خبراء : أبوظبي وجهة عالمية في سياحة المؤتمرات
ابوظبى " المسلة " … تحولت أبوظبي إلى وجهة عالمية لسياحة الأعمال والمؤتمرات والحوافز، في ظل توافر البنية التحتية والمرافق اللازمة لاستضافة الفعاليات، وجهود الترويج الخارجية التي تسهم في استقطاب أكبر المعارض، بحسب خبراء. وقال هؤلاء لـ “الاتحاد” إن الأثر الاقتصادي لهذه الصناعة كبير بالنسبة للاقتصاد الوطني، حيث إنها لا تسهم فقط في زيادة عدد نزلاء الفنادق وعوائد التجزئة، بل أنها تروج لأبوظبي على أنها بيئة للأعمال في الخارج، ما يجذب مزيداً من الاستثمارات والمشاريع.
وأكد مبارك النعيمي، مدير إدارة الترويج والمكاتب الخارجية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أهمية صناعة المعارض والمؤتمرات والحوافز بالنسبة لأبوظبي، سواء لجهة العوائد، أو لجهة الترويج لبيئة الأعمال. وأضاف “إنفاق سائح الأعمال يفوق سبعة أضعاف سائح الترفيه”. ويبلغ معدل إنفاق زوار “الأعمال” 10 آلاف درهم (2723 دولاراً) في كل فعالية، في حين أن متوسط إنفاق الزائر من داخل الدولة هو 640 درهماً (147 دولاراً)، بحسب الهيئة.
وأشار النعيمي إلى أن افتتاح الهيئة مكتب أبوظبي للمؤتمرات، جاء ليعزز من هذه الصناعة، حيث يدعم افتتاح مكتب متخصص، عملية التنافس لاستقطاب مؤتمرات ومعارض عالمية كبرى، ما يسهم في زيادة الأثر الاقتصادي لهذا النوع من السياحة في أبوظبي. وجاء إطلاق المكتب، الذي يعد وجهة موحدة للتنافس على استقطاب فعاليات عالمية كبرى، بعد دراسات أجرتها الهيئة بالتعاون مع شركة أبوظبي الوطنية للمعارض، والتي أكدت أن الأثر الاقتصادي لفعاليات الأعمال في أبوظبي سينمو بمعدل يقارب 7% سنوياً حتى 2020، وذلك بناء على أداء السنوات السابقة.
لكن تأسيس مكتب أبوظبي للمؤتمرات، سيؤدي إلى ارتفاع معدلات نمو الأثر الاقتصادي لفعاليات الأعمال إلى 10% على مدى السنوات العشر المقبلة. من جهته، قال سايد طيون ، مدير إدارة المبيعات والتسويق الإقليمي لمجموعة فنادق “إنتركونتيننيتال” بأبوظبي، والتي تضم فنادق “كراون بلازا” و” هوليدي إن” و”ستيبريدج” للأجنحة الفندقية، إن سياحة الأعمال والمؤتمرات والحوافز أصبحت في غاية الأهمية بالنسبة لأبوظبي مع زيادة عدد الفنادق التي جعلت من الأسعار أكثر تنافسية.
وقال “هناك جهود ودعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض في الترويج لأبوظبي واستقطاب الفعاليات العالمية، كما أن هناك مرافق ترفيهية أكثر تنوعاً الآن، تدعم هذه الصناعة، كعالم فيراري أبوظبي وياس ووتروورلد وملاعب الجولف”. وأكد طيون أن جميع تلك المقومات جعلت من أبوظبي وجهة جاذبة لسياحة الأعمال، وصنعت للإمارة مستقبلاً مشرقاً، بالتزامن مع افتتاح مشاريع سياحية استراتيجية خلال السنوات المقبلة، تكمل هذه الصناعة في المجال الثقافي، كمتاحف جزيرة السعديات.
وأضاف “الفنادق تمتلك المقومات اللازمة لاستضافة سياح الحوافز وهم من موظفي الشركات العالمية من خلال مرافق الاجتماعات الواسعة والمتطورة”. واتفق طيون مع النعيمي، مؤكداً أن حجم إنفاق سائح الأعمال أكبر من سائح الترفيه، حيث إن الشركات التي يمثلونها مسؤولون عن نفقات الإقامة والسفر، ما يجعل حجم الإنفاق أكبر من الإنفاق الشخصي للسائح العادي.
من جهته، قال علاء العلي مدير عام “نيرفانا” للسفر والسياحة، إن معدل الدخل المتأتي من سياحة الأعمال والمؤتمرات والحوافز يعد كبيراً، حيث إن سياح الأعمال والمشاركين في المؤتمرات يحجزون على الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال على الطائرات، إضافة إلى اختيارهم للفنادق الفاخرة من فئة الخمس نجوم. وأضاف “سياح الأعمال يستأجرون السيارات ويرتادون المطاعم الفاخرة، ما يعود بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني”.
وأكد العلي أن مشاركة أفواج كبيرة من المشاركين في المعارض والمؤتمرات يسهم في الترويج لإمارة أبوظبي عالمياً، ليس فقط على الصعيد السياحي، بل الترويج لها اقتصادياً من خلال جذب المستثمرين.بحسب الاتحاد وأشار إلى أن السياحة مرتبطة بشكل مباشر بالاستثمار، حيث إن تعرّف سياح الأعمال على الإمارة ومقوماتها الاقتصادية من خلال مشاركتهم في المؤتمرات والمعارض، يدفعهم إلى وضعها ضمن خياراتهم الاستثمارية، للتأسيس أو التوسع.
وقال إن 70٪ من حجم إشغال الفنادق من سياح الأعمال والمؤتمرات، في حين تشكل أعمال سياحة المؤتمرات والمعارض من 30 إلى 35% من دخل الشركة. وبحسب إحصاءات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، استقبلت المنشآت الفندقية في أبوظبي نحو 2,39 مليون نزيل خلال عام 2012 بنمو 13%، مقارنة بعام 2011، متجاوزة الأهداف الاستراتيجية الموضوعة لقطاع السياحة بالإمارة وقدرها 2,3 مليون نزيل.