شجاعة وزير في مواجهة عمليات القضاء علي السياحة
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … من المؤكد ان اقدام هشام زعزوع وزير السياحة علي الاستقالة هو بكل المقاييس خطوة شجاعة تعكس مدي الضغوط النفسية والمادية التي يتعرض لها لإعاقة مباشرته لمسئولياته منذ توليه هذا المنصب. ليس خافيا علي أحدا انه وباعتباره مهنيا سياحيا كان يبذل جهودا هائلة من أجل انتشال السياحة.. صناعة الأمل من المحنة التي دهمتها منذ ثورة 25 يناير. في هذا الاطار كان من الطبيعي ان يتردد علي الساحة الوطنية كرد فعل للاحوال المتردية التي تلاحق السياحة وكذلك المناخ غير المواتي الذي يطاردها عبارة.. هوه الوزير هيلاقيها منين ولا منين؟!
<<<
لقد حاول هشام زعزوع توظيف خبرته التي اكتسبها من ممارسة العمل السياحي للانطلاق بالصناعة الواعدة إلي بر الامان.. ولكنه فوجئ بالضربات تنهال عليه من كل ناحية. كان أمله ان يتمكن بالعمل المهني من استعادة السياحة لعافيتها. ورغم حماسه وجلده فانه لم يستطع ان يتحمل عملية وضع المسمار الاخير في نعش هذه الصناعة التي كانت سندا قويا للاقتصاد القوي والمتطلبات الاجتماعية. وقد جاء تصريح د. عصام العريان الكادر الاخواني الكبير ضد دولة الامارات لتساهم تداعياته في اجهاض محاولات تنشيط السياحة العربية. هذه السلوكيات اكدت ان المسئولين عن الحكم يصرون علي عدم اعطائه فرصة لالتقاط الانفاس. الطامة الكبري جاءت وتجسدت في خطوة تعيين عادل الخياط عضو الجماعة الاسلامية الارهابية محافظا لاشهر مدينة سياحية في مصر والعالم عملا بالمبدأ الذي يقول »يقتل القتيل ويمشي في جنازته«.
كان من المستحيل علي الوزير ان يتحمل تلك الصدمة المفزعة التي اثارت غضب الوسط السياحي الدولي وهو ما تمثل في برقيات منظمي الرحلات العالميين المعبرة عن الهلع لهذا التعيين. لقد أعاد هذا التطور إلي اذهانهم تلك المجزرة التي ارتكبتها الجماعة الاسلامية التي ينتمي إليها هذا المحافظ في الاقصر وراح ضحيتها 57 سائحا من جنسيات اوربية ويابانية. لم يقتصر الامر علي ما جاء في هذه البرقيات المزعجة وانما صحبها ايضا موجة من الالغاءات للعديد من الافواج السياحية وشطب الاقصر من كل البرامج السياحية.
<<<
لا يسعني تعقيبا علي غضبة وزير السياحة سوي ان أحييه علي موقفه الشجاع الذي عكس بكل الامانة موقف كل العاملين والمتعاملين الذين يربو عددهم علي الثمانية ملايين مواطن في قطاع السياحة. ان لجوء وزير السياحة إلي الاستقالة جاء انعكاسا لقوة انتمائه لقطاع السياحة خاصة بعد الاجتماعات العاجلة والطارئة للغرف السياحية ولاتحادهم العام عقب اعلان تعيين محافظ الاقصر عضو الجماعة الاسلامية التي كانت وراء مجزرة الاقصر عام ٧٩٩١. في هذا المجال اعلن الهامي الزيات رئيس الاتحاد ان ما حدث هو ضربة قاصمة موجهة إلي الصناعة تؤكد عدم المبالاة بأهميتها وهو ما يؤكد ان الهدف هو الضرب عرض الحائط بكل الجهود التي تبذل من اجل اعادة الحياة لها.
هذه الضربة الجديدة جاءت ولم تمض ايام قليلة علي النبرة التفاؤلية التي اتسم بها حديث هشام زعزوع وزير السياحة في لقائه مع الكتاب السياحيين حول مستقبل السياحة التي كانت سندا للاقتصاد القومي. لم تكن خطوة تعيين محافظ الاقصر الجديد بماضيه الدموي سوي تأكيد لسوء النية والجهل وعدم الادراك لتأثيراته السلبية المدمرة. ليس من تعليق.. علي ما جري سوي القول عوضنا علي الله في السياحة.
وزير الطيران لا يقول الحقيقة :
في اتصال تليفوني اقدره قال لي المهندس وائل المعداوي وزير الطيران المدني ان تصريحه حول رحلات السياح الايرانيين إلي مصر امر بعيد كل البعد عن التدخل في مسئوليات وزير السياحة. قال ان ما ذكره جاء في سياق رده علي سؤال صحفي يتعلق بعملية النقل الجوي لهؤلاء السياح والذي تتولاه شركة قطاع خاص. اضاف بان قيام هذه الشركة بهذه المهمة جاء تفعيلا لاتفاق مع ايران تم منذ عدة سنوات وان تولي هذه الشركة عملية النقل جاء بناء علي ترتيبات مع الجانب الايراني دون تدخل من وزير الطيران. اكد انه لا علاقة له باصحاب شركة الطيران أو بما تم باسثناء اصدار التصريحات الخاصة بتسيير هذه الرحلات وفقا للاتفاق الموقع.
لم يشر الوزير من قريب أو بعيد عما يقال عن ان شركة الطيران الخاصة التي تنقل السياح الايرانيين هي مملوكة لرجل الاخوان القوي خيرت الشاطر ورجل الاعمال رامي لكح. لم يذكر ان تسجيل هذه الشركة قد تم منذ شهور قليلة ولا علاقة لها باي اتفاق سابق كان قد تم مع ايران بشأن تسيير خطوط جوية بين القاهرة وطهران.