سياحة فلسطين توثق المواقع الأثرية إلكترونيًا
غزة "المسلة"… قال مدير دائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار المهندس أحمد البرش إن وزارته :" تعمل على توثيق المباني والمواقع الأثرية إلكترونيا لحفظ الإرث الحضاري الفلسطيني".
وأشار إلى أن ذلك يعد من أهداف عمل السياحة والآثار والمتمثلة في الحفاظ على الإرث التاريخي والأثري الفلسطيني.
وأكد البرش لـ"فلسطين" أن عملية الحفاظ على هذا الإرث ينقسم إلى عدة مراحل: التوثيق والتسجيل ومعاينة الأثر "دراسات الوضع الراهن" بالتدخل بالصيانة والترميم للمباني والمواقع الأثرية.
وأوضح أن الوزارة نفذت مشروع الأرشفة الإلكترونية للمباني والمواقع الأثرية، بعد أن كانت تعمل منذ عشرين عاما بالنظام التقليدي، من خلال التوثيق بالمستندات الورقية، في حرب عام 2008 تعرضت الوزارة لقصف إسرائيلي مباشر أدى إلى فقدان كثير من البيانات والأوراق التي توثق الآثار.
ولفت البرش إلى أن الوزارة تسعى لأرشفة البيانات والمعلومات إلكترونيًا، من أجل حفظ هذا التاريخ للدارسين والباحثين في مجال الآثار، والحفاظ أيضًا على المعلومات المتاحة لمواكبة التقدم العلمي المحوسب.
وأكد أن الهدف من مشروع الأرشفة الإلكترونية، هو الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري للشعب الفلسطيني، وإثبات الهوية الفلسطينية التي مرت عليها الكثير من الحضارات منذ بداية الحضارة الكنعانية.
وأوضح أن من أهداف المشروع أيضا الحفاظ على الآثار للأجيال القادمة لتعريفهم بتاريخهم ووطنهم، ناهيك عن توعية الجمهور والمواطن الفلسطيني بأهمية هذه الآثار.
وبين البرش أن مشروع الأرشفة الإلكترونية دعمته الحكومة الفلسطينية ومؤسسة الإغاثة الإسلامية من خلال توفير كادر بشري عن طريق برنامج التشغيل المؤقت الذي تطرحه المؤسسة، ودعم إضافي من بلديات القطاع، لافتا إلى أن المشروع يكلف 85 ألف دولار بما فيه تشغيل الكادر البشري.
وذكر البرش أن المشروع مدته عام، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى وهي المسح الميداني التي تضمنت عدة مراحل: إعداد الاستمارات الأثرية التي تحتوي على المعلومات التاريخية، كما تم تصميم وإعداد برنامج محوسب لإدخال المعلومات عليه بعد البحث الميداني، ويحتوي على مجموعة كبيرة من المعلومات والبيانات لجميع الآثار الفلسطينية.
وذكر أن المرحلة الأولى عمل فيها 30 شخصا، ومن مخرجاتها رفع وتوثيق وتسجيل وتصوير جميع المباني الأثرية في قطاع غزة، باستخدام الكاميرات الفوتوغرافية، والرسم المعماري، والرسومات، ونتائجها صور واقعية ومخططات معمارية وإنشائية، حيث تم إدخال هذه المعلومات على الصفحة الإلكترونية.
وأشار البرش إلى أنه تم إجراء المسح على 313 مبنى وموقعاً أثرياً في القطاع، إضافة إلى ذلك مجموعة كبيرة للقطع الأثرية تتراوح ما بين 10 إلى 12 ألف قطعة أثرية تم اكتشافها.
ولفت إلى أن تم الانتهاء أيضا من مرحلة جمع وإدخال البيانات على الموقع الإلكتروني، أعقبتها مرحلة توثيق وتسجيل الملكيات الخاصة من المباني الأثرية المملوكة لأشخاص وليست للعموم_ ستنفذ خلال الثلاثة شهور القادمة، مشيرا إلى أن المرحلة الثالثة ستكون عبارة عن إدخال البيانات عبر "جي أي أس".
وأوضح البرش أن الآثار صنفان: صنف منقول يمكن نقله من مكان لآخر، والصنف الآخر الآثار الثابتة وتتمثل في المباني والمواقع ذات الحجم الكبير منها: المباني، والمساجد، والكنائس، وبعض الأراضي الأثرية، والأسبلة، والحمامات، والأسبطة، والمقابر، والقصور.