انحسار الفنادق فى عدن بعد سنوات من الازدهار
عدن " المسلة " … على طول طريق قصيرة على المداخل الشمالية لمدينة عدن يمكن للزائر للمدينة ان يشاهد عدد من المباني وقد علقت عليها لوحات تفيد بأنها فنادق أغلقت أو باتت تخضع لعملية صيانة طويلة الأمد وأخرى باتت مهجورة تقف أمامها سيارات معطلة . في الطريق إلى وسط المدينة التي كانت قبلة للآلاف من الزوار في الأسبوع بات العثور على فندق جيد وصالح للسكن امر في غاية الصعوبة .
عانت المدينة خلال السنوات الماضية اضطرابات عنيفة تسببت بإغلاق أكثر من 60% من عدد من الفنادق في المدينة وباتت المدينة تعاني حالة من الفوضى والاضطرابات . عرفت مدينة عدن ظاهرة وجود فنادق ومنتجعات سياحية منذ أكثر من 100 عام حيث كانت مركز لحكم بريطاني استمر لأكثر من 100 عام .
في الأعوام التي تلت حرب صيف 1994 شهدت المدينة طفرة عمرانية ضخمة حيث تمكنت رؤس اموال قدمت من الشمال واخرى من دول قريبة من بناء الكثير من المباني التي تحول غالبيتها إلى فنادق ومنتجعات سياحية . دفعت الأجواء المنفتحة بالمدينة التي تحمل ارثا مدنيا ضخما في جعلها قبلة للآلاف من الزائرين من محافظات يمنية أخرى لكن هذه الطفرة تعرضت لنكسة سريعة .
في العام 2011 شهدت المدينة احتجاجات شعبية غاضبة عرفت لاحقا باحتجاجات ثورة التغيير ، اندلعت الاحتجاجات بداية الأمر بالقرب من موقع حافلات وموقع عدد من ابرز الفنادق في مدينة عدن حيث ماكان يعرف بساحة الرويشان . عصفت الاحتجاجات هذه بالمدينة الساحلية لاكثر من عامين على التوالي وطوال عامين خسرت المدينة عشرات المنشاءات السياحية الفنادق.
كان ضغط الاحتجاجات أكثر من قدرة تحمل هذه المنشاءات ، دفعت حالة من الخوف الآلاف من زوار المدينة من محافظات يمنية أخرى إلى العزوف عن زيارتها وبالتالي ضعفت حركة الوصول إلى مئات الفنادق على طول هذه المدينة . مع نهاية العام 2011 بدأ واضحا حجم الأزمة التي تمر بها الفنادق والمنشاءات السياحية في المدينة ، في التواهي هاجم العشرات من المتشددين عدد من المنشاءات السياحية بحجة أنها ملاهي ليليلة ودمروها قبل ان ينهب آخرون محتوياتها.
كانت الاعوام 2011 و2012 من أسوأ الأعوام التي عاشتها الحركة السياحية في مدينة عدن اغلقت عشرات المنشاءات السياحية والفنادق ابوابها وتحولت عشرات الفنادق في المدينة إلى مساكن تم استغلالها لاحتواء حركة نزوح إلى مدينة عدن في العام 2011 حيث قدم الآلاف من زنجبار بابين . حتى اليوم لاتزال عشرات الفنادق في المدينة تصارع لأجل البقاء في حين اغلقت المئات ابوابها وباتت مهجورة .