Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

محددات ومنغصات السياحة الداخلية بقلم : سالم بن سيف العبدلي

 

محددات ومنغصات السياحة الداخلية

سالم بن سيف العبدلي 
 كاتب ومحلل اقتصادي 

 حبا الله بلادنا الحبيبة بالعديد من الأماكن الجميلة والمقومات السياحية المتنوعة والطبيعة الخلابة والتي قلما تجدها في مناطق اخرى من العالم، فمن كان مقصده السياحة الساحلية فسوف يجد البحرو الشواطئ البكر الممتدة لعشرات الكيلومترات ومن كانت هوايته الترحال في الاودية والواحات فإنة سوف يجد العديد من القرى الجميلة بهوائها العليل واوديتها التي تنساب منها المياة العذبة التي تتدفق كاللؤلؤ، اما من يعشق الرمال فإن رمالنا نظيفة وناعمة كالحرير، ومن تستهويه سياحة التسلق على الجبال فجبالنا شامخة تعانق السماء.

 عندما انشئت وزارة السياحة قبل حوالي 8 سنوات قلنا إن امام هذه الوزارة تحديات ومهام ومسؤوليات جسام تأتي في مقدمتها تنمية السياحة الداخلية وانشاء البنى الاساسية والترويج للسلطنة وابراز الوجه المشرق لها الا ان الملاحظ ان الامور تسير ببطء شديد.

 الحملة التي اطلقتها وزارة السياحة قبل فترة والتي حملت عنوان (السياحة في الدار افضل اختيار ) من اجل تشجيع المواطنين على قضاء الاجازات الرسمية في ربوع السلطنة جيدة جاءت في وقتها وحققت هدفها حيث انتشر عشرات من المواطنين والمقيمين في المواقع السياحية المختلفة، الا انهم وجدوا ان اغلب تلك المواقع تفتقر الى ادنى الخدمات والتسهيلات.

 لا توجد دورات مياه في العديد من المواقع السياحية وان وجدت فإن حالتها يرثى لها، سلال القمامة معدومة في العديد من المواقع السياحية مما يضطر معه السياح الى اخذ المخلفات معهم لرميها في اقرب برميل قمامة هذا ان كانوا من الحريصين على نظافة المكان وبداخلهم ثقافة التعاون والانتماء.

 معوقات ومحددات عديدة تحول دون استمتاع السائح بالمواقع الجميلة والمناظر الخلابة، نذكر منها عدم توفر الخدمات الاساسية والتي ينبغي ان تكون موجودة على الاقل في اي موقع سياحي من اهمها مصلى للرجال والنساء فإذا وجبت الصلاة عليك وانت في احد تلك الاماكن السياحية فإنك لا تجد مكانا لتأدية الفريضة، العديد من المواقع تفتقر الى المظلات والاستراحات كما ذكرنا فرغم روعة المكان الا ان الواحد لا يجد مكانا مناسبا للجلوس فيه، فملاعب الاطفال غير موجودة وان وجدت فهي محدودة او مكسرة وتحتاج الى صيانة العديد من الشواطئ قد تم تحويلها الى منتجعات سياحية خاصة لا يمكن ان يرتادها المواطن العادي حتى في محافظة مسقط لا توجد اماكن مناسبة للترفيه فلا توجد متنزهات ولا مدن ملاهٍ ولا ألعاب مائية وغيرها من المقومات التي لازالت تفتقر اليها جميع المحافظات مما يضطر الشخص الى الذهاب الى خارج السلطنة نظرا لتوفر تلك المرافق هناك.

 من الامور التي ينبغي الاشارة اليها والتي تعكر جمال ورونق الاماكن السياحية وتكدر صفو جو العديد من السياح هو السلوك غير الحضاري لبعض رواد تلك الاماكن من خلال ترك المخلفات والقاذورات بعد مغادرة المكان وعدم رميها في الاماكن المخصصة لها، او اخذها معهم في اكياس لحين الوصول الى براميل النفاية، ناسين او متناسين أن تلك المواقع هي اماكن عامة يرتادها غيرهم فمثل ماهم يرتاحون عندما يجدونها نظيفة ومرتبة كذلك الاخرون يتمنون ان يجدونها نظيفة وجميلة للاستمتاع بها  وللاسف  الشديد فإن من يقوم بهذه الاعمال هم فئة الشباب الذين يفترض ان يكونوا واعين وفاهمين ومدركين أهمية بقاء تلك المرافق نظيفة  بل اكثر من ذلك ينبغي عليهم ان يكونوا قدوة لغيرهم من خلال القيام بتثقيف وتوعية بقية افراد المجتمع.

 أحد الاخوة الزملاء وهو من القراء الاعزاء اتصل بي في صبيحة يوم من الايام وكانت اجازة رسمية وهو في احد المواقع السياحية مع افراد عائلتة واخذ يصف لي المشهد المثير الذي رآه امام عينيه يقول رغم روعة المكان وجمال الطبيعة وحبات المياة التي تنساب في الوادي الذي تحفة النخيل الا ان جمال المكان وروعته طغت عليه اكوام القمامة والقاذورات والاكياس البلاستيكية التي تغطية، والمياه لم تسلم من حفاظات الاطفال التي تطفوا فيه في منظر مقزز للغاية فيما يعتبر تدميرا وجريمة في حق الانسانية والبيئة والطبيعة، ويصل الامر الى ان الزائر لا يجد مكانا للجلوس فيه، ان هذه الممارسات والتي اختفت او قلت نوعا ما لفترة من الزمن الا انها عاودت في الظهور مرة اخرى وبقوة لا ينبغي السكوت عليها بل لا بد من مناقشة اسبابها مع ضرورة تكثيف حملات التوعية ومحاولة غرس الرقابة الذاتية الغائبة عن اولائك الاشخاص، ومن ثم لا بد من معاقبة كل من تسول له نفسه تخريب وتدمير هذه البيئة الجميلة والمحافظة عليها لنا وللاجيال القادمة.

 واخيرا نقول لعل وعسى الاستراتيجية السياحية للسلطنة والتي تم اعدادها مؤخرا قد راعت جميع هذه الامور وغيرها من الاحتياجات المهمة من اجل تنمية السياحة الداخلية والخارجية والتي بلا شك تحتاج الى جهود جبارة في زمن تتسابق فيه الدول من أجل الحصول على اكبر عدد من منتجات هذه السلعة التي لا يمكن التحكم فيها وجذبها الا بوجود صناعة سياحية راقية. وعسى ان تحمل خطة التنمية الخمسية الجديدة في طياتها برامج ومشاريع تنمي وتدعم السياحة في السلطنة خاصة السياحة الداخلية والتي هي اهم من السياحة الخارجية.
 

عمان

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله