مواطنون يدعون لتسليط الضوء على المواقع السياحية خارج الدوحة ومنحها الأولوية عبر الاستراتيجية الجديدة للهيئة
الدوحة " المسلة " … ووفقا للسياسة الجديدة التي تتبعها الهيئة منذ تولي المهندي قيادة دفتها، فإن التعرف على الواقع السياحي المحلي بعيدا عن المكاتب هو الحل الأمثل للنهوض بالقطاع السياحي. وتحاول «العرب» التقرب من المواطنين لمعرفة رأيهم وتطلعاتهم المستقبلية للقطاع السياحي خصوصا مع قرب إطلاق الاستراتيجية الخاصة بالقطاع.
التغيير:
وقد أكد عدد من المواطنين على أهمية طرح استراتيجية سياحية تحاكي التطورات المنتظرة في البلاد حتى حلول موعد المونديال، وهي الفعالية الرياضية الدولية التي ينتظر إثراؤها للنشاط السياحي في البلاد التي تمتلك إرثا كبيرا ومواقع ومعالم تلخص الماضي وتحاكي المستقبل. وشدد هؤلاء على أهمية التركيز على الأماكن السياحية البعيدة عن الدوحة، لتنال الجزء الأكبر من الاهتمام، في ظل التوقعات التي تفيد بزيادة كثافتها السكانية مستقبلا.
ونوهوا أيضا على أهمية الاستفادة من الإمكانات السياحية والتراثية الموجودة في هذه الأماكن خاصة وأن التركيز على الدوحة فقط من شأنه أن يظهر مشاكل في عملية الازدحام مع مرور الوقت. وتجسدت أغلب الاقتراحات الخاصة حول ضرورة الاهتمام بالأماكن الموجودة على ساحل البحر مثل الشمال والوكرة لما تتميز به من إمكانات كبيرة يمكن الاستفادة منها سياحيا بالشكل الأمثل، ما يمكن أن يعيد تشكيل التركيبة الديموجرافية لتكون هذه المناطق بمثابة مناطق جاذبة للسياحة وبالتالي للسكان.
إشادة بالفكرة :
يؤكد محمد عبدالله المنصوري والذي كان أطفاله يرافقونه في الحي الثقافي «كتارا» أن قيام الهيئة بدراسة بناء استراتيجية جديدة أمر يستحق الإشادة وقال: «هذا ليس جديدا على المسؤولين بالهيئة خاصة وأن التطوير السياحي في الدوحة على وجه الخصوص يسير بخطى ثابتة».
دليل سياحي متكامل :
وأضاف المنصوري أن هناك بعض الأمور التي يجب أن تركز عليها الهيئة بالنسبة للسائح الوافد إلى الدوحة للمرة الأولى، وهي أشياء بسيطة ولكن مهمة جدا وأساسية والتي تتعلق به دليل إرشادي كامل يقدم له من داخل مطار الدوحة لتعريفه بكل شيء عن قطر والدوحة من أماكن سياحية وفنادق وإشارات مرورية خاصة وأن هذه البداية تشكل الانطباع الأول للسائح عن البلد التي يزورها وقال: «قد يكون هذا الموضوع موجودا ولكن يلاحظ أن التركيز عليه ليس بكبير، حيث يتم الاعتماد على أن أغلب السائحين الوافدين إلى البلد يكون هناك من ينتظرهم داخل المطار، وبالتالي فإن المنتظرين لهم يكونون بمثابة المرشدين السياحيين ولكن نحن نريد أن يكون الإرشاد السياحي من الهيئة في هيئة كتيب يتم توزيعه بصورة منتظمة ومسلسلة ومكثفة على كل الوافدين».
الخدمات حول المناطق الأثرية :
وشدد المنصوري الذي تحدث كثيرا عن هذا الموضوع بضرورة أن يتم التركيز على الأماكن السياحية الموجودة خارج الدوحة، مؤكداً على أنه يعلم كثيرا عن قلعة الزبارة مثلا ولكن إذا أراد أن يذهب بأسرته إلى هناك فلن يجد خدمات موجودة بجوار القلعة، وبالتالي فهو لا يفكر في الذهاب إليها ولكن إذا تم إعادة تخطيط المنطقة المجاورة بهذه القلعة بحيث تتواجد الخدمات المتنوعة فإن هذا سيساعد على ذهاب الكثيرين إليها من مواطنين ومقيمين وسياح أيضا وهو ما ينطبق أيضا على العديد من الأماكن الكثيرة الموجودة في منطقة الشمال والوكرة، وتابع قائلا: «الاهتمام بالخدمات الخاصة بالأطفال والأسر في هذه الأماكن يشجع على الذهاب إليها بشكل منتظم ويساعد أيضا على تخفيف الضغط السكاني على الدوحة خاصة وإذا تم إقامة عدد من المباني السكنية المتميزة في أماكن قريبة منها».
تطوير شامل :
واتفقت الشقيقتان لولوة ونورا الجيدة على أن التركيز من الآن على تطوير السياحة في قطر كلها وليس الدوحة فقط هو موضوع ضروري ولا بد أن يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام. وأشارت لولوة الجيدة إلى أن وجود المترو خلال السنوات القليلة المقبلة سيكون بمثابة بداية لنهضة سياحية مختلفة في قطر وقالت: «لا بد أيضا أن يكون هناك خطوط سكك حديدية تربط الدوحة بالعواصم الخليجية القريبة منها، لأن هذا الأمر سيشجع كثيرا عملية السياحة بين هذه الدول».
المواهب القطرية :
وأضافت لولوة أن الهيئة العامة للسياحة مطالبة أيضا بالاستفادة من المواهب القطرية المتميزة في الجامعات من أجل تطوير العملية السياحية بشكل كبير خاصة أن من بين هؤلاء الطلاب موهوبين ويجب الاهتمام بهم من الآن حتى يكونوا نواة أساسية للسياحة في قطر قبل المونديالِ، وقالت: «الطالب والمواطن القطري هو الأكثر دراية بدولته، وبالتالي فإن عمله كمرشد سياحي أو حتى مساهمته في عملية التطوير من خلال الاقتراحات إلى يقدمها يكون مفيدا للغاية في هذا المجال».
الخدمات الأساسية :
وأعلنت لولوة الجيدة أن الاهتمام أيضا بالخدمات الأساسية في المناطق السياحية والتراثية الموجودة خارج الدوحة لا بد أن يكون على درجة عالية من الاهتمام خاصة وأن القطريين يعلمون جيدا أن هناك الكثير من الأماكن التراثية الموجودة في الشمال والجنوب لا يوجد اهتمام بها، وبالتالي فإن تطويرها بالشكل الأمثل مع وجود خدمات حولها سيساهم كثيرا في عملية النهضة السياحية الجديدة.
كفاءة المهندي :
أما نورا الجيدة فأكدت أن عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة مشهود له بالكفاءة العالية والتخطيط العملي السليم في كل الأماكن السابقة التي تولى فيها المسؤولية، وبالتالي فإن تواجده على رأس الهيئة العامة للسياحة سيكون مفيدا للغاية خاصة أنه شخصية متطورة ويتميز بأنه يحتك بأرض الواقع كثيرا ولا يعتمد على التقارير المكتبية، وهو ما يؤكد أن الاستراتيجية الجديدة التي سيقدمها ستكون على أعلى مستوى وقالت: «تابعت في الصحف خلال الفترة الأخيرة قيام المهندي بزيارة البلديات للتعرف على الواقع السياحي فيها، ومن هنا فإن التركيز على احتياجات النهضة السياحية المقبلة من خلال الزيارات الميدانية ستؤتي بثمار جيدة خلال الفترة المقبلة».
الاهتمام بالشمال والجنوب :
وأوضحت نورا الجيدة أن الهيئة يجب أن تستغل الأماكن التراثية الموجودة خارج الدوحة بشكل نموذجي على اعتبار أنها متنفس سياحي مميز للغاية إذا تمت عملية التطوير لها وتوفير الخدمات اللازمة خاصة في الأماكن المحيطة بها، وهنا أشدد على منطقتي الشمال والجنوب لما بهما من تراث قديم يجب أن يستغل سياحيا بالشكل الأمثل في الاستراتيجية الجديدة.
التركيز على خارج الدوحة :
وقد رافق المواطن راشد حمد العذبة عدد من أصدقائه الإماراتيين الزائرين لغرض السياحة، حيث أكد العذبة أن زيارة الأماكن السياحية في قطر يكون مقتصرا على الدوحة وهو ما يجعل الزحام والكثافة السكانية كبيرة للغاية، مشيراً إلى أن الاهتمام بما هو خارج الدوحة خلال الفترة المقبلة من شأنه أن يحدث نهضة سياحية شاملة قبل مونديال 2022 وقال: «ما تقوم به الهيئة العامة للسياحة خلال هذه الفترة متوقع ومطلوب في الوقت نفسه خاصة وأن الاستعدادات للمونديال من كافة الجوانب لا بد أن يكون مبكرا، وبالتالي يجب على الهيئة أن يكون تركيزها الأكبر على مناطق الشمال والجنوب التي تصلح أن تكون مزارا سياحيا للموجودين في قطر والوافدين لها».
تطوير الأسواق القديمة :
وأشار العذبة إلى أن تطوير الأسواق القديمة ومنها سوق واقف قد يكون جيدا في الاستراتيجية الجديدة وأيضاً الأماكن الكثيرة المطلة على البحر، مؤكداً على ضرورة بناء عدد كبير من الفنادق والشاليهات في هذه الأماكن لتشجيع الرواد بالاستقرار فيها لعدة أيام بدلا من زيارتها والعودة إلى الدوحة في نفس اليوم». كما طالب العذبة بضرورة أن يكون هناك خدمات كثيرة مثل المستشفى في منطقة سيلين التي تعتبر مزارا سياحيا كبيرا للأجانب، حيث إن مثل هذه الخدمات تزيد من تشجيع الذهاب إليها.
تمركز الفنادق في الدوحة :
أما الإماراتي حمد خليفة المزراعي فيؤكد أن عملية تمركز الفنادق في أماكن واحدة وقريبة في الدوحة من شأنه أن يشكل ضغطا كبيرا على العملية السياحية في الدوحة، وبالتالي يجب أن يكون التخطيط المقبل للسياحية في قطر معتمدا على توفير مثل هذه الفنادق في الأماكن البعيدة عن الدوحة والتي يوجد بها ملامح سياحية وقال: «على سبيل المثال عندما ذهبنا إلى الشمال وجدنا أن هناك العديد من الخدمات التي يحتاجها أي سائح ناقصة، ولذلك يجب الاهتمام بهذه الأماكن».
الاهتمام بالأماكن التراثية :
واتفق معه أيضاً سعيد بن سرحان الكعبي الذي أشاد بالتطور السياحي في الدوحة، حيث أكد أنه يأتي إلى قطر من وقت إلى آخر ويشاهد أشياء مختلفة، ولكن هذا لا يكفي خاصة وأن قطر مقبلة على استضافة مونديال 2022 وهو ما يستوجب الاهتمام بالأماكن البعيدة عن الدوحة خاصة وأنني علمت من أصدقائي القطريين أن هناك العديد من الأماكن التراثية الجميلة الموجودة في الشمال والجنوب ولكن لا يوجد اهتمام بها.
الخدمات الأساسية :
أما محمد مبارك المنصوري فركز على الخدمات الأساسية التي تكون مطلوبة بجوار أي مكان سياحي في العالم، وهو ما يؤكد أن الخدمات هي التي تجذب السياحية وقال: «عندنا ذهبنا إلى سيلين لم نجد الخدمات المطلوبة رغم روعة المكان، ولذلك يكون تركيزنا الأساسي على التواجد بشكل كبير في الدوحة لأن كل شيء متاح فيها». وأوضح المنصوري أن تنظيم المهرجانات المختلفة في سيلين والأماكن المشابهة لها يزيد من عملية الزيارات السياحية خاصة في ظل توافد الكثيرين من الخليجيين على الدوحة بشكل يومي.
الصغار.. أمل المستقبل :
وفي ختام الجولة كان من الضروري معرفة رأي المواطنين من صغار السن لنعرف كيف يفكرون في هذا الموضوع، حيث أكد علي جمال الكثيري الذي يبلغ من العمر 14 عاما أن استضافة قطر لمونديال 2022 يستوجب على الجميع الاهتمام بكل ما هو موجود في قطر وليس الدوحة فقط وقال: «الجانب السياحي مهم للغاية، ولكن يجب أن يكون الاهتمام بالأماكن الموجودة خارج الدوحة بنفس الدرجة التي هي موجودة في العاصمة خاصة وأن عملية استقبال المونديال ستزيد من عملية التواجد في قطر قبلها بسنوات وهو ما يجعل عملية التوزيع السكاني في المناطق المجاورة للدوحة إجباريا».
التواصل مع الطلاب :
نفس الأمر أكده الطالب مبارك أحمد الكواري الذي أشار إلى أن دولة قطر قادرة على تحقيق التميز في أي مجال لما تمتلكه من قيادة رشيدة وإمكانات كبيرة، ولذلك فإن الاهتمام بالجانب السياحي مطلوب وضروري خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى ضرورة أن يقوم المسؤولون عن هذا الجانب بالتواصل مع الطلاب الصغار في المدارس خاصة وأنهم سيكونون هم النواة الأساسية للدولة قبل المونديال وقال: «مشاركة الصغار في مثل هذه الأمور مفيدة للغاية خاصة وأن الطالب الصغير يشعر بالرغبة القوية في إحداث أي شيء لبلده إذا تمت مشاركته».
المصدر : العرب