متحف خزائن النجف مقصد وقبلة المؤرخين وهواة التوثيق
النجف الأشرف "المسلة" خاص … في خطوة هي الأولى من نوعها في العراق، تبنّت الجنة التأليف والتوثيق والنشر التابعة لمشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية، إقامة (متحف الشمع)، الذي ضمّ تجسيدًا لثمانية وستين شخصية دينية وأدبية وقيادية ، مثلت حقبًا مختلفة من تاريخ العراق، ومن أبرز الشخصيات التي جُسدت في المعرض : السيد محسن الحكيم (قد) والسيد محمد باقر الحكيم (قد) والشيخ أحمد الوائلي أعلى الله مقامه والشيخ الاخند (قد) والسيد أبو القاسم الخوئي (قد) والشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (قد) والسيد أبو الحسن الأصفهاني (قد) والسيد علي القاضي (قد) وشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري والدكتور المخزومي والشيخ عبد الواحد آل سكر وعبد الرزاق محي الدين وآخرون كثر،
وقد أجرى الصحفي محمد الشريفي من مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية تحقيقاً موسعاً عن هذا المتحف ليطلع العالم على الخفايا والأسرار بهذا المشروع. وإن العمل في هذا المشروع استلزم وقتًا وجهدًا كبيرين جدًا بالإضافة إلى المبالغ المالية الضخمة التي تجاوزت الأربعة مليارات دينار عراقي وهو رقم كبير، تماثيل الشمع صُّنعت في جمهورية إيران الإسلامية حيث عمل بها عدد من الفنانين هناك بالإضافة إلى تماثيل الشمع فإن المعرض ضمَ بين جنباته أكثر من 1800 صورة كبيرة و21000 ألف صورة صغيرة ، حيث كان من المفترض أن توثق تلك الصور مع تراجمها إلا أن توقف مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية حال دون ذلك ،
ومن الجدير بالذكر أن العمل جارٍ في المتحف لإنجاز أكبر نسخة من القرآن الكريم يبلغ طولها أكثر من اثني عشر ألف متر وأُنجز منها أربعة آلاف وستمائة متر تقريبًا حيث تم الانتهاء من كتابة الجزء العاشر من القرآن الكريم.
أقسام المتحف
ضم المتحف عددًا من الأقسام ، منها قسم المخطوطات ، والذي احتوى على أكثر من أربعة آلاف مخطوطة ، تم العمل على إنجازها وتحسين القديم منها في أربعة دول ، بدأت من العراق حيث بدأت عمليات التنظيف والتحسين على الورق الأصلي فلبنان الذي شهد طباعة المخطوطات وإيران التي جرى فيها تنفيذ التغليف النهائي لتلك المخطوطات، وألمانيا التي تم استيراد الورق الخاص منها ، وضمت هذه المخطوطات ما يقارب الأربعة ملاين ورقة وقسم النسخ الخطية وقسم الوثائق وقسم الأرشيف بفروعه الثلاث العثماني والبريطاني والقاجاري،
وأيضًا فإن هناك قسمٌ خاص بالأقراص الليزرية وأهمها (علي والفرقان)والذي يضم كل قرص فيه موضوعًا خاصًّا لا علاقة له بالآخر ، وقسم الألبومات الصورية الذي يضم نسخًا من أقدم الصور في تاريخ العتبات المقدسة والتي يعود تاريخها إلى عام1872 م ، أي منذ زمن ناصر الدين شاه القاجاري الذي اصطحب معه كاميرا وصور بها العتبات المقدسة في رحلته إلى العراق ويومها لم يكن العالم يعرف بعد الكاميرا ،
أيضًا فهناك قسم دائرة المعارف وهو خاص بالموسوعات حيث تتراوح أجزاؤها ما بين الأربعة أجزاء وبعضها وصل لثمانية وعشرين جزءًا شملت مجالات مختلفة منها السياسية والعلمية والدينية والأدبية وغيرها.
معوقات العمل
عانى العاملون على إنجاز هذا المشروع من مشكلة التعامل مع الوثائق القديمة التي تعرض بعضها للتلف حيث اضطر الفنيون للاستعانة ببعض الخبرات من خارج العراق للتعامل مع هذه الوثائق النفيسة ، بالإضافة إلى ذلك عانى الفنيون من مشكلة التجسيد في متحف الشمع، ففي الوقت الذي نالت بعض الشخصيات دقة عالية تجاوزت90/100 فإن بعض الشخصيات الأخرى بدت وكأنها بعيدة تمامًا عن الشكل الحقيقي لأصحابها ، وهذا عائد لإصابة الفنان المسؤول عن إنجاز العمل بجلطة دماغية مفاجئة كما أفاد بذلك السيد محمد كاظم عنبر مسؤول مركز التوثيق والتأليف والنشر في المتحف .
كلمة أخيرة
بعيدًا عن بعض السلبيات البسيطة الموجودة في المتحف ومنها صغر المكان وهي حالة مؤقتة كما علمنا حيث من المؤمل أن يُنقل المتحف إلى مبنى قصر الثقافة ، نقول بعيدًا عن ذلك فإن المشروع يعكس الوجه المشرق للنجف الأشرف ويوضح بما لا يقبل اللبس أو الشك أن النجف مدينة كبيرة بعلمائها وتاريخها الزاهي وبالتالي فإن وجود مثل هذا المتحف في النجف إنما يمثل معلمًا من معالمها الحضارية حيث من المؤمل أن يكون المتحف مقصدًا وقبلةً للتأريخيين وهواة التوثيق والتاريخ.