طرابلس "المسلة" ….. كشفت صحيفة "The Daily Beast" الأمريكية أول امس الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول تعامل عصابات إجرامية في إيطاليا مع "داعش" ليبيا، ومقايضتها الآثار بالأسلحة.
وذكرت الصحيفة استنادا لتقرير نشرته صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أن العديد من القطع الأثرية الليبية الثمينة والتحف التي تتاجر بها عصابة إيطالية مع "داعش" تعرض في أرقى صالات المزادات في العالم.
وأشارت في هذا السياق إلى عرض رأس رخامي يعود للعصر الروماني للبيع مقابل 66 ألف دولار، وتمثال إغريقي كبير أكثر قدما بأكثر من مليون دولار، لافتة إلى أن التحف التاريخية غير المشروعة تهرب إلى إيطاليا بواسطة سفن بضائع تحمل العلم الصيني تبحر من مدينة سرت باتجاه ميناء مدينة كالابريا في مقاطعة جويا تاورو، وهو أخطر ميناء في البلاد للنشاطات غير المشروعة، كما انه مركز رئيس لتهريب المخدرات إلى أوروبا.
وكان وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو أكد الاثنين الماضي ما جاء في تقرير صحيفة "لاستامبا"، لافتا إلى أن الحكومة الإيطالية تعي تماما أن حلقة الأعمال الفنية مقابل السلاح غير المشروعة تمول الإرهاب الجهادي في ليبيا القريبة، مضيفا في تصريح للصحفيين "لقد درسنا الناتج المحلي الإجمالي للإرهاب، ونعرف أنَّ أحد مكوِّناته هو عرض الأعمال الفنية المسروقة للبيع. التحف المسروقة تغذي داعش وتسهم في الناتج المحلي الإجمالي للإرهاب" بحسب ار تى.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه يتردد أن العصابات الإجرامية الإيطالية تحصل على التحف التاريخية من الجهاديين "غزاة المقابر"، مقابل مجموعة واسعة من الاسلحة، بما في ذلك بنادق الكلاشنكوف والقذائف الصاروخية التي توجد كميات كبيرة منها لدى عصابة مافيا "كامورا".
ولفت التقرير إلى أنه ليس سرا أن "داعش" يعمل في مجال تجارة القطع الأثرية غير المشروعة، وغالبا ما ينتهي المطاف بالغنائم المنهوبة من العراق وسوريا إلى السوق السوداء.
واستشهدت الصحيفة الأمريكية بتصريح للمندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مارس الماضي، حذر فيه مجلس الأمن من أن الاتجار في التحف العتيقة يمول الإرهاب، لافتا إلى وجود "نحو 100 ألف إرث ثقافي ذي أهمية عالمية، بما في ذلك 4500 موقع أثري، تخضع لسيطرة "داعش" في سوريا والعراق. ويجني الإسلاميون من التجارة غير المشروعة في الآثار والكنوز الأثرية مبالغ تقدر بين 150 – 200 مليون دولار سنويا" وقد هربت هذه الكنوز عبر تركيا وبيعت إلى هواة جمع التحف.
ونقل التقرير عن صحيفة "لاستامبا" الإيطالية "أن التجارة غير المشروعة تمتد أيضا إلى ليبيا، حيث تحاول العصابات الإيطالية منذ سنوات ان تشق طريقها للمتاجرة مع الإرهابيين، لافتة إلى أن الميليشيات الخاصة في ليبيا "استعبدت" علماء الآثار المحليين وأجبرتهم على التنقيب والقيام بالمهام البغيضة لصالحها في المواقع الخمسة التي أدرجتها اليونيسكو في قائمة التراث العالمي.