عندما نستجدي التفاؤل حول أحوال السياحة المنهارة
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
ليس أمامنا سوي ان نأسي ونخجل مما تضمنته البيانات والتقارير عن حالة السياحة.. صناعة الأمل التي قضت عليها الفوضي والانفلات الأمني والتسيب علي مدي السنتين اللتين اعقبتا ثورة 25 يناير.
لا خلاف ان ما أصاب هذه الصناعة الواعدة قد حدث نتيجة كل هذه العوامل السلبية التي تهدد أمن السياح المشتاقين إلي المتعة الثقافية والترويحية لما تملكه مصر من مقومات.. هذا لا يعني نسيان أصل البلاء والذي يعود إلي سوء إدارة شئون الوطن الذي وقع فريسة للتخبط والتآمر علي تحقيق الوفاق الوطني. من المؤكد ان مشكلتنا تتمثل في غياب المناخ الصحي اللازم لاقناع كل القوي بالتوافق علي الاسس الصحيحة لبناء الوطن في اطار من الديمقراطية التي كانت محورا للمبادئ التي تبنتها ثورة 25 يناير.
ارجو الا ننسي ان هذه الثورة في حد ذاتها كانت تمثل أملا كبيرا للجذب السياحي بعد ان ابهرت مئات الملايين من شعوب العالم واستحوذت علي اعجابهم بالدرجة التي جعلت من ميدان التحرير مقصدا سياحيا لكل الزوار. ان ما آل إليه حالنا وحال السياحة الآن لابد وان يجعلنا نتحسر علي سنوات ما قبل هذه الثورة التي تجمعت معاول كراهية مصر علي تدميرها وافراغها من مضمونها.
لقد جاء الوقت الذي نحاول فيه انتزاع الفرحة المنشودة من خلال البيانات التي تستهدف استجداء بعض التفاؤل والايحاء بأن صناعة الأمل مازالت تنبض بالحياة.
عشت هذه الحقيقة المرة وأنا أطالع بيان مجلس الوزراء والذي أشار إلي تقرير أرسلته وزارة السياحة حول ما حققته المسيرة السياحية علي مدي الشهور الماضية. رغم ما جاء في هذا التقرير من مؤشرات حول زيادات في عدد السياح والليالي السياحية الا انه لم يشير إلي العائد المتدني والذي يجعلنا نقول انه لا يساوي ما تم انفاقه لجلبه..
قبل ان اتناول ما حواه التقرير من ارقام تحاول اعطاء احساس بأن حركة السياحة مازالت حية نتيجة الجهود التي تبذل.. كان لابد من الاعتراف بان مصر اصبحت تباع لمن يغامر بالقدوم إليها من السياح باسعار متدنية للغاية ومشينة لاسمها ومكانتها.. في نفس الوقت كان هذا التقرير وما قبله من تقارير لم يشر من قريب أو بعيد إلي محنة البطالة التي تعاني منها العمالة السياحية التي فقدت وظائفها أو اضطرت إلي القبول بما يقارب ثلث الدخل الذي كانت تحصل عليه.
ورغم ما قيل واذيع عن مساعدة اصحاب الاستثمارات السياحية علي مواجهة مشاكل قروض التمويل بتأجيل دفع أقساطها للبنوك.. الا انه عندما ننظر إلي المحصلة نكتشف ان هذه الوعود ما هي إلا كلام في كلام وربنا يكون في عون أصحاب المنشآت السياحية.