نقيب المرشدين السياحيين : عودة السياحة إلى طبيعتها تحتاج إلى وقت
القاهرة " المسلة " … أكد نقيب المرشدين السياحيين، معتز السيد، أن هناك ظروفا صعبة تواجه العاملين بمهنة الإرشاد السياحي، في ظل تدني الحركة السياحية القادمة إلى مصر، وما يمثله من انخفاض في دخول المرشدين، مشيرا إلى أن النقابة ستساهم بالتعاون مع وزارة السياحة بـ1000 جنيه لكل مرشد سيتم صرفها بعد عيد الأضحى، كدعم عاجل في ظل فترة الركود التي تمر بها البلاد. وأضاف السيد أنه تمت مطالبة لجنة تعديل الدستور بإضافة السياحة كأحد مقومات الدخل الوطني واستحداث نص صريح لحرية السائح خلال وجوده في مصر، وإلى نص الحوار..
ما رؤيتكم لمستقبل القطاع السياحي في ظل الأحداث السياسية الحالية؟
السياحة تعاني بشكل واضح في ظل المتغيرات السياسية، وإن كانت انفراجة طفيفة حدثت بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بالإضافة إلى رفع بعض الدول حظر السفر للمناطق السياحية بمصر، التي وصلت إلى 17 دولة أغلبهم من الدول الأوروبية التي تمثل ما يقرب من 75% من السائحين القادمين لمصر، وأتمنى أن تكون بداية طيبة لعودة السياحة لمسارها الصحيح ولا نريد أن نفرط في التفاؤل حتى لا نصدم بالواقع، لأن عودة السياحة بقوة تحتاج لوقت، وربما يكون الموسم الشتوي القادم جيدا، وربما تتحسن الحركة السياحية وتزداد أعداد السائحين، مع مرور الأيام، ولكن آلمني كثيرا ما حدث من اعتداء على مديرية أمن جنوب سيناء وبعض المناطق الأخرى، ما يسوق إعلاميا بطريقة خاطئة تؤثر على السياحة، خاصة بعد تناقل وكالات الأنباء العالمية الأخبار الكارثية، وتجاهل الجانب الآخر من أمن وأمان في المناطق السياحية والسائحين الزائرين لها، عن عمد، ونتمنى من الله أن نتدارك تلك الأحداث.
ما أهم المعوقات التي تعرقل ارتفاع المؤشر السياحي مرة أخرى؟
هناك معوقات كثيرة جدا تعرقل عودة السياحة وارتفاع مؤشراتها، على رأسها عودة الاستقرار والأمن للشارع المصري، ولكن يوم الجمعة الماضي وما شهدناه من حوادث متفرقة أربك الاستقرار السياحي، ونرجو أن يعود مؤشر الصعود السياحي للارتفاع وليس مؤشر الإضرابات حتى تعود السياحة لطبيعتها، لأن عودة الأمن باحترافية تحتاج لدعم لوجستي ودعم من القوات المسلحة من خلال عمليات التسليح وزيادة عدد الأفراد، خاصة أنها مشكلة تواجه القائمين على الأمن بمصر، وعلى الجانب الآخر يجب أن يكون هناك دعم إعلامي لإبراز الأحداث الحقيقية، وكيفية تصدي الشرطة للعناصر الإجرامية لإعادة الأمن، بالإضافة إلى دعم الشعب المصري المعنوي لرجال الشرطة التي تقوم بدورها في تأمين الشعب والسائحين.
حملة "مرشد سياحي صوت مصر" شاركت النقابة في إطلاقها فما الهدف منها؟
نهدف لبث مجموعة من الرسائل إلى العالم أجمع بالداخل والخارج، بحيث يقوم ببثها المرشدون السياحيون أنفسهم بلغات مختلفة، لأنهم الأكثر قدرة على التحدث بلغات مختلفة، خاصة أن أعضاء نقابة المرشدين السياحيين يتحدثون 28 لغة مختلفة، وكانت الرسالة بوضوح دعم القوات المسلحة والحكومة المصرية وتوجيه شكر لحكومات الدول العربية الشقيقة التي وقفت مؤيدة لإرادة الشعب المصري، واستنكار وإدانة التدخل الأجنبي السافر في الشأن الداخلي المصري، ورفض ذلك تماما، بالإضافة إلى رسالة محبة وسلام بعودة السياحة مرة أخرى.
هل هناك إنجاز ملموس على أرض الواقع للحملة في الفترة الحالية؟
الحكم هنا ليس لنا لكي نقول حققنا إنجازا، بل ندع ذلك للإعلاميين والمتابعين للحملة والسياحة، خاصة بعد رفع 17 دولة حظر السفر عن المناطق السياحية وزيادة نسب الإشغالات الفندقية والليالي السياحية، وأيضا ربما يكون هذا غير كافٍ، وأترك الحكم على مجهودات المرشدين السياحيين سواء في رسالة الأقصر أو حملة "مرشد سياحي صوت مصر" أو أي نشاط للنقابة أو المرشدين أنفسهم إلى الآخرين.
هل تؤيد فكرة تواجد الائتلافات السياحية للمرشدين السياحيين أو السياحة بشكل عام؟
لن تستطيع النقابة أو الهيئات الأخرى الممثلة للعاملين في قطاع السياحة كاتحاد الغرف السياحية وغرفة شركات السياحة، استيعاب كل ذلك، فكل العاملين في القطاع السياحي معذورون في إنشاء كيانات أخرى، ولكن لابد أن تكون كيانات حقيقية، وفي النهاية لا قلق منها أو حتى ضرر يقع على المرشدين أو السياحيين بشكل عام، ما دام أنها تدعم جهود النقابة والسياحة والدولة المصرية ولا غبار عليها.
أين السياحة من الدستور؟ وما حقيقية المادة 24؟ خاصة أنك العضو الاحتياطي الممثل للسياحة بلجنة الخمسين؟
حتى هذه اللحظة وفيما يتعلق بالمادة 24 التي كانت تنص على أن السياحة إلى جانب الصناعة والزراعة هى من مقومات الاقتصاد الوطني فهى مجرد اقتراحات، ولم تقر مادة واحدة حتى الآن في الدستور المصري، وتقدمت بطلب إلى لجنتي المقومات الأساسية والحريات لإضافة السياحة إلى مقومات الاقتصاد الوطني، والنص على حرية السائحين، وحتى هذه اللحظة لم يبت في الاقتراحين، ولكن عندي إصرار مع آخرين لتمرير هاتين المادتين، لما أراه من فائدة على السياحة، لافتا إلى أنه كله ثقة في مذكرة وزير السياحة هشام زعزوع التي تقدم بها لعمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، لإضافة السياحة كمادة أساسية بالدستور كمثيلتها الزراعة والصناعة كإحدى مقومات الاقتصاد القومي.
ماذا قدمت كعضو لجنة الخمسين للسياحة؟
بمناسبة اختياري كعضو احتياطي بلجنة الخمسين فهذا شرف كبير للمرشدين السياحيين، وربما لم يتكرر هذا الأمر في التاريخ القريب، علما بأن هناك نقابات تفوق أعداد المرشدين السياحيين بمراحل، ولم يمثلوا في تلك اللجنة، وأيضا في قطاع السياحة هناك بعض الغرف ذات الأهمية كغرفة الشركات السياحية، وتم اختيارى كعضو فيها لإبداء الرأي السياحي، وعن أدائي في اللجنة فأتركه لزملائي في اللجنة والإعلام.
ما أبرز إنجازاتك في الفترة الحالية كنقيب للمرشدين السياحيين؟
الإنجازات كثيرة جدا قد تفوق إنجازات النقابة في 30 عاما، ولكنها غير مرئية، والسبب ضعف الجهاز الإعلامي بالنقابة، وهنا أتحدث كمرشد سياحي ولست كنقيب للمرشدين، ومن أبرز الإنجازات للنقابة الفترة الحالية إلغاء دورة التجديد التي كان يجبر عليها المرشد مرة كل 5 سنوات، بالإضافة إلى المجلس السابق منذ 10 سنوات حتى الآن الحصول على نسبة من تذاكر دخول معبد أبو سمبل، وإلغاء مادة خارج المنطقة، بالإضافة إلى الحصول على تأشيرات الحج للمرشدين توزع بنظام القرعة للعام الثاني على التوالي، واتخاذ عدد من الإجراءات للحد من عدد المرشدين السياحيين وعدم إنشاء أي اقسام جديدة للإرشاد السياحي.
وتم أيضا الإقرار من المجلس الأعلى للجامعات على ألا يزيد عدد الدفعة من طلبة الإرشاد السياحي عن 50 طالبا بحد أقصى في المعاهد الخاصة، وبقرار من مجلس النقابة تم رفض قبول خريجي التعليم المفتوح وإبرام اتفاق مع غرفة شركات السياحة بتعويض أسرة المرشد السياحي بمبلغ 30 ألف جنيه في حالة الوفاة أثناء تأدية عمله، أيضا نجحت النقابة في الحصول على مبلغ 10 ملايين جنيه من إجمالي مبلغ 20 مليون جنيه من وزارة السياحة وضعوا كمبلغ تاسيسي لصندوق الكوارث والأزمات، وتم الصرف من هذا الصندوق لعشرات الحالات بمبالغ تترواح من 5 إلى 20 ألف جنيه.
وأيضا تم زيادة الدعم الصحي للمرشد بنسبة 300% ولأول مرة تم إدخال أفراد الأسرة للتمتع بذات القيمة، ودعم الحالات المرضية والمزمنة لتصل من مبلغ 150 ألف إلى 250 ألف جنيه، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات الأخرى، ولكن هناك خبر سار بعد عيد الأضحى المبارك، حيث تنوي النقابة صرف مبلغ ألف جنيه لكل مرشد كدعم نقدي، ولكن يجري إجراء العديد من الدراسات حتى لا نتورط في الأمر، لأن الأمر في غاية الصعوبة، ويجب أن نأخذ حزمة من الإجراءات قبل الصرف.
كيف تدير النقابة أزمة البطالة التي تواجه المرشد السياحي؟ وما الموارد التي تعتمد عليها النقابة؟
النقابة لا تملك ما تقدمه في هذا الامر لان ظروفنا المالية صعبة جدا ولا يوجد موارد للنقابة سوى موردين أولهما قيمة الاشتراك السنوي للأعضاء، وعلى سبيل المثال حتى هذه اللحظة هناك حوالي 3600 مرشد دفعوا الاشتراك السنوي من بين 17 ألفا، وهو ناتج عن البطالة التي تواجهنا، أما المورد الآخر فهو النسبة التي نحصل عليها من تذاكر معابد أبو سمبل، ونظرا للركود السياحي فقط حصلنا 2000 جنيه قيمة شهر كامل، ومن يستطع أن يدير النقابة فليتول المسئولية، والمطلوب منا شهريا من 90 إلى 120 ألف جنيه لتغطية رواتب الموظفين والأمور الإدارية، في حين أنه في بعض الشهور لا يدخل النقابة سوى 5 آلاف جنيه فقط.
المصدر : صدى البلد