انتفاضة الأقصر والسياحة تؤتي ثمارها
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
بداية لابد من الترحيب باستقالة عادل الخياط عضو الجماعة الاسلامية المسئولة عن عدد من حوادث القتل والارهاب والترويع السياحي من منصب محافظ الاقصر عاصمة العالم الاثرية والسياحية.
هذه الخطوة بكل المقاييس تعد مقدمة لانفراجة وحلحلة للاوضاع الداخلية المتأزمة وثانيا انها تمثل انتصارا للإرادة الشعبية المتمثلة في ابناء الاقصر والعاملين في قطاع السياحة. في هذا الاطار لابد من توجيه الشكر لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الاسلامية الذي كانت نظرته للازمة واقعية تتسم بالادراك والتقدير السليم. هذا الموقف اعلنه الدكتور صفوت عبدالغني رئيس الكتلة البرلمانية في المؤتمر الذي دعا اليه الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية. هنا لابد ان اشهد بمصداقية صفوت عبدالغني التي انتصرت علي بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي جنحت الي تكذيب الاستقالة.
ولإعطاء كل ذي حق حقه فإنه يتحتم الاقرار بأن استقالة هشام زعزوع وزير السياحة كان لها دور اساسي في هذا الزخم الذي صاحب الاعتراض علي تعيين محافظ الاقصر التي شهدت ابشع مجزرة دموية تعرض لها السياح عام 1997 حيث جري اتهام الجماعة الاسلامية التي ينتمي اليها هذا المحافظ بارتكابها.
<<<
لا جدال ان اعلان قرار الاستقالة قد أدي إلي تهدئة حالة الاحتقان والغضب والثورة من ابناء أسرة السياحة الذين يعيشون مأساة حقيقية تتعلق بلقمة العيش نتيجة ما تتعرض له هذه الصناعة الواعدة من عدوان واتهامات من جانب البعض. هذا التطور الايجابي كان دافعا لصدور الاشادات من جانب وزير السياحة ورئيس اتحاد الغرف السياحية وتوجيه الشكر الي حزب البناء والتنمية وإلي المحافظ المستقيل عادل الخياط علي اقدامهم علي نزع فتيل الازمة.
وقد كان من نتائج انفراج الازمة عدول وزير السياحة هشام زعزوع عن الاستقالة وعودته الي ممارسة مسئولياته. وكرد فعل علي ما حدث اعلن الوزير انه تلقي العديد من الاتصالات من منظمي الرحلات في الدول المصدرة للسياح الي مصر يبدون فيها ترحيبهم باستقالة المحافظ بما يؤدي إلي ازالة جانب من الشكوك حول موقف ونظرة النظام الحاكم في مصر ومؤيديه من السياحة والسياح.
<<<
هذه التطورات الايجابية ُتحسب للتحرك السياحي وزيرا ومستثمرين وعاملين في مواجهة هذا التحدي الذي فاق كل تصور. هذه الطاقة من النور لم تمنع من أن تدور كلمات القيادات السياحية واسئلة الصحفيين حول ما كانت تمثله ازمة تعيين محافظ الأقصر من علامات استفهام حول تاريخه وموقفه من السياحة التي تمثل محور حياة الملايين .. تطرقت الاحاديث الي ما تعرضت وتتعرض له السياحة صناعة الامل من اضرار شملت الاستثمارات التي تقدر بمئات المليارات من الجنيهات علاوة علي تشريد وقطع ارزاق الملايين من العاملين المباشرين وغير المباشرين.
<<<
وقد استهل خالد المناوي ممثل غرفة السياحة وأحد قيادات العمل السياحي المؤتمر بالحديث عن موقف اسرة السياحة بثقلها الاقتصادي الهائل . قال ان الهدف ليس الاعتراض علي شخص المحافظ ولكن لسوء اختياره للمكان المناسب مضيفا أنها خطوة تأتي ضمن عمليات الاقصاء المتواصلة للصناعة في كل ما يتعلق بشئونها. ثم قام بعد ذلك بتقديم الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية الذي اعلن ان السياحة تواجه الانهيار الكامل نتيجة ما تتعرض له من عدوان وانتهاكات وتهميش.. اعلن ان العاملين في السياحة لم يألوا جهدا في الاتصال بالقوي السياسية الحاكمة واطلاعهم علي مشاكلهم والمعوقات بعد شرح ما تقدمه الي الاقتصاد القومي.. ولكن كل ذلك تم الضرب به عرض الحائط.
قال أيضا ان المشكلة في تعيين محافظ لا تتعلق بشخصه ولكنها متعلقة بصورة مصر في الخارج علي ضوء عضويته في جماعة كانت تمارس العنف والارهاب ضد السياح. اضاف أن هذا التعيين اعاد الي الاذهان مجزرة الاقصر عام 1997 التي راح ضحيتها 57 سائحا ينتمون للعديد من دول العالم. اوضح خطر انعكاسات هذه الخطوة- التي تم التراجع عنها- علي عمليات التسويق السياحي.
وبعد ان تناوب الحديث بعد ذلك بعض رؤساء الغرف ورئيس جمعية المرشدين انطلقت اسئلة الصحفيين التي تركزت كلها حول دعم ومساندة صناعة الامل. وكرد فعل علي اعلان استقالة المحافظ عادل الخياط تقرر الغاء اجتماع الجمعية العمومية للغرف السياحية الذي كان هدفه التصدي لعمليات ضرب السياحة.