من جديد، وستتحسن أكثر بعد إتمام الانتخابات في شهر يونيو، ولن يكون هناك خوف من أي مشاكل».
السياحة العلاجية
أما بالنسبة للسياحة العلاجية، فقد أكد مستشار الرئيس التنفيذي للمستشفى عقيل بوشيكا في بانكوك أنه خلال الثلاث السنوات الماضية كان هناك ارتفاع كبير في عدد المرضى الذين يقصدون المستشفى من الدول الخليجية ومن بينها الكويت، إذ استقبلنا أكثر من 22 ألف مريض كويتي خلال 2013، وجاء المرضى الكويتيون في المركز الثاني بعد الإمارات الذين بلغ عددهم 27 ألفاً.
وأضاف: «يتراوح معدل النمو ما بين 9 و12 في المائة سنوياً على مستوى الخليج». لافتا إلى أن الطبابة تتميز في بانكوك بخدمتها وبالاهتمام براحة المريض، فضلاً عن الأسعار التي تصل إلى نحو 30 إلى 40 في المائة من أسعار الطبابة في أوروبا وأدنى بكثير من الطبابة في الخليج.
ومن مكتب سفريات بوكينغ أشار مسؤول المبيعات في الشركة مايكل أبو شريدة إلى أن موسم إجازة الصيف يبدأ من 15 يونيو المقبل وصولا إلى الأسبوع الأول من سبتمبر، لافتا إلى أن هناك نسبة حجوزات كبيرة خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن الضغط السياحي يصل إلى أقصاه من 27 أغسطس وحتى الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل.
ولفت أبو شريدة إلى أن أوروبا تستحوذ على حصة الأسد من حجوزات سفر الكويتيين خلال إجازة الصيف، فيما هناك تراجع في إقبال الكويتيين على السفر إلى دبي خلال الصيف بسبب حرارة الطقس وطول الإجازة التي يمكن استغلالها في السفر إلى الوجهات البعيدة.
وأكد أن الطلب تغير نوعا ما خلال الإجازة المقبلة عن السنوات الماضية، إذ يقبل الكويتيون على مدن مثل فيينا وميونخ وباريس، فيما هناك ضعف في الإقبال على لندن التي يقصدها الكويتيون في رأس السنة أو في إجازة فصل الربيع.
أشار إلى أن الحجوزات بشكل عام هي عائلية وتبدأ الأسعار من 855 دينارا لمدة 15 يوما تشمل الإفطار والمواصلات والإقامة وتذاكر الطيران، وهذه الأسعار تشمل زيارة 3 إلى 4 مدن أوروبية.
الخطوط الكويتية
بدوره، أكد مسؤول المبيعات في الخطوط الجوية الكويتية أحمد رجب أن حجوزات السفر في إجازة الصيف هي الأكثر على وجهتي القاهرة وبيروت بالنسبة لدول الشرق الأوسط. أما الدول الأوروبية، فلا يزال الإقبال كبير على لندن لكن في إجازة نهاية الأسبوع أو لمدة 3 او 4 أيام، فيما تعزز الطلب على الوجهات الأوروبية الأخرى وتحديدا باريس.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تفتح الخطوط الجوية الكويتية بعض الوجهات كما حدث في العام الماضي مثل اسطنبول وسراييفو. في الوقت الذي تقدم فيه «الكويتية» خصومات بنسبة 10 في المائة خلال أيام المعرض، بالإضافة إلى أنه تم إلغاء رسوم الخدمة.
ومن مكتب الشامل ترافل، تحدث كل من محمد خنافر وأنوار محمود عن أن وجهات السفر خلال إجازة الصيف ستكون بالدرجة الأولى أوروبا وثانيا شرق آسيا، فيما برز الطلب على وجهة البرازيل هذا العام تزامنا مع كأس العالم. أما في أوروبا، فهناك طلب على دول مثل ألمانيا وباريس واسبانيا، في الوقت الذي باتت لندن أشبه بدبي بالنسبة للكويتيين، أي يقصدونها في عطلة نهاية الأسبوع، أما الدول الأوروبية الأخرى فإن الحجوزات تتراوح فيها من 10 إلى 15 عاما.
وبالنسبة للأسعار، أكدا أن أسعار التذاكر خلال إجازة الصيف ارتفعت مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة تتراوح من 10 إلى 20 في المائة، مما رفع تكلفة السفر على العميل هذا العام.