Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

إسرائيل تروج قلعة “هيرودوس” في بيت لحم على أنها موقع سياحي إسرائيلي

إسرائيل تروج قلعة "هيرودوس" في بيت لحم على أنها موقع سياحي إسرائيلي

 

رام الله " المسبة " …  رفض سكان مدينة بيت لحم الفلسطينية إدراج إسرائيل مدينتهم ضمن المواقع السياحية الإسرائيلية في حملاتها الترويجية في الخارج، معتبرين ذلك تزويرا وتعديا على التراث والتاريخ الفلسطينيين، بما يتطلب وقفة جادة وخطوة مقابلة لتصحيح وعي السياح القادمين إليهم. ويقول أهالي المدينة مسلمين ومسيحيين إن تجاوزات الاحتلال باتت لا تحصى، مما يتطلب موقفا فلسطينيا جماعيا لمواجهتها على المستويين السياسي والشعبي في الداخل والخارج.

 

وفيما تنفي مصادر رسمية إسرائيلية علاقتها بالترويج وتنسبه لشركة خاصة، شرعت الجالية الفلسطينية في إيطاليا بحراك شعبي مدعوم من المنظمات والجمعيات المناصرة للشعب الفلسطيني لمناهضة الحملة التي أطلقتها شركة السياحة الإسرائيلية.

 

دعاية فلسطينية للسياح الأجانب مضادة لحملة التهويد الإسرائيلي :

 

وكان مكتب سياحي -نفت السفارة الإسرائيلية في روما علاقتها به- أدرجت مدينة بيت لحم وجبل الفريديس (قلعة هيرودوس) التاريخية القريبة منها، والتي يسيطر عليها الاحتلال وغيرها من المدن والمواقع الفلسطينية ضمن المدن والمواقع السياحية الإسرائيلية، عبر نشر إعلان حول تنظيم ورشة عمل سياحية في العاصمة الإيطالية.

 

ووصفت منظمة إسرائيلية الإعلان الذي جاء في وقت تقود فيه الولايات المتحدة جهدا دبلوماسيا لإبقاء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بأنه ضربة للمفاوضات وأنه ينسجم مع السياسة الحكومية.

 

سياسة ثابتة :

 

وهذه ليست المرة الأولى أن تحاول إسرائيل طمس الهوية الفلسطينية، إذ تقوم شركات سياحية ومرشدون بتوزيع نشرات للسياح القادمين من الخارج تصف مدينة بيت لحم بمنطقة خطر، وتحذر من المبيت فيها، كما نشرت ترويجا يضع كنيسة المهد في مستوطنة جبل أبو غنيم، حسب الناشط الشبابي محيسن عمارين.

 

وتحاول مجموعة شبابية تصحيح الصورة السلبية التي تحاول إسرائيل رسمها في عقول السياح القادمين إلى بيت لحم، فباشرت منذ شهور بتشكيل فرق تستقبل السياح وترحب بهم، وتوزع عليهم ملابس تحمل عبارات "أنا أحب فلسطين" بدل تلك التي توزعها إسرائيل وتحمل "أنا أحب إسرائيل".

 

ويقول عمارين للجزيرة نت إن جهودهم جاءت بعد عجز المسؤولين الفلسطينيين عن فعل شيء لمواجهة الحرب الدعائية الإسرائيلية، مشيرا إلى خطة لتنظيم نشاط خاص للرد على السفارة الإسرائيلية في روما.

 

الأب مسلم: بيت لحم للمسلمين والمسيحيين ولا حق للاحتلال فيها من جهته أكد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن المقدسات الأب مانويل مسلم أن المسيحيين سيظلون رأس حربة في مواجهة إسرائيل، وأن مدينة بيت لحم ستظل مدينة لكل المسلمين والمسيحيين العرب، وليس للاحتلال أي حق فيها أو في مقدساتها.

 

وحذر في حديثه المسيحيين من مخططات الاحتلال التي قال إنها لن تنال من الصوت المسيحي، مشددا على أن نوايا إسرائيل بدأت تتكشف "فهي تتحدث عن هدم الأقصى وبناء الهيكل في القدس من جهة، وتعد بيت لحم أرضا إسرائيلية من جهة أخرى".

 

واتهم إٍسرائيل بالشروع في حرب دينية "استكمالا لمخطط الاستيلاء على كل أرض فلسطين ومقدساتها، التي هي في نظرهم مقدسات وثنية والسكان فيها غرباء".

 

ضربة للمفاوضات :

 

بدورها حذرت سفارة فلسطين في إيطاليا من تداعيات الحملة الإسرائيلية "التي تحمل في ثناياها محاولات لتزيف المواقع السياحية الفلسطينية وتهويدها والاستحواذ عليها". داعية إلى "إطلاق حملة إعلامية فلسطينية عالمية لمجابهة هذا الترويج المضلل".

 

وربطت السفيرة مي كيلة في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت بين الحملة والتحديات التي تواجه مفاوضات السلام برعاية الإدارة الأميركية، معتبرة أنها -وحتى وإن تبنتها شركة خاصة- تنسجم مع النهج الرسمي للحكومة الإسرائيلية التي تسعى لإفشال المساعي الدولية لحل الصراع وفق مبدأ حل الدولتين.

 

التهويد الإسرائيلي يطول المقدسات المسيحية في فلسطين :

 

وأشارت إلى إرسال مذكرات احتجاج إلى وزارتي الخارجية والسياحة الإيطالية طالبتها بوقف الحملة السياحية التي شرعت بها الشركة الإسرائيلية. أما إسرائيليا، فقد نفى موظف بسفارة إسرائيل في روما يدعى دانيئل في اتصال مع الجزيرة نت أي علاقة للسفارة بالموضوع، وأضاف أنه مشروع "تحركه شركة سياحة إسرائيلية خاصة". فيما نفت حاجيت بينش المتحدثة الإعلامية باسم ديوان وزير السياحة الإسرائيلي عوزي لانداو علم الوزارة بهذا المشروع أو تفاصيله.

 

لكن الناطق بلسان "كتلة السلام الآن" آدم كيلر اعتبر أن المشروع المذكور ينسجم مع إستراتيجية الحكومة الإسرائيلية التي قال إنها توظف الكثير من المؤسسات الخاصة ذراعا تنفيذيا لها بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف أن الهدف هو "المراوغة أمام العالم والفلسطينيين والتملص من المسؤولية تجاه المجتمع الدولي، لتتذرع بأن هذه المشاريع تنفذها جهات خاصة دون علاقة ودراية للمؤسسة الرسمية.

 

ويعتقد كلير أن إسرائيل توظف المواقع السياحية الفلسطينية لجني الأرباح على حساب الفلسطينيين، إضافة إلى الأبعاد السياسية عبر الترويج بأن هذه المواقع وبيت لحم، التي تعد ماركة سياحية رائدة ولها مكانتها الدينية للمسيحيين بجميع أنحاء العالم، هي جزء لا يتجزأ من إسرائيل ليترسخ بذهن السياح والحجيج بأنه لا يوجد كيان فلسطيني.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله