السياحة الرياضية من عنق الجمل الى ‘فنسان’
بقلم: الطاهر ساسي
ولم يعد خافيا ان جميع الوزارات قدرها التكامل من اجل الامن الشامل وأيضا الترويج المتكامل وهو ما وجدنا وزارتي الثقافة والسياحة في صميمه من اجل التنسيق والتعاون في مجال النهوض بالسياحة الثقافية .
والبادرة محمودة إلا ان ما بقي من برامج منشودة ان نرى هذا التكامل بين ما هو رياضي وما هو سياحي حتى نرسي استراتيجية واضحة على المدى القصير والمتوسط لدعم هذا القطاع الحيوي واستغلال العديد من التظاهرات الكبرى التي ستنعقد خلال سنة 2014
واذا سيوفر التكامل السياحي – الثقافي تطوير مسالك للسياحة الثقافية في عدد من الجهات (الكاف، سليانة، القيروان، توزر، القصرين….) حول عدد من المواقع التاريخية والتراثية وإدراجها ضمن منظومة كاملة ومتكاملة للسياحة الثقافية فان المبادرات الفردية وفرت مناسبات التعريف بالمسالك السياحية والصحراوية منها عن طريق المهرجانات الرياضية التي جابت الصحاري من عنق الجمل الى جربة مرورا بشط الجريد وحنيش بقبلي وهو ما كانت له الانعكاسات الايجابية على صورة البلاد التي شكلت محاور تعريف في ندوات دعا لها النسيج المجتمعي من ابناء تونس في الهجرة وتحديدا ‘ جمعية كرطاقو ‘ بباريس التي يعتبر نشاطها المتلاحق مساهمة في اخراج الاقتصاد التونسي من عنق الزجاجة سيما وان التظاهرات تستهدف الاجانب والفرنسيين منهم بالخصوص لتؤكد لهم ان الوجهة التونسية تبقى الافضل للسياحة …وهو نشاط اقتضى خطة سلسلة في التواصل ليصبح المستحيل في ظل تلاحق الارهاب مباحا
والانشطة الترويجية متواصلة بشكل متلاحق ولا يهم ان كانت عدوا او لكما فكلها رياضة تختزن النبل …
والحدث سيكون غدا السبت «بفوتناي سو بوا» بباريس من خلال نهائيات فرنسا في الملاكمة التي ستكون بمشاركة تونسية حول المربع من خلال التنظيم وايضا فوق المربع عن طريق مواهب تجري في شرايينها الدماء التونسية وهو ما سبق ان ادى الى اكتشاف العديد من الابطال لتكون منصة التتويج العالمي مالهم مثل توفيق البلبولي وعلي السعيدي بدعم من المهاجر عزالدين بن يعقوب …
ومثل هذه الخطوات كانت لسيمون بلعيش وهو واحد من امراء الملاكمة التونسية ادوار متلاحقة فيها وهو احد اوفياء ‘ ‘ الحفصية ‘ وكان له شرف تمثيل العلم التونسي في العاب بيروت المتوسطية سنة 1959 وكانت له الميدالية الذهبية قبل ان يكون بطلا لتونس عدة مرات تماما مثل ‘ فيليكس برامي ‘ والصادق عمران وإبراهيم الشاب (ابراهيم المحواشي) وابراهيم الفهيم.
انجازات ‘ سيمون بلعيش ‘ ورثتها بعد الممات ارملته ‘ ديزيري التي نجدها دوما لتونس عاشقة و بمدينة نابل هائمة لتروج من هناك في باريس لصورة تونس الاخاء والتعايش
هذا الجهد لا بد ان يتوفر له الدعم من وزارة الرياضة التي لا بد ان تقطع مع التجاذبات التي تاكدت من خلال الحراك المتواصل من اجل اصلاح الهياكل واخرها ما تعلق بجامعة الكاراتي بعد ان استحال تنفيذ حتى الحكم القضائي في خصوص انهاء شرعية المكتب الحالي بسبب عدم توفر النصاب القانوني للمداولات …
الوزير انصت الى المحتجين …والغريب ان من رفض الاصلاح في وزارة طارق ذياب وجدناه يتحوّل من النقيض الى النقيض في مواقفه …وهو فن من فنون الضحك على الذقون لن يتم القضاء عليه إلا اذا قرر الوزير الحالي للرياضة تطبيق خارطة الطريق وإعلان التغيير في اكثر من موقع حساس بوزارته من الديوان الى اكثر من ادارة عامة على غرار زميلته في وزارة السياحة التي لم تنتظر الوقفات الاحتجاجية للتغيير فقد بادرت به بكل تلقائية من تمكين السياحة التونسية من تصورات جديدة وهي التي تحتاجها الرياضة … فهل رأينا الوزير صابر بوعطي مبادرا بالخطوات الاصلاحية ؟
بد ان يعلم الوزير ان الحديث عن الفساد الهيكلي في وزارته لم يعد خافيا وهو ما اطلع عليه رئيس الحكومة ومعه رئاسة المجلس التأسيسي الذي قد نجده مطالبا بإعلان المساءلة لمن لا زال متمتعا بالنفـوذ صلب وزارة الشباب والرياضة ” ليصبح حسب العريضة التي وصلتنا نسخة منها نموذجًا نمطيًا ” لفساد مُسلط من طرف قلة من الأشخاص . وهو ما يطرح السؤال : الى متى ستتواصل التجاوزات التي ارتبطت حسب العريضة دوما بشخص دون غيره مصر على الهروب الى الامام …