6 وجهات من الشرق والغرب تنتظر السائح المسلم بعد العيد
بريطانيا وتركيا والهند في أبرز المواقع الجاذبة
لندن " المسلة " … أكدت دراسة اسمها «سوق السفر الإسلامي» من مؤسسة «داينر ستاندرد» ونشرتها منظمة «بي حلال» أن إجمالي الإنفاق السياحي العالم من السائح المسلم يزيد بمعدلات أكبر من معدل الإنفاق السياحي العالمي. ووصل معدل الإنفاق الإسلامي في عام 2011 إلى 126 مليار دولار، ويزيد سنويا بنسبة 4.8 في المائة حتى عام 2020، مقارنة بمتوسط زيادة عالمي لا يزيد على 3.8 في المائة.
وأوصى التقرير أن الجهات السياحية التي تتواصل مع السائح المسلم وعائلته وتوفر حاجاته سوف تكون في مقدمة الجهات المستفيدة من هذا النمو السياحي الاستثنائي. وأشار التقرير أيضا إلى أن متوسط عمر السائح المسلم أقل من غيره من أنحاء العالم، وأن مجموع الإنفاق العام من السياحة الإسلامية يبلغ 13.4 في المائة من الإجمالي العالمي.
وهناك كثير من الجهات التي تبذل جهودا خاصة لتلبية رغبات السائح المسلم من حيث الأطعمة الحلال والابتعاد عن النشاطات غير المرغوبة، مثل الميسر أو تقديم الكحوليات. ولكن السائح المسلم لا يتقيد في العادة بجهات سياحية معينة على أساس ما تعلنه من خدمات للسياح المسلمين، وإنما يسافر إلى الجهات التي يفضلها ثم يطلب ما يرغبه ويجد أنها تلبي له احتياجاته، حتى في البلدان التي لا تعلن عن ذلك. ويجد المسلم من الجيل الجديد أنه يستطيع أن يتعايش مع كل الثقافات، مع اختيار ما يروق له منها، وتجنب ما يرفضه.
وهناك كثير من وجهات السفر السياحية التي تجذب أكبر عدد من السياح المسلمين أثناء وبعد عطلة عيد الفطر مباشرة. من هذه الجهات ما يقع داخل البلدان الإسلامية نفسها في ماليزيا وتركيا، ودول الخليج مثل دبي والبحرين وعمان وبعض أنحاء المملكة العربية السعودية، وهي سياحة داخلية تشجع عليها وزارات السياحة في هذه البلدان. أما هؤلاء الذين يسافرون إلى الخارج فيتوجهون شرقا أو غربا وفق خياراتهم. ويذهب معظمهم إلى الوجهات التالية:
1 لندن: تعد لندن مدينة دولية متنوعة يجد فيها السياح ما يرغبون خلال فصل الصيف. وهذا العام تقدم لندن فرصة جيدة للسائح المسلم للتسوق ومشاهدة معالمها السياحية المتعددة. وتتميز لندن بوجود عدد من المساجد فيها بما في ذلك مساجد في مطاراتها الأربعة: هيثرو وغاتويك ولوتون وستانستيد. ويقبل على لندن هذا العام عدد متزايد من السياح العرب الذين كانوا يذهبون في السنوات الماضية إلى وجهات عربية، مثل مصر ولبنان وتونس. ويعرف كثير من السياح العرب مدينة لندن معرفة وثيقة من أيام الدراسة أو عطلات السياحة السابقة. ويمكن أن يجد السائح العربي كل ما يطلبه في إقامته السياحية من مطاعم عربية ومقاه متعددة. بل يمكنه أيضا أن يقرأ صحيفته العربية المفضلة، لأنها تباع في وسط لندن مع الصحف البريطانية. وتؤكد وزارة السياحة البريطانية أن هناك لائحة بالفنادق اللندنية التي تلتزم بتقديم الطعام الحلال لضيوفها من المسلمين، ويمكن الحصول على لائحة بهذه الفنادق من أي مكتب سياحي بريطاني. وهناك أحياء عربية في لندن لن يشعر فيها العربي بأنه غريب عن البلد، مثل أحياء «بايز ووتر» و«ادجوير رود» عربية الطابع. وسوف يجد السائح المسلم أن بريطانيا، وخصوصا لندن، ما زالت ترحب بالسياح المسلمين أكثر من بعض المدن الأوروبية الأخرى.
2 فلوريدا: من الصعب إقناع الأطفال بالذهاب إلى أي جهة سياحية أخرى إذا كان هذا الاختيار يشمل «ديزني لاند» ومعالم فلوريدا السياحية الأخرى، مثل استوديوهات السينما العالمية ومركز إيبكو ومزارع التماسيح والعشرات من المعالم الأخرى. هذا العام تشمل المعالم الجديدة تقديم عالم البحار «سي وورلد» لطيور البطريق في بيئة ثلجية مجمدة. كما تطرح «استوديوهات يونيفرسال» مغامرة جديدة للأطفال اسمها «ترانسفورمرز». ويوفر عالم ديزني أسورة إلكترونية جديدة مسبقة الدفع اسمها «ماي ماجيك بلس» يمكن بها دفع تكاليف كل السلع والخدمات داخل مدينة ديزني. ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن فلوريدا تكون حارة المناخ في الصيف.
3 تركيا: توفر للسائح العربي أقرب مناخ إلى تراثه الإسلامي، وتتيح له فرصة مشاهدة آثار أكبر إمبراطورية إسلامية هي الخلافة العثمانية. وفي تركيا، يمتزج القديم مع الحديث في تناغم فريد ويتمتع الزائر بالطعام التركي الذي يمثل مائدة البحر المتوسط أفضل تمثيل. وفي تركيا، لا بد من زيارة إسطنبول وتفقد مساجدها وأسواقها. ولكن أنحاء تركيا الأخرى توفر أيضا كثيرا من معالم الخضرة والشواطئ الخلابة، خصوصا في مناطق مثل بودروم ومرمرة وأنطاليا. وهي تتميز بالطقس المعتدل في هذا الوقت من العام، وبقصر فترة السفر الجوي إليها من منطقة الخليج مقارنة بوجهات سفر أخرى آسيوية أو أوروبية.
4 تايلاند: من أجمل البلدان الآسيوية في جمال الطبيعة، ولا يكاد يمر عليها أسبوع إلا وتحتفل بمناسبة اجتماعية أو تراثية. السفر إليها يكون عادة بأسلوب العطلات الشاملة التي تجمع بين الإقامة وتذاكر الطيران والتنقلات الداخلية. بها كثير من الأنشطة من الطيران بالبالون إلى الرياضات البحرية وركوب الدراجات، وتقسم العطلات فيها إلى أنواع يناسب كل منها فئة معينة من المسافرين. ويبلغ تعداد سياح تايلاند سنويا نحو 15 مليون سائح. وتشتهر تايلاند بوجباتها الشهية، ويمكن اختيار ما يناسب المذاق العربي مع استبعاد أي أطعمة لا تدخل ضمن ما يضمنه السائح المسلم أنه حلال. الأطعمة البحرية لها مذاق خاص في تايلاند، ويمكن التركيز عليها. وهي تشتهر أيضا بالتسوق، وخصوصا المشغولات اليدوية والملابس وبعض التحف. ولكن يجب التفاوض على السعر، ومعرفة المواقع الأفضل للشراء، وتجنب بائعي الشوارع.
5 الهند: بها إحدى أقدم الحضارات في العالم، كما تمتد أطرافها المترامية إلى درجة أنها تسمى شبه القارة الهندية. وتتنوع الثقافات والحضارات في الهند بتنوع المناطق فيها. ويمكن الاختيار بين المدن والسواحل أو الجمع بينهما، بينما المطبخ الهندي غني عن التعريف ويقول كل من سافر إلى الهند إن مذاق الطعام الهندي فيها أفضل مما تقدمه المطاعم الهندية حول العالم. في الهند، توجد محميات للحيوانات المهددة بالانقراض، وأهمها النمر الهندي. وتنتشر 90 محمية على الأقل في أرجاء الهند. ويمكن زيارة هذه المحميات والتجول على ظهور الأفيال لمشاهدة حيواناتها. وهناك كثير من الاحتفالات الهندية على مدار العام، من بينها احتفال بعيد الفطر، وهو احتفال يشبه إلى حد كبير ما يجري في الدول الإسلامية من ملابس جديدة للأطفال وتبادل الزيارات وال هدايا . وتنشط الأسواق الهندية خلال فترة العيد.
6 كرواتيا: قد لا يعرف كثير من السياح المسلمين والعرب أن كرواتيا تعد من أهم الدول الناشئة سياحيا في أوروبا، ويزورها سنويا نحو 11 مليون سائح. وتتركز السياحة على شواطئها الخلابة. وهي تعلن عن سياحتها بشعار «البحر المتوسط كما كان سابقا». ومن يغامر بالدخول إلى المناطق الداخلية، سوف يفاجأ بجمال الطبيعة في هذا البلد الذي كان في الماضي جزءا من يوغوسلافيا. وهناك كثير من المناطق الجبلية غير المأهولة، بالإضافة إلى محميات لحيوانات برية، مثل الفهد الأوروبي. تتميز كرواتيا أيضا بالبحيرات زرقاء اللون التي تتغير ألوانها وفقا لكمية الأملاح المعدنية فيها. وهي توفر كثيرا من النشاطات السياحية مثل تسلق الجبال والتنزه في المناطق الريفية والسياحة البحرية. وتتخصص بعض موانئ كرواتيا في استضافة اليخوت الكبيرة التي تضيق بها موانئ البحر المتوسط الأخرى.
* بعض الحقائق عن السياحة الإسلامية:
– تمثل المنطقة العربية من الخليج إلى شمال أفريقيا نسبة 60 في المائة من حجم الإنفاق الإسلامي على السياحة سنويا. وتبلغ هذه النسبة نحو 76 مليار دولار.
– أكبر الدول المصدرة للسياحة الإسلامية في العالم من حيث الإنفاق هي السعودية تليها الإمارات ثم إندونيسيا والكويت.
– المجتمعات الإسلامية التي تعيش في بلدان غير إسلامية لها نصيب أيضا من السياحة الإسلامية، وأكبر هذه الأسواق تقع في ألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا.
– من وجهات السفر الجديدة التي بدأت تجذب السياح المسلمين كل من ماليزيا وتركيا والإمارات وسنغافورة.
– لدى سؤال عدد من السياح المسلمين عن أهم عوامل الجذب السياحي لهم في الدول التي يتوجهون إليها كانت أهم الإجابات على التوالي هي: وجود الطعام الحلال (67 في المائة)، السعر (53 في المائة) والبلد الودود للمسلمين (49 في المائة)
المصدر : الشرق الأوسط