سياحة العراق تسعى لجذب السياح ومواجهة تحديات القطاع
بغداد "المسلة" …. يواجه النشاط السياحي في العراق جملة من التحديات التي يجب التصدي لها لكي يمكن الانطلاق لبناء نشاط سياحي وثقافي فعال ومؤثر من خلال استغلال الفرص والظروف المواتية ، حيث ان التطور الحاصل في نشاط السياحة العالمية اثر بشكل لا باس به في النشاط السياحي في العراق ، اذ ازداد عدد السواح –حسب احد الباحثين- من نحو 5, 0 مليون شخص في عام 2007 الى 1,5مليون شخص في عام 2010 ، أي زاد الى ثلاثة أضعاف ، بينما تضاعفت ايرادات السياحة نحو ثلاثة اضعاف لذات الفترة أيضا ما يحتم استغلال كل هذه الفرص للنهوض بواقع السياحة في العراق في وقت يجري فيه البحث عن موارد مالية بديلة عن ايرادات النفط للتخلص من احاديته الريعية في دعم الموازنات العامة.مواجهة التحديات.
وقالت الباحثة الاقتصادية آية عادل حسن: ان تحديات القطاع السياحي في العراق تتمثل بمحدودية الموارد المالية الموجهة للنشاط السياحي من مختلف القطاعات الاقتصادية واقتصارها على جوانب ضيقة.
واضافت حسن في تصريح لـ(الصباح) ان ضعف وتخلف الخدمات التكميلية المتمثلة بوسائل النقل والسكن وغيرها تعدان ايضا من التحديات الى جانب اجراءات استقبال السواح المعقدة والتسهيلات الضرورية في اقامتهم ما ادى الى عدم تطور العائد السياحي بالشكل المطلوب، فضلا عن تدني الوعي السياحي وضعف حماية المواقع الاثارية.
تقويم السياحة
ودعت حسن القائمين على القطاع السياحي في العراق الى تقويم الاداء الاستثماري لنشاط السياحة ، اضافة الى ايجاد أفضل السبل لزيادة الايرادات وعدد السواح من خلال الاهتمام بشبكة البنية الاساسية للخدمات ، مشيرة الى ضرورة صيانة وتقديم التسهيلات في المناطق الدينية والاثارية ، ونشر الوعي السياحي لدى الافراد العاملين في القطاع.
وأكدت اهمية تشجيع العمل بالمنتجات الحرفية التي تكون معبرة عن التراث الحضاري والثقافي وفنون الحياة الاجتماعية المرتبطة بالاعراف المختلفة بما يجذب السائحين الى طلبها لاجل اقتنائها وهذا ما سيفعل الجانب الانتاجي المتمثل بالصناعات الحرفية التي تراجعت كثيرا رغم انها توفر فرص عمل للعاطلين ايضاً.
زيادة الايرادات
واشارت الباحثة الى امكانية زيادة الايرادات السياحية من خلال توفير سلع كمالية او تراثية، لافتة الى ان الاحداث والتطورات في نشاط السياحة الدولية اثرتا، سواء بظهور التكتلات الاقتصادية او التحول الى نمط السياحة التقليدية ، وتطور تكنولوجيا المعلومات ، والاحداث الاخيرة على اداء النشاط السياحي في العراق .
وبينت ان الطلب السياحي عالي المرونة ، لذلك توجد علاقة مباشرة بين عدد السواح وبين الخدمات والصيانة والتسهيلات في المناطق الدينية والاثرية الموجودة في العراق بمعنى الآثار الاقتصادية المتبادلة بين السياحة وتنشيط الخدمات الاخرى.
التطور السياحي
ويمكن تحديد اهم التطورات التي حصلت في قطاع السياحة في البلد واجمالها بزيادة درجة التعاون بين شركات السياحة والفنادق والنقل من اجل تقديم رحلة مريحة ومميزة .
مشيرة الى التطور في اساليب التشغيل والتسويق والتمويل والاعتماد على تكنولوجيا المعلومات، والتحول الى الانماط الجديدة كالسياحة البيئة ،والعلاجية،والشواطئ والسياحة الرياضية كالسفاري إضافة إلى السياحة الدينية السائدة.
المنتجات الحرفية وبينت الباحثة الاقتصادية اهمية موضوع الصناعات الحرفية التقليدية محليا وعالميا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والثقافية والتراثية لمساهمتها في تحسين المستوى المعاشي للافراد والاسر المشتغلة فيها وتوفيرها العديد من فرص العمل في المناطق الريفية النائية ولارتباطها بالسياحة على نحو وثيق حيث يشتري منتجاتها معظم السواح الأجانب, لذلك يمكن ادراجها ضمن مجموعة المغريات الثقافية التي تاتي الى جانب المغريات الطبيعية لجذب السياح.
واوضحت ان الصناعات الحرفية في العراق ضعيفة ماليا وتفتقر الى الكوادر المحترفة للعمل فيها ، وكذلك افتقارها الى المنافذ التسويقية المنظمة والمتطورة واعتماد معظمها على البيع الذاتي المباشر, في سبيل النهوض بها ودعمها وحمايتها من الاندثار وضمان استمراريتها والارتقاء بها ذلك من خلال بحث ودراسة واقع الصناعات التقليدية والمنتجات الحرفية والوقوف على المشاكل والصعوبات التي تعاني منها والعمل على ايجاد حلها.