Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

العراق: خطيب جمعة بغداد يشبه العراق بالسفينة التي يريد البعض خرقها والبعض الاخر انقاذها

العراق: خطيب جمعة بغداد يشبه العراق بالسفينة التي يريد البعض خرقها والبعض الاخر انقاذها

 

 

 

 

 

كتب – فراس الكرباسى


بغداد – وصف خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، العراق اليوم بمثل السفينة التي تجلت فيها صنفان احدهما يريد خرقها لأنه يفكر بحقه فقط فسيخسره ويخسر الجميع حقوقهم واخرين يفكرون بإنقاذ العراق كالجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر، مستغربا من الأصوات التي تتباكى على الفلوجة وأهلها بعد أن زحف رجال العراق لتحريرها داعيا اياهم لان يراجعوا أنفسهم وأن ينضموا إلى الصف الوطني، مطالبا بعض السياسيين بان يتأسوا بصنوف المقاتلين ووحدتهم من أجل شعبهم وأرضهم، معتبرا لقد آن الأوان للجميع أن يتحلوا بالهمة العالية والشعور بالمسؤولية بجدية أكثر.

 

 


وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، اننا "في حديث روي عن رسول الله محمد أنه قال وإنما مثلكم كمثل قوم ركبوا سفينة فاحتل بعضهم أعاليها واحتل بعضهم أسافلها فلو أراد بعض من احتل أسافلها أن يخرقها وقال هذا مكاني وأنا أحق به فإن صدقوه وتركوه وقالوا مكانه وهو أحق به فخرقها غرق وغرقوا وإن ضربوا على يده ومنعوه نجا ونجوا، فيدعو هذا الحديث إلى الشعور بالمسؤولية الجماعية أو كما يسميه المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، الشعور بالتكليف الاجتماعي ومقتضاه عدم الاتكال على الغير في أداء هذه المسؤولية ".

 

 


واضاف الساعدي "لقد شبه هذا الحديث المجتمع ومسيرته بالسفينة في بحر لا يمكن لأي أحد من هؤلاء الشركاء أن يتهاون في حقه أو أن يخرقه لأنه ملكه فإن هذا الخرق أو التهاون سيغرق الجميع وعلى الآخرين أن يمنعوه من هذا التصرف اللامسؤول من أجل حفظه ونجاته وحفظ الآخرين ونجاتهم وما أشبه العراق اليوم بمثل هذه السفينة التي تجلت فيها صورتان، فالأولى وهي الصورة المضيئة التي تتجلى فيها روح التعاون والتآخي والشعور بالمسؤولية، صورة الشركاء المتعاونون في حفظ سفينتهم وقد مثلت هذه الصورة أبناء قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر الذين تكاتفوا من أجل تحرير مناطق الأنبار وخوض معارك الفلوجة، صورة ضربت أروع المثل في وضوح الهدف وثبات الخطوات ونبارك لهم توحيد جهودهم ورفع التمايز فيما بينهم وكانوا مثلا مشرقا للعراقيين، صورة أفرحت قلوب المؤمنين وأقرحت قلوب أعدائه ".

 

 

 

 

 

 

 

 

 


وتابع الساعدي "أننا نبارك لهم انتصاراتهم المشهودة والتي راهن كثير من أعدائهم على أن هذه المدينة ستكون عصية على العراقيين وما ذلك إلا بفضل توحيد تلك الجهود والعمل جنبا إلى جنب والتي كانت سببا في استنزال بركات السماء وان هذه الصورة المشرقة هي التي دفعت بالمرجعية الرشيدة لسماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي لمتابعة أبناء العراق في حربهم هذه من خلال اتصاله هاتفيا ببعض قادة عمليات تحرير الفلوجة وبارك لهم الانتصارات وأثنى على الحكمة والشجاعة وضبط النفس التي تحلت بها كل الصنوف المشاركة، ونبذ تلك الأصوات النشاز التي تريد تضليل الرأي العام وقلب الحقائق والتي تغذي روح الانتقام والطائفية ".

 

 


واشار الساعدي "إننا نستغرب هذه الأصوات التي تتباكى اليوم على الفلوجة وأهلها بعد أن زحف رجال العراق لتحريرها ووسمت هذه القوات بالوحشية او بالطائفية وأنها تحاصر الفلوجة وجوعت أهلها بدافع الانتقام، ومما يزيد في الأمر استغرابا تناغم بعض منظمات حقوق الإنسان العالمية وحضورها ساحة المعركة ومتابعة القوات العسكرية بتعاملها مع أسرى داعش ".

 

 


وتساءل الساعدي "أين كانت هذه الأصوات والمنظمات يوم كانت هذه المدينة محتلة من داعش لأكثر من سنتين؟ فهل كانوا رحماء بأهلها؟ لذا ندعو مثل هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وأن ينضموا إلى الصف الوطني من أجل خلاص العراق من بطش داعش ووحشيته واستعباده السكان العزل". وبين الساعدي الصورة الثانية لهذه السفينة وهي "صورة سوداوية لسفينة اشترك فيها شركاء متباغضون ومتقاطعون، فهؤلاء الشركاء بعض منهم لا يفكر بمصلحة الجميع بل يفكر في نفسه وحقه ولا يعلم ان مثل هذا التفكير سيجر الجميع إلى خطر كبير، فإن من يفكر بحقه سيخسره ويخسر الجميع حقوقهم ".

 

 


وكشف الساعدي ان "حالة التراخي والبرود في العملية السياسية التي حدثت بعد دخول المتظاهرين إلى قبة البرلمان كانت عند البعض مدعاة إلى تعليق الجلسات والدعوة إلى المقاطعة من أجل إفشال العملية السياسية أو لتحقيق مكاسب سياسية أو شخصية".

 

 


واردف الساعدي إن "ما حصل وإن كان وقعه كبيرا لكن لا يعني توقف العملية السياسية وتتوقف استصدار التشريعات التي تتوقف عليها مصلحة البلد، فلابد من رأب الصدع وإطفاء نار الفتنة وعودة الحياة إلى طبيعتها".

 

 


ودعا الساعدي الجميع إلى "التحلي بالحكمة والموعظة الحسنة فإن معارك الفلوجة معركة مصيرية ويصعب على القوات الأمنية أن تقاتل وعينها على مستقبل العراق وأوضاعه الداخلية".

 

 


وطالب الساعدي ان "يتأسى بعض السياسيين بصنوف المقاتلين ووحدتهم من أجل شعبهم وأرضهم، فقد آن الأوان للجميع أن يتحلوا بالهمة العالية والشعور بالمسؤولية بجدية أكثر من ذي قبل فالأوضاع لا تحتمل ومازال الناس ناقمون من حالة الركود وضبابية المستقبل".

 

 


وختم الساعدي خطبته بالقول "أننا نعول على الشرفاء والمخلصين بلعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين السياسيين، كما نأمل من السياسيين أن يعقدوا جلستهم في هذا الأسبوع وإنهاء المقاطعات فيما بينهم".

 

 

 

 

 

 

 


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله