فنادق الدوحة تتبنى أنظمة تقنية لتوفير الطاقة لضمان خفض الاستهلاك بواقع %30 بحلول عام 2020
الدوحة "ادارة التحرير" …. تعد الفنادق في الدوحة بكافة تصنيفاتها من أكثر المنشآت المستهلكة لموارد الطاقة الكهربائية والمائية حيث تضم عددا كبيرا من الغرف والأجنحة، بالإضافة إلى المرافق الأخرى كالمطاعم والنوادي الصحية والرياضية وأيضا برك السباحة. كل تلك المرافق تسهم باستهلاك معدلات عالية من الطاقة الكهرمائية، ما يجعل دور الضيافة من أكثر الجهات المعنية بالالتزام بترشيد استخدام الطاقة وحماية الموارد الحيوية في الدولة. ومن المعروف أن كافة الفنادق لاسيما الكبرى منها والتي تنتمي لأسماء وعلامات عالمية تنتهج سياسة ترشيدية خاصة بها تختلف بحسب المعايير الموضوعة والمعتمدة فيها، وذلك لرفع الوعي لدى موظفيها بخطر هدر الطاقة ودعم المجتمع المحلي والدولة التي تعمل فيها.
ومن هذه السياسات البطاقات الإلكترونية المتحكمة بالإضاءة ومعدات الفلترة الخاصة بالماء والأجهزة المعدة لتوفير بالكهرباء، يضاف إلى ذلك مشاركتها للمناسبات الخاصة بهذا الموضوع، مثل الاحتفال بساعة الأرض التي تعمل خلالها دول العالم على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية، واستخدام الشموع لمدة ساعة واحدة في آخر سبت من شهر مارس من كل عام.
وللاطلاع على آلية الترشيد المتبعة في فنادق الدوحة ومدى التزامها بتوفير الطاقة واستخدامها لمعدات وآليات تسهم في التوفير باستهلاك الماء والكهرباء ومدى دعمها لحملة ترشيد الوطنية التي أطلقتها المؤسسة العامة للكهرباء والماء «كهرماء» قبل عام ونصف تقريبا، والتي تهدف إلى إرساء نماذج يحتذى بها في مجال الترشيد والاستدامة البيئية والعمل على تنفيذها في جميع القطاعات مع تطبيقها في الأماكن ذات المعدلات الاستهلاكية الأعلى، والتي تعتبر الفنادق أحد هذه الأماكن، فقد ارتأت «العرب» أن تنهل من معين خبرات وتجارب القيمين على الفنادق الذين أكدوا حرصهم الشديد على تطبيق السياسات الكفيلة بترشد استهلاك المياه والكهرباء عبر سلوكيات وإرشادات كثيرة تساهم بشكل من الأشكال بترشيد الطاقة وحمايتها من الهدر.
النادي الصحي في الفنادق
أكد مدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق «أماري الدوحة» رامي الجعبري أنه خلال فترة بناء الفندق راعى المالك موضوع الترشيد في الطاقة في التجهيزات الموضوعة في الفندق وبشكل خاص النادي الصحي وبرك السباحة، وعمل على التعامل مع شركات معنية في هذا المجال إلى جانب إعطاء التوجيهات الخاصة بالسلوكيات المرتبطة بترشيد الطاقة من حيث إطفاء الإنارة في الغرف غير المستخدمة وتحديد ساعات الغسيل والتنشيف وإيجاد طريقة للتنظيف لا يتم فيها هدر الطاقة.
وأشار الجعبري إلى أن النادي الصحي في الفندق من أكثر المرافق التي تستهلك الطاقة، لذلك فإن الإدارة وضعت توجيهات واضحة بضرورة إطفاء كافة الغرف والصالات غير المشغولة، بالإضافة إلى عدم استخدام آليات التسخين والتبريد الموجودة هناك في حال عدم وجود زبائن فيها.
وبين المدير العام أن الفندق يعمل باستمرار على دراسة كل جديد في مجال توفير الطاقة وترشيدها، منوها بإمكانية استخدام الطاقة الشمسية في فنادق الدوحة، لافتا إلى أن «أماري الدوحة» حريص على دعم حملة الترشيد التي أطلقتها «كهرماء» والتي تعود بالفائدة على كل المنشآت، حيث تنخفض قيمة فواتير الماء والكهرباء التي تترتب على الفندق.
برنامج
أكد مدير عام فندق «سانت ريجيس الدوحة» طارق درباس أن لدى الفندق برنامجا خاصا لترشيد الطاقة والتقليل من استهلاكها، لافتا إلى أن المجموعة المعنية بنظام الترشيد الخاص بالفندق تدعو إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة %30 حتى العام 2020.
وأشار المدير العام إلى التوجيهات الصارمة الخاصة بهذا الموضوع والتي تنص على ضرورة إطفاء كافة الأضواء غير الأساسية أو الضرورية في كافة مرافق الفندق، خاصة في النادي الصحي الذي يعتبر الأكثر استهلاكا للطاقة، كما يتم تقنين الساعات الخاصة بالغسيل والتنظيف، وأوضح درباس أن معظم دور الضيافة القطرية تلتزم بحملة ترشيد الطاقة التي أطلقت من «كهرماء» من خلال اعتماد البطاقات الخاصة بدخول الغرف، والتي تطفئ الإنارة بمجرد خروج النزيل من الغرفة.
ولفت المدير العام لـ «سانت ريجيس» إلى أنه على كافة الفنادق دعم ترشيد الطاقة وإظهار التفاعل الإيجابي والمشاركة في البرامج الهادفة، لحماية موارد قطر الحيوية.
برنامج «جو جرين»
ذكر مدير عام فندق «ذا رويال ريفيرا» آلان سلامة أن كافة الفنادق في العالم لديها أنظمة ترشيدية حيث إن معظمها تمتلك برامج إقفال الإضاءة بشكل أتوماتيكي أو تلك الخاصة بالتبريد والتسخين والتعقيم الخاصة بالمياه ومعالجتها بما يضمن عدم هدر الطاقة.
ولفت سلامة إلى أن الفندق ينتهج سياسة الترشيد ويعمم توجيهاته بهذا الخصوص للموظفين ويطلب من النزلاء والضيوف التقيد بهذا الأمر أيضا. بالإضافة إلى استخدام تجهيزات توفيرية مثل الفلاتر والمسخنات الموفرة للطاقة، إلى جانب إطفاء كل الغرف والأجنحة غير المشغولة، مؤكدا أن هناك سلوكيات وتفاصيل بسيطة تسهم بشكل كبير بتوفير وترشيد الطاقة.
ولفت المدير العام إلى برنامج «جو جرين» لترشيد وحماية الطاقة الذي يدرسه حاليا «ذا رويال ريفيرا» بهدف تنفيذه واعتماده في الفندق، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يعمل على تخفيض نسبة الاستهلاك بمعدل %20.
وذكر سلامة إلى أن من الممكن الاتجاه إلى استخدام الطاقة الشمسية التي تتمتع بها منطقة الخليج، مشيرا إلى أن إدارة الفندق تعمل إلى جانب هذا كله على تدريب فريق عملها خلال ورش عمل توجههم إلى كيفية التعامل مع الطاقة وسلوكيات ترشيدها وعدم هدرها بما يتناسب مع سياسة الفندق وحملة «كهرماء» ترشيد التي تصب في مصلحة البلاد ككل.
المسابقة الخضراء
بين زيد تلحمي مدير المبيعات والتسويق في فندق ومنتجع «جراند هريتج الدوحة» أن الأخير ينتهج سياسة الترشيد للطاقة، ويهتم بحماية البيئة أيضا ويشجع فريق عمله ونزلائه على اعتماد هذا الأمر كسلوك دائم، لافتا إلى «المسابقة الخضراء» التي يقوم بها الفندق شهريا بين موظفيه، حيث يتم تكريم الرابح الذي يتبع أساليب بيئية سليمة في عمله، ومن بينها ترشيد الطاقة وعدم هدرها وإعادة التدوير، والتقليل من نسبة انبعاث الكربون.
وبين تلحمي أن إدارة الفندق العالمي تهتم بالمحافظة على الطاقة وتوجه الموظفين إلى ضرورة إطفاء الإضاءة في الغرف غير المشغولة وإغلاق المكيفات في الغرف والنادي الصحي والمرافق الأخرى فور تبريدها، واستخدام الإنارة الطبيعية بدلا من الأضواء الاصطناعية.
وأكد مدير المبيعات والتسويق في «جراند هيرتيج» أن الفندق حريص على المشاركة وتقديم الدعم لكل مبادرات ترشيد الطاقة، مبينا أن حملة «كهرماء» الوطنية للترشيد نموذج يجب الاحتذاء به وتنفيذه، ولابد من الاهتمام الشديد بابتكار مبادرات تحافظ على البيئة وترشد استهلاك الطاقة، والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع القطري وبدعم حملة ترشيد استخدام الطاقة بكل جدية.
المراقبة
أشار مدير عام فندق «فريج الشرق كارستن فريتز» إلى أن الفندق يعمل بشكل دائم لمراقبة وتقييم استخدام الطاقة والعمل على ترشيدها من خلال توجيه الموظفين لتنفيذ بعض الأعمال التي من شأنها التوفير في الطاقة، معتبرا أن هذا الأمر يخدم المصلحة العامة للبلاد ويتوافق مع أهداف حملة ترشيد التي أطلقتها والتي تقضي بخفض استهلاك الكهرباء بنسبة %20 والمياه بنسبة %35 بشكل عام خلال مدة الحملة، وهي الأهداف التي يسعى الفندق لتحقيقها من خلال استخدام التجهيزات الموفرة للمياه وللكهرباء وإطفاء الأنوار غير الضرورية والموجودة في الغرف غير المشغولة، وفي النادي الصحي، وعدم هدر المياه في برك السباحة والنادي الصحي، منوها بأنه من مصلحة الفندق أيضا تخفيض نفقاته المتصلة بالطاقة.
تجهيزات ومعدات
يرتبط ترشيد الطاقة إلى جانب السلوكيات الخاصة بكيفية استخدامها بنوعية الأجهزة والمعدات المستخدمة والتي توفر في استخدام الطاقة وتمنع هدرها مثل المكيفات، حيث يمكن رفع كفاءة الحد الأدنى من المكيفات واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة، وصنابير المياه التي تحدد كمية تدفق المياه. وكذلك نوعية فلاتر برك السباحة ومسخنات السونا وغيرها من التجهيزات التي من شأنها المساهمة بترشيد الطاقة.
التقت «العرب» بعدد من موزعي ومصنعي المعدات التي تدخل في صناعة وتركيب تجهيزات المرافق الاستجمامية والرياضية الموجودة في الفنادق، والتي لها الدور الكبير في دعم الترشيد من خلال إيجاد معدات توفر في الطاقة المستهلكة.
كومباكت سيستم
ذكر أحمد مختار مدير عام شركة «هيدرو ماستر» أن توفير الطاقة المائية والكهربائية يتم من خلال أجهزة خاصة بالتوفير أو تساهم بشكل ما في التوفير، لافتا إلى أن برك السباحة مثال على ذلك، فبدلا من تبديل مياه البركة بشكل دوري أو وضع مادة الكلور المضرة بالجلد يفضل الاستعانة بوسائل الفلترة المنقية للمياه والمعالجة للمياه مثل «كومباكت سيستم»، وهي عبارة عن البومب والترانسفورمال والإضاءة في وحدة واحدة، ولا تحتاج إلى أية تمديدات أو توصيلات ما يتيح لكل النوادي الصحية استخدامها بسهولة، وبالتالي التوفير في استهلاك الماء، منوها بأنه يمكن التوفير بالكهرباء من خلال وضع وجوه ثلاثة للهيتر لتقليل استخدام الكهرباء على سبيل المثال، ونصح مختار الفنادق باستخدام هذه التقنيات التي تقنن من استخدم المياه وتوفر في استهلاك الطاقة.
الفلاتر أكثر المعدات الموفرة للماء
وأكد محمد سامي من شركة الشاكر لأنظمة تحلية ومعالجة المياه، أن ترشيد استخدام المياه يتم بتوفير الفلاتر الخاصة بتنقية المياه والحنفيات الموفرة للاستخدام، مبينا أن هناك طرقا عدة من الممكن معها ترشيد استخدام الطاقة في دول العالم، مشيرا إلى أن الشركة تتعامل مع عدد كبير من الشركات والمؤسسات والمحلية الموجودة في قطر، داعيا كافة المنشات التي تعتبر مستهلكة للطاقة ترشيد استخدامها لها من خلال اقتناء معدات وتجهيزات مخصصة لذلك.