دبى تطلق اليوم فعاليات معرض جلفود بمشاركة 120 دولة
دبى "المسلة"… تنطلق اليوم فعاليات الدورة التاسعة عشرة من معرض الخليج للأغذية (جلفود) 2014، في مركز دبي التجاري العالمي وتستمر 5 أيام، بمشاركة 4500 شركة عارضة وعلامة تجارية من 120 دولة.
ويستضيف المعرض 10 أجنحة وطنية جديدة، فيما سيُطلق الحدث عدة فعاليات وأنشطة جديدة تشمل معرضاً للأغذية الحلال، ومؤتمراً وزارياً، في دلالة على تزايد أهميته كمقياس لرصد التوجهات والتغيّرات التجارية الحاصلة في القطاع الغذائي.
وظلّ «جلفود»، الذي يُنتظر أن يستقبل ما يزيد على 80 ألف زائر من 150 دولة، يمُدّ قطاعات الأغذية والضيافة والسياحة الإقليمية سريعة النمو بأسباب القوّة وأدوات التمكين.
وكانت أحدث تقارير دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي قد كشفت عن أن الإمارة استقبلت في التسعة أشهر الأولى من العام 2013 نحو 7,9 مليون زائر، بزيادة قدرها 9,8٪ عن الفترة نفسها من العام 2012، ما عزز الحجوزات لأكثر من 84 ألف غرفة فندقية موزعة على 610 منشآت فندقية في دبي.
ويُعتبر قطاعا الضيافة والسياحة من القطاعات الدافعة لعجلة النمو الاقتصادي في دولة الإمارات خلال العام 2014.
ومن هذا المنطلق، يُعدّ «جلفود» مساهماً رئيسياً في سمعة دبي المتنامية كوجهة عالمية لأهمّ الأحداث، متجاوزاً مكانته كواحد من أكبر منصات التداول التجاري حجماً في قطاع الغذاء العالمي، كما يُعتبر ركيزة أساسية من ركائز رؤية دبي السياحية للعام 2020، والمهيّئة لمضاعفة أعداد الزوار السنوية من 10 ملايين في العام 2012 إلى 20 مليوناً في 2020.
وقال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي: إن الحدث يُضفي قيمة كبيرة على قطاع الأغذية والمشروبات، مؤكّداً أنه بات حدثاً معترفاً به دولياً كمنصة استثمارية رفيعة المستوى تُيسّر ممارسة الأعمال التجارية على نطاق عالمي.
وأضاف المري «سنشهد في «جلفود 2014» إطلاق محتوىً مبتكر يتمثل بمعرض «عالم الأغذية الحلال» المتخصص بهذا القطاع الحيوي المزدهر، والقمة الأولى للأمن الغذائي العالمي، التي ستجمع وزراء ومسؤولين حكوميين وقادة أعمال من جميع أنحاء العالم لمناقشة التحديات التي تواجه تأمين إمدادات الغذاء الإقليمية في المستقبل، وذلك في إطار يُسخّر كل ما ينطوي عليه المعرض من إمكانيات لدفع الدور الحيوي الرائد الذي تلعبه دبي في توجيه الأجندة العالمية لقطاع الأغذية». ولا تزال مسألة الأمن الغذائي في المنطقة واحدة من القضايا الحرجة، في ظلّ الاعتماد الهائل على الواردات ومحدودية الموارد الزراعية، الأمر الذي يمثل تحدياً اقتصادياً حقيقياً.
ومن المنتظر، في هذا الإطار، أن تتناول مؤتمرات «جلفود» بالنقاش أحدث التوجهات، وتستعرض أهمّ فرص الاستثمار ومحركات النمو، وتتطرق إلى التحديات التي تؤثر في جميع قطاعات الأغذية العالمية، من خلال حلقات نقاش وعروض تقديمية وورش عمل تفاعلية.
وسيشهد «جلفود» إطلاق «القمة الأولى للأمن الغذائي العالمي لقادة جلفود»، التي ستجمع ما يزيد على 300 من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وكبار القادة والمفكرين والخبراء من القطاع الغذائي من مختلف أرجاء العالم، تحديات الأمن الغذائي، وسيبحثون في سبل إيجاد حلول مشتركة تضمن مستقبل غذاء أكثر أمناً واستدامة.
وستشمل المواضيع الرئيسية المطروحة أمام القمة، الأمن الغذائي في العالم العربي، والابتكار والاستثمار المسؤول في الزراعة، وسوء التغذية، والحد من النفايات. وسيفتتح القمة، التي تُنظّم بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه الإماراتية، معالي وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، بكلمة يتناول فيها وضع الأمن الغذائي في الإمارات والمنطقة.
وستتناول بالنقاش والبحث قضايا الأمن الغذائي محلّ الخلاف، وأفضل الآليات اللازمة لجسر الهوة بين العرض والطلب، والاستراتيجيات التي من شأنها تشجيع التحالفات والمبادرات الرامية إلى التغلب على المصاعب المستقبلية التي قد تواجه القطاع.
وقال بيتر وولش، وزير الزراعة والأمن الغذائي ووزير المياه في حكومة ولاية فكتوريا الأسترالية، عشيّة انعقاد القمّة لـ الاتحاد : إن الشرق الأوسط يشهد نمواً سكانياً سريعاً في حين يعاني شحّ المياه وقلّة الأراضي الزراعية، ما يجعل الأمن الغذائي لهذه المنطقة «أمراً في غاية الأهمية». وأضاف الوزير: «تقع منطقة الشرق الأوسط في مركز التجارة العالمية، وبالتالي فإن القمة تتيح الوصول إلى صانعي القرار وقادة قطاع الأغذية، ما يجعل منها فرصة ممتازة لعرض نموذج ولاية فيكتوريا وتقديمه كمثال عالمي لتوريد أغذية نظيفة وصحية وعالية الجودة، وللتعرف من جانب آخر على احتياجات الأمن الغذائي في هذه المنطقة». وتُعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الأسواق المهمة لولاية فيكتوريا، التي بلغت قيمة صادراتها الغذائية العام الماضي إلى هذه المنطقة نحو 1.3 مليار دولار، وشملت الحبوب واللحوم ومنتجات الألبان واللوز والفواكه المجففة والطازجة.
وفي وقت تهيمن فيه الخضراوات ومنتجات الألبان على الإنتاج الغذائي الإقليمي، تعتمد دول الخليج على الواردات لتلبية متطلباتها من اللحوم والقمح.
وفي العام 2010 استوردت دول الخليج مجتمعة 27.5 مليون طن من المواد الغذائية، وهو أكثر من ضعف حجم المواد الغذائية التي تم إنتاجها محلياً.
وقد بدأ تركيز بلدانٍ في المنطقة على تطوير قطاع التصنيع الغذائي، إضافة إلى ضخّ استثمارات كبيرة في أراضٍ زراعية خارجية.
وتواصل دولة الإمارات، من ناحية أخرى، تعزيز مكانتها كمركز لوجستي بارز لعدد متزايد من المنتجات الغذائية، كما تلعب دوراً رئيسياً في إرساء الأمن الغذائي بمنطقة الخليج.
وبات ارتفاع مستويات الدخل الإقليمية، ونمو الحركة السياحية في المنطقة، وتزايد استهلاك الأغذية الحلال، محركات رئيسية للنمو العالمي في قطاع الأغذية.
ومن المنتظر أن يستقبل معرض «عالم الأغذية الحلال»، الذي يعتبر حدثاً معرضاً متخصصاً داخل «جلفود» ويقام لأول مرة، ما يزيد على 450 من أبرز الشركات العالمية المنتجة والمصنِّعة والموزعة للأغذية الحلال من أكثر من 50 بلداً.
ومن المتوقع أن يولد «عالم الأغذية الحلال» فرصاً استثمارية كبيرة للشركات العالمية المتطلعة إلى إبرام اتفاقيات وعقد صفقات مع مشترين وموردين ومقدمي خدمات تخزين ونقل إقليميين.
من جانبه، شدّد ليستر لو، المدير الإقليمي لمؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية، على أهمية «جلفود» كبوابة للوصول إلى أسواق الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن دولة الإمارات هي كبرى أسواق تصدير المنتجات السنغافورية إلى دول الخليج مستحوذة على 46.5 بالمئة من تلك الصادرات.