متحف الفنون.. يطور السياحة ويحل مشكلة البطالة
عمان "ادارة التحرير" … وقع المتحف الوطني للفنون الجميلة مع مشروع تطوير السياحة المستدامة لتعزيز النمو الاقتصادي، والممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، اتفاقية لدعم مبادرة إبداعية تهدف إلى الحد من البطالة بين الشباب الأردني في مختلف أنحاء المملكة، وتعليم طلبة المدارس فن الرسم، وتقديم منحة مالية لمشروع "المتحف المتنقل" الذي ينظمه المتحف الوطني منذ سنوات.
الشباب، حسب مدير المشروع، سوف يحصلون على الوعي بشأن فرص العمل المتوفرة في قطاع السياحة. وهذا يهدف إلى نشر الوعي بين الشباب والشابات بالإمكانيات السياحية في مناطقهم، وأهمية الحصول على التعليم المناسب إذا ما أرادوا العمل في مهن سياحية، والتغلب على الحواجز الثقافية فيما يتعلق بالعمل في القطاع بحسب الغد.
الفكرة في أحسن الأحوال، إن شئنا تصديق أن ثمة تشجيعا للسياحة وللتنمية المستدامة، هي أشبه بوضع العربة قبل الحصان، أو تشجيع الطلبة على لعب كرة السلة من غير كرة سلة ولا ملاعب ولا أحذية.
أنا متحمس جدا للفنون الجميلة. وقد تخرج ابني من كلية الفنون في الجامعة الأردنية، وابنتي تدرس فيها أيضا (رغم أنها حصلت على معدل يؤهلها لدخول كلية الطب). وزوجتي أيضا فنانة تشكيلية، ومتحمسة جدا للعمل والاهتمام بالفنون الجميلة. لكني أرى أن ما يحصل لا علاقة له بالرسالة المفترضة نحو الفنون. وأظن أنه لو كانت المنحة مخصصة لتطوير زراعة العدس، فسوف تجير أيضا لمتحف الفنون الجميلة لتنظيم ورش ومسابقات حول زراعة العدس.
يجب أن يتوجه متحف الفنون أولا إلى نشر التعليم والثقافة الفنية والبصرية في المجتمع والمدارس، وأن يدفع المجتمعات ووزارة التربية والمدارس والجامعات والمواطنين إلى تقدير الفن وتذوقه، وتدريسه في المدارس والجامعات. فإذا كان الشباب لم يحصلوا على مهارة أو ثقافة فنية في المدارس، ولم تكن تعني لهم حصة الفن سوى الفراغ واللعب، أو إشغالها بحصة أخرى عن جداول الضرب، أو إدراجها حصة أخيرة بحيث ينصرف الطلبة..
فكيف سيقبلون ويحترمون ورشة ومسابقة الفنون؟ كيف سيصدق الناس أن هذه الورشة سوف تعرفهم على الإمكانات السياحية في مناطقهم، وعلى المهن السياحية؟ وماذا سيفعلون بالمعرفة عن الإمكانات والمهن السياحية؟ هل كانت مشكلة السياحة والتنمية المستدامة أن الشباب لا يعرفون عن الإمكانات والمهن السياحية؟
بالمناسبة، هل هناك علاقة بين متحف الفنون الجميلة وتحويل مكتبة الأطفال في الحديقة المجاورة له إلى مطعم تجاري سياحي بأسعار خيالية؟ وهل هناك علاقة للمتحف بإغلاق الحديقة العامة في وقت مبكر نسبيا من اليوم وحرمان المواطنين منها؟ وإذا كانت الإجابة بـ"نعم"، فكيف نصدق حكاية التنمية المستدامة؟ وإن كانت الإجابة بـ"لا"، فهل يتفضل علينا المتحف ويساعدنا في استعادة الحديقة والمكتبة؟ أليست هذه رسالته؟ لماذا لا يوظف المكتبة (سابقا) والحديقة في تعليم الفنون ونشرها؟