المغرب.. طبيعة ساحرة ومقومات سياحية متنوعة
مراكش " المسلة " … تزخر المملكة المغربية بطبيعة خلابة تتنوع بين شواطئ بحرية على المحيط وجبال شاهقة وصحراء مليئة بالمغريات لسياحة بيئية فقد أقامت المغرب المحميات وأنشأت الغابات ووفرت مقومات الصيد والغوص ففي المغرب شواطئ طبيعية تتميز بنقائها. ويشكل الساحل الريفي دائما مصدر عيش للكثير من العائلات بالمنطقة، وذلك أن الصيد البحري يشكل تقليدا واسع الانتشار في صفوف سكان الريف أكثر من باقي المناطق.
في المغرب يختلط السحر بالأجواء الغرائبية بألعاب الحواة المراكشية وعبق حضارات الموحّدين والمرابطين والأدارسة الذي يقتحم المرء في كل بقعة من تلك البلاد الواقعة بين الأطلسي والمتوسط، مازجة العربية بالأوروبية والإفريقية أيضاً، والتي أعطى فيها طارق بن زياد ظهره للبحر ثم اقتحم. وتنبع الأهمية المتزايدة للمغرب كوجهة سياحية مفضلة لدى الكثيرين إلى اغتنائه بثروات طبيعية غاية في التنوع بحيث توفر للراغب في التمتع بها قاعدة عريضة من الخيارات، فإحاطته بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط الأطلسي من الغرب خلقت فيه تنوعا طبيعيا فريدا.
ويجد جبال أطلس الشاهقة والشريط الساحلي المعتدل المناخ، والمناطق الصحراوية في الجنوب الشرقي جنبا إلى جنب في تناغم رائع وقد وفر هذا الواقع لقطاع السياحة المغربي العديد من المزايا من أهمها التنوع السياحي كالسياحة الساحلية والجبلية والصحراوية والعائلية والعلاجية والثقافية وغيرها.
سياحة المدن :
تركز النشاط السياحي الرسمي في المغرب، خلال عقود، على الموروث الثقافي الذي تعرضه المدن العتيقة الغنية بمآثرها التاريخية وصناعاتها التقليدية وثقافتها الشعبية فهذه فاس، أول مدينة إسلامية في بلاد المغرب، تعتبر متحفا مفتوحا ينبض بالتاريخ. يضم جامعة القرويين العريقة وسلسلة من الأسواق التقليدية والفنادق التاريخية. وهذه مراكش الحمراء تتوسطها صومعة الكتبية، ويثير اهتمام زوارها قصر البديع واستراحة المنارة وحدائق أكدال، علاوة على عالم الصناعة التقليدية المتنوع. لكن قلبها النابض يبقى ممثلا في ساحة «جامع الفنا» التي صنفتها هيئة «اليونسكو» تراثا إنسانيا عالميا للآداب والفنون الشفوية، والتي تعتبر فضاء مفتوحا للفرجة الشعبية الأصيلة بمختلف أشكالها وألوانها. وليس صدفة أن يتم اختيار مراكش لاحتضان المهرجان الوطني للفنون الشعبية وهذه مكناس والرباط وسلا، وهذه مدينة طنجة الرائعة الملقبة بعروس الشمال والمطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي وقبلها تارودانت، قطع من التاريخ العريق تفتح أبوابها ومكتباتها ومتاحفها وقلاعها للسائح المتعطش للمعرفة.
تعد مراكش من أجمل المدن المغربية والسياحية وهي ممتعة للغاية ويمكن الوصول إليها عن طريق القطار من كازا أو السيارة والطريق إليها في منتهى الروعة والجمال ويوجد بها أماكن سياحية متنوعة وهي حديقة ماجو ريل التي أسسها أحد المبدعين الفرنسيين وهي جميلة ومنظمة وواجهة سياحية يقصدها غالبية السواح.
وساحة جامع الفنا هي ساحة تقع أمام مسجد الفنا وعلى مساحة أرض شاسعة تعتبر من أهم الأماكن السياحية التي يقصدها السائحون.
وأزقة المدينة القديمة والسوق بمراكش هي الأزقة والأسواق عند التجوال داخلها تسترجع تاريخا حافلا لهذه المدينة التاريخية بجميع مراحل العصور التي مرت بها وعاشتها والتجوال بها ممتع جداً.
جامع الكتيبية يقع هذا الجامع وسط مراكش ويشتهر في بيع الكتب القديمة والحديثة وزيارته مفيدة وممتعة.
جبال أوريكا تبعد هذه الجبال (60كم) عن مراكش وسبحان من وهبها الطبيعة الخلابة وزيراتها جيدة للتمتع بطبيعتها وجمالها.
وتعتبر أغادير من أجمل المدن الساحلية والسياحية بالمغرب وتهتم بها الدولة اهتماما بالغا نظراً لأعداد السائحين من مختلف الجنسيات التي يزورونها ويوجد بها العديد من الفنادق الخمسة نجوم أو الأدنى وهي مدينة راقية وممتعة.
ويمكن الوصول إليها بعد الانتهاء من زيارة مدينة مراكش والطريق في منتهى الروعة للطبيعة الخلابة التي يمر بها وتوجد استراحة جيدة ونظيفة بعد المغادرة من مراكش بها مطعم كبير يقدم الوجبة المغربية الأشهر (الطواجين).
وتعد كازا العاصمة التجارية للمغرب ويوجد بها مطار محمد الخامس وهي إحدى المدن السياحية بها العديد من الفنادق والفيلات والشقق المفروشة وأهم معالمها السياحية سوق باب مراكش وحي الحبوس وهو شعبي في المدينة القديمة ويشتهر في بيع الجلابيات ومسجد الحسن الثاني وكورنيش عين ذياب وحصن القصبة وهو تاريخي. مدينة أودايس. برج حسان ومتنزه ومطعم يارا ديز ويشتهر بتقديم الأكلات البحرية.
أما مدينة الرباط فتقع على ساحل المحيط الأطلسي وعند مصب نهر أبي رقراق وهي محاطة بأسوار وأهم شوارعها محمد الخامس وتوجد به نافورة بالقرب منها محطة القطار وحولها فنادق كثيرة.
وأهم معالمها السياحية ساحة باب الأحد وقصبة الأوداية ومن أعلى القصبة تطل على الشاطئ وهو مطل أيضاً على مدينة سلا ومن الجهة الأخرى تظهر صومعة حسان ومسجده يعتبر من المعالم التاريخية المتميزة بمدينة الرباط ومن معالمها التاريخية أيضاً شالة ومن ضواحي الرباط تماره. الصخيرات. هرهورة وبجوار مدينة الرباط تقع مدينة سلا على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق وهي محاطة بأسوار مثل مدينة الرباط وبها شاطئ واحد عكس الرباط التي بها شواطئ كثيرة ويوجد بها شاطئ الأمم والحدائق الجميلة.
السياحة الشاطئية :
يتوافر المغرب على 3500 كيلومتر من الشواطئ، ثلثها على البحر الأبيض المتوسط، والبقية على المحيط الأطلسي. وهو ما يجعل منه وجهة مفضلة من وجهات هواة السياحة، مغاربة وأجانب. وقد كانت الشواطئ دوما مقصدا مفضلا لدى السياح خلال فصل الصيف بصفة خاصة. فالبحر الأبيض المتوسط يقترح على زوار الضفة الجنوبية، شواطئ هادئة بمياه صافية ورمال ذهبية، فيما يعرض المحيط الأطلسي شواطئ متنوعة الطبائع علاوة على طنجة التي تعتبر عاصمة لهذا النوع من السياحة.
السياحة الصحراوية :
السياحة الصحراوية في المغرب تعتبر السياحة الصحراوية المنافس الأول لسياحة المدن العتيقة. وقد اتخذت هذه السياحة عاصمتها في ورزازات التي أثارت اهتمام كبار المنتجين السينمائيين العالميين، حتى أصبحت «هوليوود إفريقيا». وخلال هذه الرحلات يغوص السائح بين قصبات الجنوب وواحات النخيل وكثبان الرمال والوديان الجافة، يكتشف عالم الرحل، ويزور حقول بعض الزراعات الخاصة كالحناء والزعفران والورد البلدي.
السياحة الرياضية "
بذلت السلطات المغربية جهودا خاصة لجعل النشاط الرياضي في خدمة السياحة. واعتمدت بصفة خاصة على لعبة الجولف باعتبارها رياضة كبار رجال المال والأعمال، فبنت قرى سياحية حول سلسلة من ملاعب الجولف عبر أرجاء البلاد. لكن السياحة الرياضية في المغرب لم تولد بهذا القرار الإداري، فقبل ذلك كانت الجبال توفر فضاء ملائما للطيران الشراعي، كما أن البحيرات الطبيعية، الواقعة في مختلف جهات البلاد، كانت وما زالت تثير اهتمام هواة ألعاب المياه الهادئة. وفي الوقت نفسه تشكل البلاد، في مختلف مناطقها، فضاء رحبا لممارسة رياضتي القنص والصيد.
السياحة الجبلية :
في الشتاء تشكل جبال الأطلس قطب الجذب السياحي بفضل الثلوج التي تعمم هاماتها، ويتوافر المغرب على مساحات هامة للتزلج على الثلج بمختلف أصنافه، سواء في «أوكيمدن» بضواحي مراكش، أو في «ميشليفن» مدن ازرو إيفران وضواحيها، وتتوافر المنطقتان على تجهيزات رياضية وسياحية.
وفي الصيف يأتي دور هواة رياضات تسلق الجبال التي تنشط بصفة خاصة في ضواحي مراكش، كما يصل المولعون بزيارات المغارات العميقة خاصة منها تلك الواقعة في ضواحي مدينتي أغادير جنوبا وتازة في الشمال الشرقي. كما يتدفق على هذه الجبال هواة المحميات الطبيعية، حيث تتوافر جبال الأطلس وجبال الريف على أهم المحميات في البلاد، خصوصا محميات سوس ماسة وتوبقال.
المصدر : العرب
