مطار الرياض على خطى هيثرو
بقلم : سعد الاحمد … نبارك للوطن توقيع عقد تطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض، الذي سيرفع طاقته الاستيعابية لـ 36 مليون مسافر في السنة في عام 2015. على الرغم من أزمة الرحلات الداخلية، إلا أن مطار الرياض سجل خلال السنوات العشر الأخيرة نموا واعدا بنسبة متوسطة تجاوزت 5 في المائة. تأتي أغلبية تلك الارتفاعات من الرحلات الدولية لـ ”الخطوط السعودية” و”طيران ناس”، كذلك الزيادة في أعداد مسافري الخطوط غير ”السعودية”.
في عام 2005 كان عدد المسافرين الذين تعامل معهم المطار يزيد قليلا على عشرة ملايين مسافر، بينما تعامل المطار مع ما يزيد على 15 مليون مسافر العام الماضي، وهو عدد متواضع مقارنة بما عليه المطارات المجاورة، ولا يتناسب مع حجم سوق السفر الجوي الخاص بالرياض ذات المكانة السياسية والاقتصادية. حيث ألقى الخلل في الرحلات الداخلية تأثيره في جميع المطارات في المملكة، حتى أن مطارات مثل حائل وعرعر والباحة سجلت تراجعا خلال السنوات العشر الماضية بسبب عدم مواكبة الطلب البالغ أربعة أضعاف العرض.
إن استمر مطار الرياض في النمو على هذه الوتيرة فإنه سيقترب من 25 مليون مسافر بنهاية العقد الحالي، أي بعد سبع سنوات، وهذا يتطلب حلولا لعوائق بنيوية عالقة أهمها وصول المسافرين بسهولة من أماكنهم إلى المطار. التوسع التدريجي للمطارات الحالية مقارنة ببناء مطارات جديدة في مواقع جديدة قد يكون أفضل جدوى اقتصادية، لكنه يتطلب منهجية الهندسة الشاملة التي يتقنها الإنجليز في تطور مطار هيثرو الذي يعود تاريخه إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية. حيث ينعم مطار هيثرو باتصاله بكل وسائل النقل من طرق سريعة ومواقف منوعة للسيارات والحافلات ومحطة قطار تتكامل مع شبكة المواصلات المتطورة في بريطانيا.
حتى أن الرحلات على وسائل النقل المختلفة من المناطق البريطانية كافة إلى مطار هيثرو موثقة بالساعة والدقيقة ويتم تحديثها دوما، ومتاحة للمسافرين نظرا لأهمية صناعة النقل العامة التي هي أساس الحركة الاقتصادية. واقع النقل الأرضي في مدينة الرياض لا يطمئن أبدا وسيلقي بأزمته الحالية على المطار بهيئته الجديدة ما لم يعتمد مشروع مواز لإنشاء خط مترو بينه وبين محطة مركزية في مدينة الرياض تصمم كنقطة تجمع للمسافرين وتكون حركة المترو ترددية ودون توقف.
المصدر : الاقتصادية السعودية