الشارقة وترقية السياحة كمحرك للنمو الاقتصادي
عبد العظيم محمود حنفي
باحث في الدراسات السياسية والاقتصادية
يعكس معرض سوق السفر العالمي 2013 الذي اختتم فعالياته في السابع من نوفمبر في قاعة المعارض والمؤتمرات الدولية إكسيل بالعاصمة البريطانية لندن، الاهمية المتزايدة لقطاع السياحة في العالم، فمن المتوقع أن ينمو قطاع السياحة في العالم بمعدل يبلغ 9 .6% في المتوسط خلال السنوات العشر المقبلة .
ومن المتوقع أن يزيد العائد السياحي العالمي ويرتفع من 7 .5 ترليون دولار في عام 2010 إلى 1 .11 ترليون في عام 2020 . مثل هذا النمو الكبير سيؤدي إلى زيادة في معدلات العمالة ، وكلها أشياء ستساعد على تقوية الاقتصاد العالمي .
حيث من المتوقع أن يزيد عدد القوى العاملة في القطاع السياحي الدولي من 260 مليون شخص في العام الحالي 2011 إلى 320 مليونا في عام 2021 . إذن فالسياحة تعد من أفضل الأدوات التي تساعد على زيادة وتعزيز معدلات العمالة، كما أن أكثر من 83% من عائدات السياحة تكون بالعملة الصعبة في حين أن النسبة في بقية القطاعات الصناعية لا تزيد على 67% .
وتمثل عائدات السياحة30% من صادرات الخدمات الصناعية . ولكن تتراجع أهمية السياحة في كل مرة يشهد فيها العالم أزمة اقتصادية .
فعندما ضربت الأزمة الاقتصادية الطاحنة القارة الآسيوية عام 1997 اتجهت دولة مثل ماليزيا نحو تطوير وتحديث قطاعها ومواردها السياحية من خلال تطوير كنوزها السياحية والترويج لها مع تنظيم برامج سياحية ورياضية متكاملة، مما أفادها كثيرا في التغلب على أزمتها الاقتصادية .
وفي الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة شجعت بريطانيا مواطنيها على تمضية عطلاتهم وإجازاتهم السياحية داخليا بدلا من الخارج ، مما انعكس في تعزيز قاعدة السياحة الداخلية كثيراً وجلب عائداً مالياً بلغ 115 مليون يورو، كما ساعد على توظيف 6 .2 مليون شخص . لهذا فإن السياحة يمكن أن تكون أداة سحرية لتذليل الأزمات .
من هنا كان اهتمام امارة الشارقة بقطاع السياحة واتخاذها محرك نمو اقتصادي فاعل وقيامها بوضع أسس جديدة لضمان وجود سياحة عادلة وتفاعلية وثقافية وفنية في آن واحد، والتركيز على الأسس والمفاهيم السياحية واللغة السياحية الجديدة التي بدأت تسود العالم الآن . كما عملت على تطوير برامج سياحية متكاملة وشاملة تتضمن خصائص اماراتية فريدة ومختلفة مستغلة .
ما تتميز به من تنوّع طبيعي وثقافي وتراثي حيث تجمع بين الحضارة العمرانية والحفاظ على المناطق التراثية والمتاحف الثقافية المتنوعة إضافة إلى الشواطئ والجبال والمحميات الطبيعية .
ولذا اضحت إمارة الشارقة على قائمة أهم الوجهات السياحية في المنطقة والعالم، وكل ذلك في اطار حرص الإمارة بجميع جهاتها الحكومية والخاصة على تقديم أرقى الخدمات لزوارها وتطوير شبكة البنى التحتية واستقطاب كبرى الفنادق العالمية .
من هنا كان اشتراك الامارة الفاعل في معرض سوق السفر العالمي 2013 حيث قدمت أهم الحوافز والمعالم التي تزخر بها الإمارات من قدرات سياحية بارزة وعرضت الإمارة منتجها السياحي والثقافي والتراثي في أحد أبرز المعارض العالمية المتخصصة بقطاع السياحة والسفر ويجمع نخبة من صنّاع السياحة حول العالم .
وهذه المشاركة تأتي بالتزامن مع تحضيرات الإمارة للاحتفالات باختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014