قرارات محلب الفورية ترفع الروح المعنوية لقطاع السياحة
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
.jpg)
لم تقتصر معاناة العاملين في السياحة.. صناعة الامل علي ما تتعرض له انشطتهم من اعتداءات مباشرة أو غير مباشرة فحسب وانما كان الاكثر إيلاماً هو الاهمال الكامل من جانب المسئولين عن إدارة شئون الدولة لهذه المعاناة. كان هناك ما يشبه عدم المبالاة بصيحات الالم والشكوي المستمرة.. لا احد فكر في لقائهم لسماع أقوالهم عن المحنة التي يعيشونها علي مدي ثلاث سنوات منذ قيام ثورة ٥٢ يناير. الكل اتخذ موقف التنكر لكل السهام الغادره التي وجهت الي هذه الصناعة. ما حدث وعلي ضوء ما كانت تحققه هذه الصناعة من عوائد بالعملات الحرة (٥.٢١ مليار دولار) الي جانب اتاحة فرصة عمل مباشرة لاكثر من ٥.٢ مليون مواطن.. يؤكد ان الهدف كان ضرب الاقتصاد القومي وأحداث خلل في المنظومة الاجتماعية.. وقد ثبتت سوء النية المبيتة ضد هذا الوطن من خلال توافق كل الوزارات التي تم تشكيلها منذ قيام هذه الثورة تجاه هذه الصناعة.
كان واضحا ان وراء هذا التوجه السيطرة والهيمنة الإخوانية التي وجهت تهديداتها الي كل ماله علاقة بالسياحة. هذا المناخ العام المعادي للسياحة كان سببا في الانحسار المتواصل لحركة التدفق السياحي علي مصر التي كانت قد وصلت الي أوج عظمتها في نهاية ٠١٠٢ قبل الثورة بحوالي شهر حيث بلغ عدد السياح الوافدين ما يقرب من ٥١ مليون سائح.
ظلت حالة اليأس التي عاشها العاملون في السياحة منذ هذا التاريخ تتأرجح بين تعاظم الاهمال الحكومي وعمليات الارهاب التي استهدفت السياحة في الآونة الاخيرة خاصة بعد ثورة ٠٣ يونيو التي قضت علي الحكم الإخواني. ورغم ان الآمال انتعشت في امكانية تعافي الصناعة بعد تولي حكومة الببلاوي لمقاليد الحكم في اعقاب الاطاحة بالإخوان الا ان تجاوب قيادة هذه الحكومة مع متطلبات الخروج من الأزمة كان معدوما. نتيجة لذلك ظل حال السياحة علي ما هو عليه من انكسار. هذا الوضع اتخذ منحي آخر منذ رئاسة المهندس ابراهيم محلب للحكومة الجديدة التي خلفت حكومة الببلاوي. ارتفعت معنويات قيادات العمل السياحي ولاول مرة منذ يناير ١١٠٢. تحقق ذلك من خلال استجابة المهندس محلب لطلب هشام زعزوع وزير السياحة للاجتماع بقيادات قطاع الاعمال السياحي والاستماع اليهم. جاءت هذه المبادرة في اطار معالجة اوجه القصور التي أدت لمزيد من التدهور في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وجاء اجتماع رئيس الوزراء بهذه القيادات السياحية وبحضور وزير السياحة بمثابة طوق نجاة من حالة الانهيار الكامل التي كانت قد وصلت اليها صناعة الامل. وجاءت نتيجة هذا اللقاء مبهرة للسياحيين ومتفقة تماما مع طبيعة تعامل محلب مع المشاكل التي تفاقمت نتيجة الاهمال وعدم التركيز وعدم الاستعداد لاتخاذ أي اجراء فعال للمعالجة. لقد خرج المجتمعون من هذا اللقاء وهم لا يصدقون إقدام رئيس الوزراء علي حل ميداني لكل مشاكلهم.
لقد تمت مواجهة كل مشكلة من خلال اصدار التعليمات الفورية الي الوزراء المختصين بالتحرك لحلها فورا وبأسلوب هندسي منظم ومرتب وحاسم. تمت هذه العملية بعد استعراض منظم لكل القضايا محل الشكوي. كان طبيعيا ان تخرج القيادات السياحية من اجتماع رئيس الوزراء وهم في حالة دهشة وانبهار.
لقد استهدفت القرارات الحاسمة التي اصدرها رئيس الوزراء والمشمولة بالتنفيذ الفوري كل الجوانب التي تسمح للسياحة بان تستعيد أنفاسها وان يسيطر علي العاملين منها ولاول مرة الشعور بالتفاؤل في المستقبل. كان من نتيجة ما حدث ارتفاع في روحهم المعنوية التي كانت قد بلغت حد الانهيار. شملت هذه القرارات ما يلي:
< وقف كل الاجراءات من جانب أجهزة الكهرباء التي كانت تقضي بقطع التيار الكهربائي عن المنشآت السياحية بسبب التعثر في دفع المستحقات.
< جدولة مديونيات المنشآت السياحية للبنوك مع فترة سماح حتي تسترد السياحة عافيتها.
< بحث كامل لملف الضرائب وتقديم كل التسهيلات بشأن المتأخرات.
< مراجعة شاملة لكل مستحقات التأمينات الاجتماعية وجدولة المستحقات.
< تأجيل الفترات المحددة لانهاء المشروعات السياحية واعطاء مهلة كافية بالنسبة للاراضي المخصصة عن طريق المحافظات لاستكمال تلك المشروعات اسوة بما تم من خلال هيئة التنمية السياحية.
< الموافقة علي انشاء صندوق للطوارئ لمساعدة قطاع السياحة علي مواجهة الازمات التي قد يتعرض لها.
من المؤكد ان هذا الانجاز الذي حققه المهندس محلب رئيس الوزراء لصالح السياحة سوف يظل علامة مضيئة لمسيرة هذه الحكومة. انه ولا جدال يمثل عملية انتشال لهذه الصناعة من مأزق الضياع الذي كان يهددها بالفناء.
