مقومات نجاح السياحة الداخلية لدينا
بقلم : محمد بن سعد بن صالح … تعتبر السياحة في وقتنا الحاضر من أهم الصناعات الحديثة وتؤدي دوراً هاماً في اقتصاديات العديد من الدول لما تمثله من إيجاد مداخيل ماليه للبلد وخلق العديد من فرص العمل إضافة إلى جذب بعض الاستثمارات الأجنبية ونمو ظاهر في اقتصاديات تلك المناطق السياحية. وهناك عدد من المقومات الاساسيه للسياحة ومنها الطبيعية والتي تتمثل في الموقع الجغرافي والمناخ والمناطق الاثريه والبشرية ممثلة بوسائل النقل وطرقه والأنشطة المخصصة في تلك المناطق السياحية والبنية التحتية والأمن والاستقرار.
وقد اهتمت مملكتنا الغالية في الفترة الأخيرة بصناعة السياحة وتمثل في إنشاء الهيئة العليا للسياحة والتي تبذل جهوداً كبيرة من أجل الرقي بهذه الصناعة وتطويرها خصوصاً أن السياحة في الغالب لدينا حتى الآن ممثلة بالسياحة الداخلية حيث تم الخروج بعدد من الانظمه والتشريعات وأصبح الجميع يلمس نشاطات هذه الهيئة وجهودها ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وجولاته على العديد من الإمارات والمناطق واللقاءات بالمسؤولين والحملات المنظمة للتعريف بمناطق المملكة وحث المواطنين على قضاء إجازاتهم داخل المملكة.
وفي الحقيقة وعلى الرغم من توفر العديد من المقومات للسياحة في المملكة واشتمالها على العديد من أنواع السياحة من الدينية والاجتماعية وغيرها إلا أننا نلاحظ وفي بداية هذا العام سفر العديد من المواطنين وبأعداد كبيرة للخارج لقضاء إجازاتهم على الرغم من بعض المشاكل في بعض المناطق التي كانت مقصد للسياح السعوديين حيث تحولوا إلى مناطق أخرى في أمريكا وأوربا وجنوب شرق آسيا. ومن خلال الإحصائيات المعلنة من بعض مكاتب السفر والسياحة فإن الإعداد المسافرة للخارج أكثر من العام الماضي مع تقلص للسياحة الداخلية من خلال حجوزات الطيران والفنادق والشقق، وفي هذا السياق هناك همسة لكل المسافرين للخارج بمراعاة الله وان يكونوا خير سفراء لبلادهم فالسفر لا يعني التخلي عن المبادئ للدين الحنيف، وفي رأيي أن هناك بعض الأسباب لهذا الانخفاض ويأتي في مقدمته انعدام الفرصة للحصول على حجوزات للوصول إلى المناطق السياحية وخصوصاً الجنوبية فعلى الرغم من أن هذه المنطقة تحظى بجو رائع ومناظر خلابة إلا أنه وللأسف لم تحل مشكلة الطيران مع عدم اكتراث المسؤولين عن الخطوط السعودية بتكثيف الرحلات لتلك المناطق وغيرها، كما إن البنية التحتية لا زالت ليست في المستوى المطلوب والمتمثل في قلة الفنادق والشقق بمختلف فئاتها مع ارتفاع في الأسعار.
ولعل تأسيس شركات استثمار خاصة بالمناطق من الأسباب التي قد تؤدي إلى حل لهذه المشكلة مع إعطاء وتسهيل فرص الاستثمار بتلك المناطق وتشجيعه بدلاً من خلق الصعوبات والمعوقات مع تنظيم بعض الدورات التثقيفية وورش العمل للعاملين بتلك الصناعة في المناطق السياحية وإعطائهم معلومات عن كيفية التعامل مع السائح وكيفية الحصول على ثقته. لاحظنا أن هناك بعض الأنشطة والفعاليات المختلفة والمتعددة في العديد من المناطق وبجهود وتشجيع من هيئة السياحة بداية هذا العام وهي استمرار لتلك التي كان يتم تنظيمها في الأعوام السابقة مع تطويرها وهذه سيكون لها تأثير بجذب بعض السياح خصوصاً من أبناء تلك المناطق والذين أصبحوا يفضلون قضاء إجازاتهم أو جزء منها في مناطقهم، ولكن المأمول – إن شاء الله- تضافر الجهود من الجميع مع هيئة السياحة على جهودها لإنجاح هذه الخطط والانشطة والفعاليات وحل جميع المشاكل التي تعيق المواطن لقضاء إجازته في الداخل ولما فيها من مردود كبير على الوطن وعلى هذه المناطق بدلاً من إنفاق ملايين الريالات في الخارج حيث إن المواطن السعودي يمثل أعلى سائح في الإنفاق في أغلب الدول وهذا فيه هدر للمال الوطني والذي لابد من بذل جميع الجهود لإبقاء هذا المال وإنفاقه داخل المملكة والوقوف مع الهيئة العليا للسياحة من جميع القطاعات وتشجيع أنشطتها لأجل خلق سياحة داخلية ناجحة في المستقبل القريب.
المصدر : الرياض