النسور يطلع على فكرة مشروع سياحي في العقبة بقيمة 5ر1 مليار دولار
البحر الميت " المسلة " … توقع رئيس الوزرء عبد الله النسور تعرضّ الاقتصاد الأردن لتحديات كبيرة في عام 2013، في ظل الصدمات المحلية والإقليمية التي يتعرض لها الأردن. وقال النسور – خلال مشاركته في جلسة المرونة وتحسين النمو التي عقدت ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي – إن الأردن شهد معدلات نمو اقتصادي ثابتة خلال الفترة بين عامي (2000-2009)، وصل فيها المعدل إلى 6.5%، ثم تراجع ليبلغ 2.7% بين عامي 2010 و2012.
وعزا رئيس الوزراء هذا التراجع إلى تفاقم التحديات العالمية والإقليمية المتمثلة بانقطاع الغاز المصري، وازدياد أعباء اللاجئين السوريين. وأكد أن هذه التحديات قادت إلى عجز في الموازنة شكّل ما نسبته 9.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وإلى دين عام بلغت نسبته 75% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012. وتوقع النسور وقوع الاقتصاد الأردني تحت ضغط تحديات وصفها بال «كبيرة»، خصوصا وأن الاقتصاد لا زال يواجه هذه الصدمات المحلية والإقليمية.
وأشار إلى أن التدابير التي اتخذتها الحكومة من شأنها خفض العجز في الموازنة إلى 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2013. وتناول رئيس الوزراء الإنفاق الرأسمالي في الموازنة، وقال إن الأردن يعمل بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي إلى رفع حجم النفقات الرأسمالية في الموازنة من 680 مليون دينار إلى 1.3 مليار دينار هذا العام وإلى 1.6 مليار دينار في عام 2016.. وأكد التزام الحكومة بتطبيق برنامجها الإصلاحي، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي تسعى الحكومة لتنفيذها من شأنها زيادة من معدلات النمو الاقتصادي وتقودنا الى التعافي الاقتصادي في المستقبل.
وردا على سؤال بشأن خطة «مارشال عربي»، قال النسور إن هذه الخطة فكرة جيدة يجب النظر لها على مستوى المنطقة لكنه تساءل في نفس الوقت كيف يمكن للشرق الأوسط أن يزدهر ويحقق الاستقرار بينما هناك فجوات كبيرة في دخل الشعوب . وأكد بهذا الصدد أننا في الاردن نعمل على تحقيق التوازن بين الازدهار الذي يرنو له شعبنا وبين الموارد المتاحة ومنوها بان الأردن يعد مثالا للاستقرار والتقدم والمعايير المرتفعة في النظام التعليمي والصحي والرعاية الاجتماعية. كما اطلع النسور على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي على فكرة مشروع سياحي استثماري ترفيهي كبير يجري الاعداد لأطلاقه في العقبة بكلفة تصل الى مليار ونصف المليار دولار اميركي.
واستمع الى شرح من رئيس مجلس مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كامل محادين حول المشروع الذي سيضم عددا من الفنادق السياحية المزودة بأكثر من 15 مرفقا ترفيهيا وخدميا وعددا من المطاعم والمسارح ومراكز تسوق تجارية. واعرب عن الامل بان تكون جميع الوثائق والمخططات للمشروع جاهزة خلال الاشهر القادمة لافتا ان المشروع سيوفر حوالي اربعة الاف وظيفة ويشتمل على كليات تدريب لأعداد العمالة المحلية قبل تنفيذه. ووصف المشروع بانه مدينة ترفيهية مجتمعية مكملا لمشروعات اخرى تم تنفيذها في العقبة موضحا ان المدينة ستكون مفتوحة وتناسب ذوي الدخول المختلفة .
خطوات مدروسة للانسحاب من القطاع العام :
وأشار رئيس الوزراء ردا على سؤال حول العلاقة بين القطاعين العام والخاص ان الاردن يسعى الى انسحاب القطاع العام بخطوات مدروسة لإفساح المجال امام القطاع الخاص للعب دور حقيقي في عملية التنمية سيما وان القطاع العام يمثل نحو 45% من حجم النشاط الاقتصادي وهذه نسبة مرتفعة ،مشيرا في ذات السياق ان القطاع الخاص ما يزال مترددا في لعب هذا الدور وعليه ان يكون اكثر ثقة بقدراته. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة زيوريخ إنشورانس جروب سن مارتن في نفس الجلسة، إن على الدول في منطقة الشرق الأوسط العمل على تنويع اقتصادياتها والاعتماد أكثر على السياحة وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل.
بدوره بين نائب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي جو من أن النمو يشكل التحدي الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.وقال إن النمو الاقتصادي لدول المنطقة انخفض إلى 2.3% بعد الأزمة المالية العالمية. وأوضح أن انخفاض أسعار النفط وتراجع الطلب عليه نتيجة التعافي البسيط للنمو الاقتصادي في الاقتصاديات الناشئة وأوروبا وأميركا، أثر على النمو الاقتصادي لدول المنطقة، لاعتمادها على تصدير النفط في اقتصادها بشكل كبير. وبين نائب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي أن هذه المؤشرات تدفع لضرورة أن يتحول الاقتصاد في دول المنطقة من اقتصاد يعتمد على الطاقة إلى «التنويع».
إلى ذلك، استعرض رئيس المجموعة التنفيذي في بنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب أهم التحديات التي تواجه اقتصاديات المنطقة. وقال إن هذه التحديات تتمثل في تحقيق استقرار اقتصادي طويل المدى، وردم الفجوة في عجز الموازنات، ومعالجة الانخفاض في حجم الاحتياطيات من العملات الصعبة، وإجراء الإصلاحات الاقتصادية «الصعبة» حسب وصفه، والمتمثلة في رفع الدعم، فضلا عن التحديات السياسية وفي مقدمتها تحقيق الديمقراطية. وأشار دبدوب إلى أن مقترح خطة مارشال عربية من شأنها تحسين الإنفاق الحكومي في الطاقة والخدمات العامة.
المصدر : الرأي