Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ولاية تيبازة الجزائرية تتنفس من مركَّبات سياحية قديمة

 

ولاية تيبازة الجزائرية تتنفس من مركَّبات سياحية قديمة

الجزائر "المسلة" … على مشارف مدخل ولاية تيبازة الساحلية والى غاية مخرجها الغربي وبالتحديد على حافة الطريق الوطني رقم 11، تطلّ مركبات سياحية ثلاثة ظلت لسنوات الرئة التي تتنفس بها السياحة بولاية يمكن أن تتحول إلى جنة لو اتخذت الأسباب لاستغلال مناطق التوسع السياحي بها والتي يمكن أن تعود بمداخيل هائلة للمنطقة وبالتالي النهوض بالقطاع الذي لم يعرف تطورا كبيرا منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين الذي أعطى تعليمات لإنجاز تلك المركبات سنوات السبعينات من القرن الماضي واتخذها وقتها المفتش الطاهر كمواقع لتصوير أفلامه الشهيرة منها عطلة الحاج الطاهر.

 

القرية أو "السات"، "القرن الذهبي" و" مطاريس" هي مركبات سياحية أنشئت نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي بهندسة ممزوجة ما بين الحضارة المغاربية واليونانية، حيث راهن عليها كثيرا بومدين لتطوير السياحة واستقطاب السواح ببلد كان يريد النهوض على رجليه وتطوير ذاته بعيد الاستقلال مباشرة، من مداخيل السياحة التي كانت رائدة في القرن الماضي بجلبها أموالاً هامة بعد النفط، غير أن مشاريع السياحة توقفت بالرغم من امتلاك الولاية 17 موقعا للتوسع السياحي غير مستغلة لغاية الساعة، في حين لم يطرأ أي تغييرات على المركَّبات القديمة، سواء من حيث الخدمات أو من حيث الهيكلة، سوى اللجوء إلى طلائها بـ"الجير" الأبيض كلما حل فصل الصيف.

أسعارٌ خيالية لخدمات بسيطة

لعل الزائر للمركبات السياحية بالولاية يلمح من الوهلة الأولى التباين في الأسعار التي تعرضها تلك المرافئ، والغريب في الأمر انه وبالرغم من محافظة هذه الأخيرة على النمط القديم والباهت في تقديم الخدمات، إلا أن الأسعار المعروضة تبقى مرتفعة مقارنة بما يعرض بغرب الوطن أو في الدول الشقيقة المجاورة، وان كان مركب القرن الذهبي هو الأكثر جاذبية من حيث النظافة وجمال هندسة معماريته وطبيعته المميزة، إلا أن الأسعار تبقى بعيدة عن متناول الزبون، وتشير بعض تصريحات الزبائن إلى أن الليلة الواحدة بـ"بنغالو" في "السات" على سبيل المثال تفوق الـ7000 دينار، هو ثمن مرتفع يؤكده الزبائن مقارنة بالخدمات المعروضة التي لا تزال ضعيفة، أما إذا قارناها بتلك التي تعرضها الدول الجوار، فتقدر بالضعف أو أكثر من ذلك بالرغم من الخدمات العصرية المعروضة والتي تستهوي السائح الأجنبي قبل المحلي، الأمر الذي يتطلب إعادة الاعتبار لتلك المركَّبات التي لا تزال الولاية تعوِّل عليها كثيرا في مداخليها حسبما نشرت الشروق.

الطلاء بـ"الجير الأبيض"

تظهر لكل من زار المركبات انه لم يطرأ عليها أي تغييرات سوى بعض الطلاء الذي يتكرر كل سنة أو قبيل دخول موعد فصل الصيف، فلا هيكلة جديدة ولا ديكور لائق ولا تصميم يواكب ما هو مطروح على الساحة المحلية والعالمية من عصرنة وتجديد خاصة وأن الصيانة بها لم يتغير طابعها الداخلي ولا حتى الخارجي منذ إنشائها من هياكل استقبال التي تشهد كل سنة "بريكولاج" في التغيير الطفيف إلى جانب بعض الروتوشات غير الظاهرة وهو ما يتطلب إعادة النظر فيها بطريقة جذرية خاصة وأن السياحة المحلية تعرف انتعاشا انطلاقا من السنوات الأخيرة نظرا لما تعيشه بعض الوجهات العربية ودول الجوار من صراعات حوَّلتها إلى مناطق غير آمنة إلى وقت غير معلوم. كما يلحظ الزائر أن بعض المساحات داخل المركبات لا تزال غير مستغلة يمكن اتخاذ كمقرات لإنجاز مرافق ترفيهية جديدة أو مسابح خاصة أو أن الموجود منها أصبحت قديمة تلجأ الإدارة وفي كل مرة إلى غلقها في وجه الزائرين، كما يمكن استغلالها لانجاز فنادق جديدة من الطراز الرفيع خاصة وإذا علمنا أن الولاية بأكملها لا تتوفر على فندق بنجوم سوى فنادق صغيرة لا تلبي المتطلبات مثلما هو موجود بشنوة وشرشال.

البيروقراطية تعرقل الاستثمارات

إلى ذلك، لا تزال البيروقراطية والصعوبات التي تواجه المستثمرين تقف حجرة عثر أمام انجاز العديد من المشاريع بالولاية والتي تضم فنادق ومركبات جديدة من شانها إحياء المنطقة التي تعتبر لوحة فنية فائقة الروعة مجسدة فوق واقع يميل إلى الخيال ممزوجة ما بين يابس اخضر معانق لزرقة مياه شواطئ مختلفة الأشكال والأحجام. وتشير التصريحات المستقاة من بعض المهتمين بقطاع السياحة، إلى أن ضعف الهياكل منذ سنوات بالولاية يعود في الأصل إلى الإجراءات البيروقراطية المعقدة حيث لا تزال المئاتُ من المشاريع المطروحة والتي استقبلتها الولاية، حبيسة الأدراج سوى مشروعين لإنجاز فندقين فقط ستجسد على أرض الواقع خلال السنوات القليلة المقبلة، في حين لا تزال 17منطقة للتوسع السياحي غير مستغلة رغم تصنيفها منذ العشرات من السنين الماضية لانجاز مرافق ومركَّبات ترفيهية سياحية تضاهي ما هو موجود عالميا كالمشروع الضخم الذي كان من المفروض أن يجسد بمنطقة الدواودة تحت إشراف مؤسسة "إعمار" الإماراتية.

مشكل انعدام الفندقة ومراكز الإيواء السياحية طرح بكثير في ولاية تستقطب سنويا الآلاف من المصطافين والسواح قادمين إليها من داخل وخارج الوطن، ولعل أكثر الانشغالات التي تُطرح بالولاية هو بقاء الجهة الغربية للولاية عذراء بالرغم من المؤهلات الطبيعية والبشرية التي يزخر بها الشريط الساحلي لغرب الولاية والممتد من شرشال وصولا الى الداموس عبر بلديات تضم اكبر وأنظف وأوسع وأجمل الشواطئ على الإطلاق بالمنطقة، وقد أدى هذا الشرخ الواضح إلى عدم التوازن ما بين الجهة الشرقية والغربية للولاية بالرغم من اكتشاف بعض المصطافين لتلك الشواطئ التي أصبحت في الآونة الأخيرة مقصدا للعائلات لما توفره من ضمان للأمن و"الحرمة" ونقص الازدحام، في الوقت الذي تلجأ فيه بعض العائلات إلى كراء منازلها في ظل استمرار أزمة انعدام المشاريع السياحية والفنادق والمؤسسات الاقتصادية التي من شأنها امتصاص البطالة.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله