السماء تدر ذهبا .. 1200 طائرة تعبر أجواء السلطنة يوميا و11% زيادة سنوية
في كل يوم تعبر أجواء السلطنة 1200 طائرة فيما العدد يتزايد بنسبة تتراوح بين 9 و11 بالمائة سنويا وهو ما يعكس موقع السلطنة المتميز الذي يتوسط الشرق والغرب ووجود الانظمة الحديثة التي تستخدم في مراقبة الحركة الملاحية الجوية والمعتمدة من قبل منظمات عالمية واقليمية.
ويعتبر مركز المراقبة الجوية الدولي القلب النابض لإدارة الحركة الملاحية الجوية في أجواء السلطنة ولذلك فإن تطويره وتحديثه كان من أولويات مكونات مشروع تطوير مطاري مسقط وصلالة لمواكبة زيادة الحركة الجوية وفق متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني.
وفيما تتزايد الحركة الجوية فإن الهيئة العامة للطيران المدني تعمل في المقابل على مواكبتها بتوظيف احدث الانظمة واكثرها تطورا وتأهيل المراقبين الجويين وضخ دماء جديدة داعمة للمراقبة الجوية. وادخلت الهيئة مؤخرا اجهزة حديثة لتسبق بها العالم في هذا المجال حيث يتم العمل حاليا على تدريب المراقبين والمهندسين والفنيين استعدادا للحركة الجوية والمتوقع ان تقفز بشكل ملحوظ مع افتتاح مطار مسقط الدولي.
($) تنقل مشهد المراقبة الجوية بعد ان قامت بجولة ميدانية اطلعت من خلالها على الاجهزة الحديثة التي تم تغييرها مواكبة للتطورات في عالم الطيران بل ان السلطنة سبقت ببعض هذه الاجهزة الدول الاخرى في توظيفها لغرض المراقبة. ويعمل في مراقبة حركة الملاحة الجوية بمطار مسقط عدد كبير من المراقبين الذين يقومون بتوجيه الطائرات الى مسارات آمنة في الوقت الذي يتدرب فريق منهم على اجهزة اخرى اكثر تطورا يتم ادخالها في الوقت الحالي كي تكون بديلة للجيل السابق.
السماء تدر ذهبا :
يصف انور بن عبدالله الرئيسي مدير عام الارصاد الجوية والحركة الملاحية التي تشهدها السلطنة بقوله السماء تدر ذهبا.. ففي كل يوم تعبر الاجواء العمانية 1200 طائرة والعدد لا يتوقف عند هذا الحد حيث يتزايد بنسبة تتراوح 9 و11 بالمائة سنويا. ويضيف الرئيسي ان كل طائرة تعبر اجواء السلطنة تدفع رسوما بمتوسط 800 دولار في المرة الواحدة وهذا بفضل موقعنا الى جانب الأنظمة الحديثة التي تستخدم في مراقبة الحركة الملاحية الجوية والخبرة التي يتحلى بها طاقم المراقبة.
لأول مرة في العالم :
ويوضح مدير عام الارصاد والملاحة الجوية ان الاجهزة التي تم ادخالها هي من نوع الجيل التالي ويعتبر مركز المراقبة الجوية من اوائل المراكز التي ستستخدم هذا النوع من الاجهزة بالإضافة الى الشاشات الرادارية ذات قياس 56 بوصة والتي يتم تركيبها لأول مرة عالميا وهي آخر ما توصلت اليه الصناعة المتخصصة في هذا المجال فقد تمت الاختبارات المصنعية للأجهزة ويتم حاليا تنفيذ البنية الأساسية للشبكات الداخلية لمبنى مركز المراقبة الجوية الجديد.
ويضيف ان تركيب احدث انظمة المراقبة الجوية وخصوصا فيما يتعلق بأجهزة المحاكاة والأجهزة الرئيسية بالمركز الرئيسي يأتي ضمن أعمال الحزمتين التاسعة والعاشرة والخاصة بالملاحة والأرصاد الجوية كما يتم حالياً تدريب المراقبين الجويين على الأجهزة الجديدة التي وصلت والتي تحتوي على العديد من النظم التي تساعد في ملاحة آمنة في الأجواء العمانية.
ويشير الرئيسي الى ان المبنى الرئيسي لمجمع إدارة الحركة الجوية وبرج المراقبة قد تم انجاز قرابة 85 بالمائة من الأعمال فيه حتى الآن.
كما تم تركيب اجهزة الهبوط الآلي واجهزة المساعدات الملاحية للمدرج الحالي في المطار واجريت لها الفحوصات الجوية كما تم تركيب الأجهزة الملاحية الأرضية الخاصة بالإرشاد الجوي على المسارات الجوية ويتم استخدامها وهي تعمل بكل كفاءة واقتدار.
ويتضمن المشروع ايضا تركيب العديد من الأجهزة الخاصة بمعلومات الأرصاد الجوية خصوصا تلك التي لها علاقة مباشرة مع الحركة الملاحية كأجهزة قارئات الرياح لتجنب الهبوط أثناء الرياح العرضية على المدرج والتي تؤدي إلى انحراف الطائرات عن مسارها فوق المدرج وأجهزة قياس الرؤية الأفقية في الحالات الجوية المصاحبة للضباب او الغبار والتي تحدد مدى سلامة عملية الهبوط في تلك الظروف كما أن هناك خطة لتركيب أجهزة في الطائرات لرصد الحالة الجوية في طبقات الجو العليا. وتشتمل الأجهزة على نظم الاتصالات الصوتية الأرضية والأرض جوية ونظم الإتصالات الثابتة بين المطارات وأنظمة التسجيل الصوتي وأجهزة المحاكاة، وانظمة البث المستمر لحالة مدرج الهبوط وغيرها.
خطة للتدريب :
ولضمان تشغيل هذه الأنظمة وسير العمليات بطريقة سلسة ومتواصلة كان لا بد من وجود الكادر البشري المدرب يتحمل أعباء مسؤولياته في ادارة وتشغيل هذه الاجهزة بثقه واقتدار، وذلك فقد اعتمدت خطة لتدريب وتشغيل وتأهيل الكوادر البشرية للعمل في هذه المشاريع حيث بلغ عدد الذين تم تعيينهم في مجال المراقبة الجوية بين مراقب جوي ومساعد مراقب ومشرف معلومات طيران 37 مواطنا و38 مهندسا وفنيا ومبرمجا في الملاحة الجوية اضافة الى 16 موظفا في الأرصاد الجوية حتى الآن.
الاجادة في التعامل :
ويوضح مدير عام الارصاد والملاحة الجوية انه تم تنفيذ 76 برنامجا تدريبيا للكوادر الحالية بغية وصولهم لأعلى معدلات الإجادة في التعامل مع الأجهزة الحديثة حيث بلغ عدد المتدربين في المصانع المختلفة خارج السلطنة 330 موظفا ويتم حاليا تنفيذ عدد من البرامج محلياً، بالإضافة إلى تنفيذ 16 مهمة لمراجعة تصاميم ومواصفات الأجهزة بحضور اكثر من 120 مختصا من ذوي الخبرة من العمانيين كما تم إجراء الاختبارات المصنعية لجميع الاجهزة من خلال 44 مهمة وحضور اكثر من 140 متخصصا.
الهبوط الآلي :
ويتم حالياً تنفيذ مشروع إجراءات عمليات الهبوط الآلي لجميع المطارات والتي يجب أن تعتمد وتنشر وفق الإجراءات المعتمدة من المنظمة الدولية للطيران المدني واللوائح والقوانين المحلية المعتمدة. ويؤكد مدير عام الارصاد والملاحة الجوية ان الأجهزة التي تم الانتهاء من تركيبها في المركز الحالي يتم حاليا ربطها بالأجهزة المكملة مثل الاتصالات الصوتية والاتصالات الملاحية الثابتة بين المراكز والخاصة بالرسائل الملاحية واجهزة التسجيل والربط المباشر مع المطارات المجاورة واستكمال متطلبات الربط مع أقاليم الطيران المتصلة بمركز المراقبة الجوية الحالي.
تأهيل المراقبين :
ويقول ان الأجهزة الجديدة سيتم تركيبها في مجمع إدارة الحركة الجوية الجديد موضحا ان الهدف من تركيبها في المركز الحالي هو إحلالها مكان الأجهزة الحالية وبعد ذلك ستصبح أجهزة مساندة في الحالات الطارئة. كما تستخدم في تأهيل المراقبين الجويين من خلال اجهزة المحاكاة واصفا اياها بأنها مرحلة مهمة جدا في اعداد المراقبين الجويين من مراقبي المنطقة او الاقتراب او برج المراقبة الجوية على الأجهزة حيث سيتم الانتقال التدريجي للأجهزة الجديدة. ويضيف ان المشروع الحالي وبمشاركة مهندسي الملاحة في تركيب واختبار هذه الأجهزة بمعية مهندسي الشركة المصنعة للأجهزة ومن ثم تكرار نفس العملية في المركز الجديد يعد فرصة سانحة لكسب الخبرة اللازمة في إدارة هذه الأجهزة مستقبلاً.
اما الهدف الآخر فهو احترازي في حالة حدوث أي تأخير في المشروع الرئيسي لظروف خارجة عن الإرادة حيث ستكون إدارة الحركة الجوية في مأمن قياساً مع السرعة المضطرة لنمو الحركة الجوية في الأجواء العمانية خصوصاً إذا ما عرفنا أن أكثر الشركات نمواً في اساطيلها الجوية تقع في هذه المنطقة ومن ضمنها الناقل الوطني للسلطنة "الطيران العماني". ويقول ايضا انه من خلال هذا المشروع تم تحقيق الأهداف الفنية الاستراتيجية والفوائد المالية من خلال استخدام نفس الأجهزة الحديثة التي سيتم تركيبها في مشروع المطار الجاري تنفيذه.
فتح الاجواء :
سليمان بن عبدالله الزدجالي مراقب جوي يقول يوجد في الوقت الحالي 155 مراقبا جويا لتشغيل 5 قطاعات يتولون المراقبة الجوية، كما سيتم اضافة قطاعين للأجواء والاقتراب الراداري. ويضيف ان النظام الذي سيستخدم في ادارة الحركة الجوية هو من الجيل الجديد بمواصفات وتقنيات حديثة تم اعتمادها من قبل المنظمة العالمية للطيران المدني والمنظمات الاقليمية الاوروبية، وهو من انتاج وتطوير شركة اندرا الاسبانية ومن خلاله يتم التحكم بالحركة الجوية في اجواء السلطنة وسيتم تركيبه في مجمع الملاحة الجوية الجديد وبرج المراقبة حيث من المؤمل ان يتم تركيب النظام بشكله النهائي قبل نهاية العام الحالي. ويشير الى انه سيتم فتح المجال لشركات الطيران الاقتصادي وشركات النقل بالطائرات العمودية، وقد تم طرح مناقصة لدراسة سياسة فتح الاجواء.
مواكبة التطورات :
وفيما يتعلق بتوظيف وتأهيل الكوادر الكافية لإدارة الحركة الجوية يقول سليمان الزدجالي مراقب جوي ان هيئة الطيران المدني تكثف جهودها حاليا لتدريب وتأهيل الكوادر خصوصا المراقبين الجويين بهدف مواكبة التطورات والنقلة المرتقبة فيما يتعلق بالملاحة الجوية مع افتتاح المطار الجديد، وقد تم وضع خطة من بداية مشروع المطار الجديد لاستقطاب وتوظيف وتأهيل الكوادر بالمراقبة.
ويصف الزدجالي المراقب الجوي بأنه لا بد ان يكون سريع البديهة باعتباره المسؤول عن الحركة الجوية بما فيها الفصل الأفقي والرأسي بين الطائرات لتفادي حالات الاصطدام من خلال الاستعانة بأنظمة الاتصالات والملاحة والاستطلاع كمثال اجهزة الاتصالات الجوية المنتشرة في عدد من محافظات السلطنة وانظمة الاستطلاع الراداري.
أجهزة في مواقع كثيرة :
يستلم زمام الحديث صالح بن عبدالله الحارثي مدير خدمات الملاحة الجوية موضحا انه تم توزيع اجهزة الاتصالات الجوية وانظمة الاستطلاع في العديد من المواقع بمحافظات السلطنة ففيما يتعلق بالاتصالات هناك اجهزة في كل من مسقط ومرتفعات روي وصور وسيق وجبل شمس وهيما وثمريت والدقم وصحار وقيرون حيريتي.
ويقول ان هذه الاجهزة تتم صيانتها بشكل دوري من قبل طاقم متكامل من المهندسين والفنيين المدربين. ويتحدث الحارثي عن ان الكوارث الجوية التي تحدث على مستوى العالم تخضع للدراسة من قبل المنظمة العالمية للطيران المدني والتي بدورها تضع اجراءات جديدة اكثر احترازية وعليها يتم تحسين نظم الملاحة واعادة التدريب في بعض الامور المتعلقة بحركة الملاحة الجوية. مشيرا في هذا الصدد الى حادث الطائرة الذي وقع في الاجواء السويسرية فقد تم الخروج منه بعدة دروس وتوصيات استفادت منها كافة انظمة الملاحة الجوية، مؤكدا ان حوادث الطائرات ليست نتيجة سبب واحد وانما نتيجة اخفاقات وعيوب في نظم الملاحة وعلى هذا الاساس فان السلطنة حرصت على انتقاء افضل الانظمة لاستخدامها.
المصدر : عمان