Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

أمنيات سياحية

أمنيات سياحية

بقلم : هند المفتاح … أعلنت الهيئة العامة للسياحة مؤخراً عن قرب إطلاق استراتيجيتها السياحية، والمتوقع أن تنطوي على جدول زمني لتنفيذ مشاريعها حتى عام 2022 بإذن الله.. والجميل في الأمر أن إدارة وقيادة هيئة السياحة قد دعت العديد من المتخصصين وغير المتخصصين من داخل وخارج قطر للاستماع لآرائهم، والأخذ بمقترحاتهم وتجاربهم لدمجها في استراتيجيتهم الجديدة، وبما يتوافق مع تطوير السياحة في قطر.. وأضع هنا بين يدي الهيئة بعض الأمنيات السياحية لعل وعسى تنفعهم، وأنفع بها السياحة في وطني.

-التركيز على السائح الداخلي: المواطن والمقيم فمن من الملاحظ أن السياحة الحالية في قطر هي إما سياحة مؤتمرات أو رياضة، بمعنى أنها موجهة للسائح الخارجي غالباً! فأغلب الأنشطة السياحية لا تحدث إلا تزامناً مع المؤتمرات بغض النظر عن أنواعها والفعاليات الرياضية! ومن الجيد أن يكون مونديال 2022 دافعاً لجميع القطاعات في قطر للنهوض ببنيتها التحتية وتنوع مجالاتها بما فيها القطاع السياحي، ولكن نتمنى أن لا يكون هذا المونديال الدافع الرئيسي للقطاع السياحي لجذب وإرضاء السائح الخارجي في حين السائح الداخلي يهجر السياحة في قطر لعدم وجودها أصلاً، ويصرف الملايين في رحلاته السياحية السنوية خارج قطر.. فـ «قطرنا» أولى بأموال أبنائها ومُقيميها الذين يشكلون %86!

-أنعم الله على قطر ببيئة صحراوية وبحرية جميلة جداً تُعتبر من عناصر الجذب السياحي الذي يسعى له سيّاح العالم أينما كانوا، حسبما رأيته شخصياً حتى في أميركا والدول الأوروبية والتي يتعطش فيها السائح ويستمتع جداً بهذه الأماكن.. رغم حرارة الجو وأشعة الشمس الحارقة! ففي «يورو بارك» و»ديزني لاند» يمضي السواح وقتهم باستمتاع غريب دون تذمر من حرٍ أو شمس.. وكذلك الحال في حدائق فينسيا وميونيخ وماربيا وبحيرات جنيف وحتى سور الصين العظيم! ومع ذلك يمكننا بالقليل من تطويع التكنولوجيا تصميم المشاريع السياحية المماثلة بشكل يتوافق مع طبيعة الجو الحار في قطر..

-من الملاحظ أن كل دولة تركز في «سياحتها» على ترويج وتسويق «ثقافتها وحضارتها».. شخصياً لم أزر بلداً إلا واستمتعت بثقافة أفرادها وحضارة مجتمعها.. فكل دولة تروج لتراثها المحلي الموروث وحضارة شعبها حتى في أفخم فنادقها ذات السبع نجوم! ولم يكن هذا في شكل مطبوعات أو فعاليات بل أماكن سياحية تثقيفية وتوعوية.. وقطر تملك ثقافة وتراثاً جاذباً للسائح المواطن قبل الأجنبي.. تراث نتمنى أن لا يتم محوه مع «عولمة» التعرية الثقافية والاجتماعية والإعلامية والتكنولوجية!

-تنعم قطر بالعديد من الأماكن الأثرية الجميلة جداً والتي للأسف يجهلها الكثير من أبناء قطر وبالذات الجيل الحالي من الشباب والناشئة والأطفال. فكم نتمنى أن يتم التركيز عليها بإعادة إحيائها سواء في تنظيم بعض الفعاليات السياحية فيها أو إعادة ترميمها لتتحول إلى أماكن سياحية جاذبة لنا.. ولهم.. وبالذات الأماكن التراثية خارج منطقة الدوحة كقلعتي الزبارة والوجبة وبرج برزان.. علاوة على بعض المنازل التي ما زالت آثارها قائمة في بعض المناطق الخارجية، فما المانع من القليل من البناء والتطوير حولها لتحويلها لقرى تراثية كاملة الخدمات والمرافق في كل مناطق الدول: الخور والشمال والوكرة ودخان! وتحضرني هنا الذاكرة أثناء زياراتي لعدد من الدول الأوروبية حيث تم تحويل منازل بعض الحكام والشخصيات المؤثرة في تاريخ تلك الدول لأماكن تراثية، ويحكى فيها تاريخ الدولة.. كما تم فيها تحويل بعض الأماكن والتي لا تذكر من أهميتها كمعركة/حرب أهلية ما أو حدث ما لسقوط طائرة ما أو مظاهرة ما أو حدث ما لمزار سياحي وحوله الكثير من الخدمات المرافقة يرتاده السواح.. وقطر غنية بتاريخ أبنائها وأحداثها!

-التركيز على السياحة حسب الشرائح المستهدفة، فسياحة الطفل تختلف عن سياحة الشباب والتي تختلف بدورها عن سياحة العائلات وسياحة كبار السن.. فالطفل في قطر يفتقد للأماكن السياحية باستثناء أماكن الألعاب المغلقة في المجمعات التجارية، أما الشباب فالحديث عن السياحة المخصصة لهم قد يحتاج إلى مقال آخر.. والحال ذاته ينطبق على السياحة العائلية التي تجمع كل أفراد الأسرة باختلاف شرائحهم العمرية. مما لا شك فيه أن هناك بعض الأماكن التي يمكن تصنيفها ضمن السياحية كسوق واقف وحديقتي أسباير والمتحف الإسلامي وكتارا وغيرها.. ولكنها تعتبر أماكن من باب الترويح عن النفس لا السياحية الترفيهية في نطاقها الأعم والأشمل!

مما لا شك فيه أن السياحة ليست شأن الهيئة العامة للسياحة والتي بدا واضحاً مع قيادتها الجديدة وضوح رؤيتها وجهودها في النهوض بها، بل هي شأن العديد من الشركاء ذوي العلاقة لعل أهمهم شركاء البنية التحتية وتحديداً: «أشغال» بتوفير بنية تحتية تستوعب هذه المشاريع الاستراتيجية المستدامة، وشركة الريل من خلال مشروع المترو ومطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية.. والعديد من الوزارات والمؤسسات الأخرى.. بل لا أبالغ إن جادلت أن السياحة هي شأن كل مواطن..

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله