السياحة ثروة اقتصادية عظيمة و في العراق عوامل ايجابية لتطورها
بقلم : ا . د . قاسم المندلاوي
تعد السياحة ثروة اقتصادية عظيمة و أكبر وسيلة للتفاهم الاجتماعي و التواصل الثقافي و الحضاري والعلاقات المتبادل بين الشعوب و الامم فضلا عن انها احدى الصناعات و الموارد المهمة و تعد السياحة في كثير من الدول الركن الاساس للدخل القومي وعلى سبيل المثال الدول المطلة على البحرالاسود والبحرالابيض المتوسط مثل بلغاريا و رومانيا و اليونان و ايطاليا والبرتغال واسبانيا وتركيا ولبنان ومصروتونس والمغرب .. الخ وتعد لبنان والاردن وسوريا ومصرمن الدول التي نهضة بالسياحة و جلبت السائحين من جميع دول العالم وفي احدث مسح دولي في الشرق الاوسط من قبل منظمة السياحة العالمية اظهرت النتائج بان لبنان تحتل الصدارة ثم سوريا قبل الاحداث و الاردن و مصر.
في بلدنا العراق هناك مقومات وعوامل ايجابية و قوية لتنمية و تطوير السياحة وفي المقدمة السياحة الدينية نظرا لكثرة الاماكن الدينية في النجف الاشرف وفي كربلاء المقدسة و بغداد و الكاظمية والسامراء و الموصل وغيرها من المدن الاخرى .
كما هناك مراقد للانبياء في مناطقة مختلفة من البلاد فضلا عن اماكن أثرية و تاريخية مهمة مثل اثار الحضارة البابلية في الحلة واثارالحضا رة السومرية في مدينة اور حيث تاسست منذ اكثر من 4500 عام وقد شهدت هذه المدينة ولادة نبينا ابراهيم ع وهناك اثار الزقوره أبان الحضارة السومرية واثار لكش أحدى المدن السومرية القديمة واثارلارسا واوروك مدينة البطل الاسطوري كلكامش و اثاراريدو و بابل وماريس التي تظم أكبر النظم الايكولوجية في العالم و توجد في مناطق الوسط والجنوب اكثرمن 47 موقعا اثريا الى جانب المواقع الاثرية لحضارة الميديين و في الموصل نينوى هناك اثار الدولة الاشورية ومراقد للانبياء ع .
وفي اربيل عاصمة اقليم كوردستان هناك قلعة اربيل التاريخية و مناطق اثرية اخرى كذلك توجد مناطق اثرية مهمة في السليمانية و دهوك و كركوك و ديالى هذا من جانب و من جانب اخر في العراق عوامل طبيعية وجغرافية ملائمة و مفيدة جدا لتنمية و تطوير السياحة ففي كوردستان نجد جمال الطبيعه وكثرة المصايف و الينابيع و وفرة المياة الى جانب البساتين والغابات والاشجار المثمرة والازهار والنباتات الجبلية وانواع من الطيوروالحيوانات واعتدال المناخ وغيرها من الموارد و الثروات ولا ننسى حسن الضيافة و الاستقبال والاحترام للزائرين. أن جميع ما ذكرناه انفا و غيرها عوامل قوية يدفعنا حقا للتفكير في كيفية الاستفادة منها لتاسيس صناعة سياحية على غرارالسياحة في الدول المتقدمة مما تساعد في جذب و اغراء السواح و الزائرين للقدوم الى البلاد على مدار السنة .
و لكن هناك بعض اسئلة مهمة تطرح نفسها على باب النقاش وفي المقدمة هل حقا تمت الاستفادة ولو في حدود الدنيا من تلك الموارد والثروات في تاسيس و صناعة السياحة في بلدنا العراق ؟ كيف و أين السياحة في عراقنا اليوم ؟ ما هي اهم مشاكلها وهمومها ؟ أين هي المعالجات و الخطط للنهوض بهذه الثروة العظيمة ؟ نقول مع كل الاسى والاسف السياحة في عراقنا الحبيب لا تزال محدودة ولاسباب كثيرة و متنوعة سياسية و اقتصادية واجتماعية ودينية فضلاعن فقدان الامن و قلة الخدمات ورداءة المرافق السياحية وغياب الدعاية الداخلية والخارجية وخاصة من قبل سفاراتنا العراقية في الخارج.
لذا وبسبب هذه الاوضاع السيئة لم ياتي الى العراق سوى عدد قليل من السواح و الزائرين الاجانب كذلك فان السياحة الداخلية أصبحت أيضا محدودة وتقتصرعلى سياحة ليوم واحد من دون المبيت فالمواطن العراقي يقوم بسفرات قصيرة للاماكن الدينية اوالاثرية والتاريخية وتلك السفرات لا تتطلب المبيت في الفنادق الا في حالات نادرة تتمثل بالاعياد و المناسبات الوطنية و الدينية و العطل وهناك مشكلة أخرى الا وهي أرتفاع اسعار الفنادق وعدم جودتها ونظافتها وغياب الخدمات فيها فضلاعن قلة المرافق السياحية في عموم العراق وحتى المتوفر منها فلا تؤدي الى تنمية القوة الاقتصادية ولا ترتقي الى سياحة متطورة لذا فالسياحة في العراق اصبحت دون المستوى المطلوب ولا تلبي طموحات وحاجة المواطن الذي هو باشد الحاجة الى الترويح النفسي بسبب الظروف القاسية والحزينة الذي يعيشه في كل يوم بل وفي كل ساعة ولاجل تاسيس صناعة سياحة متطورة وبمواصفات عالمية علينا الاستفادة من كافة العوامل و الامكانات البشرية و المادية لنجاحها وفي المقدمة :
1- ضرورة الاعتماد على شركات معروفة ومتخصصة بهندسة السياحة وبمقاييس ومواصفات عالمية لبناء المرافق والمنشأت السياحية في الاماكن الدينية والاثرية و التاريخية وفي المصاييف و قرب البحيرات و الاهوار و الانهر و غيرها .
2– تهيئة ملاك متخصص و متدرب تدريبا جيدا لادارة السياحة واحترام السواح والتعامل معهم بالمحبة والاخوة وبسلوكية عالية مع تقديم افضل الخدمات والمساعدات لهم .
3- الاهتمام الكبير بالسياحة الداخلية من خلال تشجيع الاستثمار في بناء الفنادق والمنشأت السياحية والتي تلائم السواح و العوائل الذين يزورون المناطق السياحية و بشكل خاص المصايف في كوردستان .
4– ضرورة وضع الرقابة على أسعار الفنادق و المطاعم وعلى النظافة ونوع المأكولات و التاكيد على نظام التصنيف للمنشأت الفندقية سنويا وطبقا لمعايير دولية .
5 – ضرورت بناء اماكن للاستراحة و مخيمات سياحية و حمامات في المواقع السياحية و الاثرية و التاريخية و المتاحف وعلى الطرق الدولية .
6 – بناء اسواق حديثة و ملاعب و صالات مغلقة و مسابح و بمواصفات دولية لممارسة الرياضة .
7 – تأمين و توفيروسائط للنقل الى الاماكن السياحية و الاثرية و التاريخية و باسعار مناسبة و تشجيعية .
8 – تشجيع المزارعين و دعمهم من خلال توفير المشاتل الزراعية باسعار رمزية لزراعة الاشجار المثمرة مثل اللوزوالجوزوالفستق والزيتون والتين والرمان والعنب واشجار الحمضيات و النخيل و غيرها .
9- على الدولة الاستثمار الامثل للطبيعة الجميلة و الاماكن الدينية و الاثرية و التاريخية و المصايف لتنمية و تطوير السياحة وجعلها كمصدرمهم و اساس للنهوض بالاقتصاد القومي و الوطني في عراقنا الحبيب .