سياحة ايران تتوقع زيادة عدد السياح الوافدين خلال 2014
طهران "المسلة"…. تحتل إيران المرتبة العاشرة في التصنيف العالمي للآثار التاريخية، والمعالم الأثرية، في حين تصنف المواقع الطبيعية الخلابة في البلاد في المرتبة الخامسة على قائمة أجمل المواقع الطبيعية حسب تقرير المنظمة العالمية للسياحة. ورغم أن هذه المناطق تمثل فرصة ملائمة لجذب السياح إلى إيران، فإن أوضاع السياحة في البلاد خلال الأعوام الماضية حول أكثر الدول استقطابا للسياح كانت غير مرضية.
فحسب الإحصاءات الرسمية التي أعلنتها منظمة السياحة والإرث الثقافي بلغ عدد السياح الوافدين إلى البلاد في عام 2012 بلغ ثلاثة ملايين و729 ألف زائر، في حين أن هذا الرقم بلغ أكثر من عشرة أضعاف في تركيا وهي الدولة المجاورة لإيران، إذ زار تركيا نحو 35 مليونا و700 ألف سائح في 2012.
وأظهرت الإحصاءات التي نشرتها المنظمة العالمية للسياحة في عام 2013 أن حصة السياحة في إيران في 2012 بلغت اثنين في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي. وساهمت السياحة في إيران في عام 2012 بنسبة 5.1 في المائة في توفير فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر في البلاد، حيث تحتل إيران المرتبة 150 عالميا بين 184 دولة بشأن حصة السياحة في توفير فرص العمل في البلاد.
وأفاد تقرير التنافسية العالمي الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي في عام 2011 بأن إيران تحتل المرتبة الـ114 بين 139 دولة في مؤشر التنافس في السياحة. ويفوق الكثير من دول الجوار إيران في هذه القائمة.
ويبدو أن عام 2014 سيشهد انتعاشا وازدهارا للسياحة في إيران، إذ ظهرت معالم الازدهار السياحي في الأشهر الأخيرة من 2013 وخاصة في الأشهر التي تلت الانتخابات الرئاسية، وانتخاب حسن روحاني رئيسا.
ويقول النائب السابق لمدير منظمة السياحة في إيران منوتشهر جهانيان إن نسبة السياح الوافدين إلى إيران خلال الأشهر الستة الأولى من العام الإيراني الجاري (يبدأ من 21 مارس/ آذار) سجلت ارتفاعا بلغ 30 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وساهمت الانتخابات الرئاسية في إيران التي أدت إلى فوز حسن روحاني بمنصب الرئاسة، ونجاح المفاوضات النووية بين إيران والقوى الست الكبرى حول الملف النووي الإيراني بعد مرور عشر سنوات من إجراء مفاوضات دون جدوى، في تعديل انطباع السياح عن إيران.
ونقلت وكالة الأنباء التابعة لمنظمة السياحة الإيرانية عن رئيس مجلس إدارة جمعية الدليل السياحي في إيران إبراهيم بور فرج قوله إن «عدد السياح الوافدين إلى إيران في ليلة رأس السنة وأعياد الميلاد في 2014 شهد زيادة بلغت 30 في المائة». وأضاف: «لم نشهد مثل هذا الإقبال في الأعوام الماضية. وسجلت ليلة رأس السنة هذا العام، خلافا للأعوام الماضية، حضور أعداد كبيرة من السياح إلى إيران خاصة في شيراز وأصفهان».
وظهرت بوادر انتعاش أوضاع السياحة في إيران في التقارير الصحافية العالمية حيث نشرت المواقع الإلكترونية التابعة لصحف «الغارديان»، و«فايننشيال تايمز»، و«ديلي تلغراف» البريطانية، إحصاءات صنفت إيران إحدى أفضل الوجهات السياحية في عام 2014. ونشرت صحيفة «فايننشيال تايمز» تقريرا بعنوان «أفضل 20 وجهة سياحية لعام 2014 حسب طلائع صناعة السياحة»، كما تصدرت إيران قائمة «أفضل 20 وجهة سياحية»، تليها تشيلي، واليابان، ومنغوليا، وفيتنام، وزيمبابوي، والسويد. وعدَّ التقرير المنحدرات الجليدية لممارسة التزلج على الجليد، والشواطئ، والفن المعماري الإسلامي المذهل، والمعالم الأثرية، والأطعمة الرائعة، جزءا مما يستقطب السياح لإيران.
ونقلت الصحيفة عن المدير العام لشركة «وايلد فرونتيرز» السياحية السيد بيلبي قوله: «تشهد نسبة الطلب لزيارة إيران نموا بلغ 30 في المائة». وأضاف: «نقوم بتنظيم رحلات سياحية إلى إيران منذ عشر سنوات من دون أن نواجه مشكلات بهذا الشأن. ونسمع من السياح أنهم يستمتعون بحسن الضيافة، وحسن تعامل المواطنين الإيرانيين أكثر من أي شيء آخر».
كما عد التقرير المنشور في صحيفة «ديلي تلغراف» زيارة إيران مثيرة للحماس وغير اعتيادية. وصنفت الصحيفة إيران على قائمة «20 وجهة سياحية لعام 2014». ويعد التقرير النزل التاريخية في طريق الرحالة الأوروبي ماركو بولو، والقرى المبنية من اللبن، والحدائق، والمساجد الرائعة، والقصور النادرة، والآثار المتبقية من موقع تخت جمشيد من الوجهات السياحية في إيران.
ونقل التقرير عن مدير إحدى الشركات التي تنظم رحلات إلى إيران قوله: «لقد نظمنا في 2013 رحلتين سياحيتين إلى إيران، غير أننا نطمح إلى تنظيم ست رحلات خلال العام الجاري إلى إيران».
واحتلت إيران المرتبة 11 من بين 40 وجهة سياحية تستقطب السياح حسب تصنيف جريدة «الغارديان» البريطانية. وأفاد التقرير الصادر عن الجريدة بأن «الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى الغربية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 مهد الفرصة لزيارة الغربيين إلى إيران». وعدَّت «الغارديان» معالم تخت جمشيد الأثرية، ومدينة طهران، وأصفهان، وشيراز، وجبال زاغروس، من أبرز الأماكن السياحية في إيران.
وكان نائب الرئيس الإيراني ومدير منظمة الإرث الثقافي في إيران محمد علي نجفي قد صرح في أكتوبر (تشرين الأول) لجريدة «الغارديان» بأن «إيران تعيد النظر بشكل كامل في إجراءاتها المشددة في قطاع السياحة من أجل تقديم تسهيلات، أو إلغاء الشروط الصعبة لصدور التأشيرات لغالبية السياح. وستوفر للسياح فرصة الحصول على تأشيرة الدخول في المطار».
وأضاف نجفي: «أتوقع زيادة ملحوظة في نسبة السياح الأجانب الوافدين إلى إيران خلال الأشهر الثلاثة المقبلة».
