Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

نشر ثقافة السياحة الدينية بقلم أ.د. فهد بن عبدالرحمن السويدان

 

نشر ثقافة السياحة الدينية

 

أ.د. فهد بن عبدالرحمن السويدان
 

    السياحة الدينية من أقدم أنواع السياحة والهدف منها هو القيام بشعائر دينية كما هو الحال عند المسلمين من حج وعمرة كذلك الترويح والتوسعة على أفراد الأسرة كما ورد في تعاليم الإسلام.
 
وفي الشق الإسلامي من السياحة الدينية، فقد دعت العديد من الشخصيات الإسلامية إلى ضرورة تطوير برامج سياحية بمقاييس إسلامية.
 
مناطق جذب للسياحة الدينية عند المسلمين:

مكة، المدينة، القدس، دمشق، القاهرة، استنبول، ماليزيا، الإسكندرية، حلب، تونس، جدة، الشارقة.

 
تعد السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية من أهم مصادر الدخل وأحد أكبر الدعائم للاقتصاد نظراً لما تتميز به المملكة من خصوصية دينية وتفرد عن سائر بلدان العالم بوجود المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة التي يقصدها الملايين من المسلمين من كل حدب وصوب لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة. وتعتبر مقومات السياحة الدينية في السعودية متوافرة بشكل لافت وهي مهيأة لكي تكون من ركائز الاقتصاد، وهذه المقومات من شأنها أن تجذب السياح من شتى بقاع الأرض لأن السعودية غنية بتراثها وآثارها التي تضرب في أعماق وجذور التاريخ الإسلامي، حيث تعتبر السعودية مركز السياحة الدينية بسبب توجه قلوب المسلمين قبل عيونهم لرؤية تلك الأماكن الطاهرة، مكة المكرمة مهوى افئدة أكثر من مليار ومائتي مليون مسلم في شتى ارجاء الارض.. مهبط الوحي وموقع المسجد الحرام المبارك وكعبته المشرفة مقصد ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين.. اطهر بقعة على وجه الارض..

 

قد خصها الله تعالى في كتابه العزيز بالتكريم وذكرها باسماء عديدة بلغت احد عشر اسما ومن هذه الاسماء: مكة وبكة والبلد الآمن والبلد الامين والحرم الآمن وام القرى. وفي ظاهر مكة نزل الوحي الالهي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي ارض مكة وبطاحها، كان جهاد المسلمين الاوائل في مواجهة الشرك والضلال وعبادة الاصنام، وفيها كان نصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، والى كعبتها المشرفة يتجه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها في صلواتهم خمس مرات في اليوم والليلة وبالطواف حولها يبدأون حجهم وبه ينهونه.الكعبة المشرفة: تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مكعبة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الارض نحو مترين.

 

أركان الكعبة الاربعة هي الركن الاسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي اعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حِجْر اسماعيل.الحجر الاسود: يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة وهو حجر ثقيل بيضاوي الشكل اسود اللون مائل الى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به اطار من الفضة ويطلب من الطائف تقبيل الحجر في كل شوط ان امكن او يشير اليه بيده ثم يقبلها..

 
للسياحة فوائد قد يعجز الإنسان عن إدراكها جميعاً، أو تعدادها على سبيل الحصر. وما ندركه اليوم قد يستدركه غيرنا غداً، لتبقى سنة التطور والتطوير، والجدد ضاربة عبر التاريخ والأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..

 
1- فمن هذه الفوائد التعرف على آيات الله في خلقه.. في أجناس الناس وألوانهم وألسنتهم.. في عاداتهم وتقاليدهم، في أفكارهم وثقافاتهم، وفي طباعهم وأمزجتهم، في ميولهم وهواياتهم.. فيزدادوا إجلالاً لله وتعظيماً لقدرته، وإقراراً بعظمته، وإقبالاً على طاعته، ورجاء بعفوه ومغفرته.

 
2- ومن فوائد السياحة التعرف على آيات خلق الله في الأرض واختلاف تكوينها وتضاريسها ومناخاتها ومعادنها وكنوزها وأنهارها وبحارها وثرواتها، وفوارق ليلها ونهارها، وحرها وبردها.

 
ومن الفوائد الجليلة للسياحة الدعوة إلى الإسلام سواءً لأهل البلاد أو للجالية الإسلامية الموجودة هناك. واليوم بات الأمر سهلاً وميسوراً لوجود المساجد والمراكز والمنتديات الإسلامية على امتداد العالم. فالدعوة إلى الإسلام في البلاد المختلفة لها فوائد كثيرة ومنافع جمة للداعية وللناس.فبالنسبة لهؤلاء فإن أثر القادمين عليهم من بعيد أكبر من أثر المقيمين بينهم، ثم هم بحاجة إلى من يستفتونه من مشاكل غربتهم وحياتهم الجديدة.

 
أما بالنسبة للدعاة فإن إطلالاتهم الاغترابية وما تحتاجه من إرشاد وتوجيه وتفقيه يتناسب مع البلاد التي يعيشون فيها، والمشكلات التي يواجهونها.. يعطيهم المزيد من الخبرات، ويقدح زناد عقلهم بالجديد من الآراء والأفكار والاجتهادات التي تتناسب مع كل بيئة وبلد ومجتمع.. – ومن الفوائد التي فطن إليها الآخرون وسبقونا إليها ما يتعلق بالحركة الاقتصادية والنشاط الإنمائي.إن السياحة يمكن أن تكون باباً واسعاً من أبواب التثمير، وإقامة المشاريع الصناعية والتجارية والاقتصادية، وتبادل السلع من خلال عملية التصدير والاستيراد.

والمشروع الإسلامي من خلال تكامله يحتاج إلى القوة الاقتصادية، وبخاصة في عصر بات القرار السياسي مبيناً على الاعتبار الاقتصادي. ولا أدل على ذلك مما وصل إليه اليهود من هيمنة على اقتصاد العالم وقطاعاته السياحية والمصرفية والصناعية والزراعية والتعليمية والاقتصاد المعرفي وغيرها..

ولقد أدرك الأولون من سلفنا أهمية هذا الأمر فشكلوا القوافل التجارية، وجابوا أقطار الأرض، يمارسون تجارة الدين والدنيا معا.. وكانوا يتنقلون على الحمر والبغال والجمال.. فيقصدون البلد تلو الآخر ولم تكن لديهم طائرات ولا سيارات وقطارات أو أي من وسائل النقل الحديثة.. سائلا الله الهداية والتوفيق للجميع.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله