تشجيع سياحة الجزائر بألوانها المختلفة
الجزائر "المسلة" … تتمتع الجزائر بطبيعة متنوعة المناخات، حيث السياحة الصحراوية التي تبدأ في أكتوبر/ تشرين الأول وتنتهي مع بدايات أبريل من كل عام، وفي الصحراء الجزائرية معالم تاريخية تستهوي السياح الأوربيين، مثل كنيسة جبل أيسكرم في تمنراست، الذي يرتفع زهاء 2000 متر عن سطح البحر، حيث تعرف قمة الجبل أجمل شروق وغروب شمس في العالم.
وهناك الطبيعة الغابية تمتد على جبال الأطلس، توجد فيها منتجعات الاستجمام، مثل جبال الشريعة بالبليدة جنوب العاصمة نحو 50 كم، نظمت الدولة طرق المواصلات، بتعبيد الطريق لقمة الجبل لمن يستهوي الصعود وسط الغابات، ويمكن التنقل بالتلفريك، ويشاهد الزائر ذؤابات الغابات تكاد تلامس كفه وهو معلق بين السماء والأرض.
والطبيعة الجبلية لها عشاقها، حيث منتجعات التزلج على الجليد، فهواتها من السياح الأجانب.
وبيئة البحر هي الأمتع للجزائريين، حيث تنشط السياحة الداخلية في فصل الصيف، وللجزائر ساحل طوله 1200 كم، فيه مركبات سياحية، أغلبها من عهد الرئيس الراحل هواري بومدين.
إلى جانب هذه السياحات هناك السياحة الدينية في موسمي الحج والعمرة، وهي الأكثر رواجا بين الجزائريين.
ولا ننسى السياحة الصحية ، وهي المعالجة بالمياه المعدنية، فالجزائر بلد زلزالي، وكل زلزال تنبجس بالأرض ينابيع مياه معدنية، تعالج أمراض مختلفة، لكن الاستثمار لازال ضئيلا فيها.
رغم ثراء الجزائر بالأماكن السياحية والمعالم التاريخية إلا أن السياحة لازالت متأخرة، والمرافق الموجودة مرتفعة التكاليف، مما يجعل السائح داخل او خارج الجزائر يقصد تونس والمغرب فهي أقل كلفة، وفيها خدمات أفضل.
أدركت الحكومات الجزائرية أهمية السياحة ليس فقط كمورد اقتصادي، وتشغيل يد العاملة العاطلة، بل تعطي وجها حضارية للجزائر، حيث يتعرف السائح على عادات وتقاليد وثقافة الشعب الجزائري، الذي بدوره يحتك بهؤلاء الضيوف، ويكتشف شيئا مختلفا عما ألفه في قريته أو مدينته حسبما ذكرت صحيفة الجديدة.
مثلا قرية بني يني في أعلى جبال جرجرة، تشتهر بحلي الفضة الأمازيغية، تنظم مهرجان سنوي، وسوق أسبوعي لعرض حليها الفضية المعشقة بالأحجار الكريمة، تكون هذه الأماكن قبلة السياح لاقتناء الحلي الفضية التقليدية، فضلا عن الاستمتاع بجبال جرجرة الرائعة بخضرتها وهدوئها وطيورها المتنوعة الأشكال.
والسياحة الرائجة سياحة الصيد، تستهوي دول الخليج، لاصطياد الغزال الجزائري، وطائر الحبار، الذي ينتشر في البييض والنعامة والجلفة والأغواط وبشار، بقصدها أثرياء الخليج لمتعة صيد طائر الحبار الذي أصبح مهددا بالانقراض، وارتفعت أصوات لحماية طائر الحبار، والبيئة عموما، فأصبح الصيد في مواسم معينة.
فقررت الحكومة تخفيض الضرائب على أرباح الوكالات السياحية بنسبة تتراوح بين 19 و25 %، لتشجيع تلك الوكالات على تنظيم رحلات سياحية للجزائريين والأجانب إلى الجزائر.
وتُقر هذه الإجراءات في قانون المالية لعام 2014، وكشف المدير العام للسياحة والصناعة التقليدية محمد بشير أن الحكومة ” قبلت إدراج هذا المشروع ضمن مواد قانون المالية لعام 2014، ليناقش في البرلمان”.
ويخص هذا المشروع الجديد وكالات السياحة والأسفار التي “تتكفل بإرسال واستقبال السياح الأجانب ودعم السياحة الداخلية” ومن شأن هذا الإجراء أن يشجع الوكالات السياحية على تخفيض أسعار منتوجها السياحي وتنويع العرض إلى جانب المساهمة في تشجيع السياحة المستقبلية التي تجد صعوبات للإقلاع لحد الآن بسبب نقص مرافق الإيواء والخدمات التي لا تستجيب لرغبات الزبائن من السياح.
ويرى كشرود أنه بالنظر للتنوع السياحي الذي تتوفر عليه الجزائر يتعين على وكالات السياحة والأسفار “تنويع وتحسين منتجوها السياحي لجلب السياح وجعل من السياحة نشاطا حيويا يساهم في خلق الثروة وتحسين المداخيل بالعملة الصعبة”، وأضاف “أن مثل هذا الإجراء كان قد تضمنه قانون المالية لسنة 2000 حيث اقتصر في البداية على تخفيض نسبة الضريبة على أرباح المؤسسات الفندقية السياحية فقط”.
ويتوقع أن ينجح هذا الإجراء في إعطاء دفعة جديدة للسياحة الوفدة والداخلية، بدلا من التوجه الكبير لوكالات السياحية نحو تصدير السياح الجزائريين نحو الخارج واقتصار نشاطها على تنظيم دورات الحج والعمرة، التي لازالت فيها نقائص تجعل الحاج متعبا في السفر ليصل موسم الحج والعمرة، خاصة المرافق التي توفرها.
ولكن لازال الترويج للسياحة الجزائرية متواضعا، فلا يعرف الجزائريون مناطق السياحة فما بالكم بالأجانب؟ فالمشروع السياحي يحتاج إلى الدعاية للتعريف بالسياحة الجزائرية.