على هامش اليوم العالمي للمتاحف
طرابلس – بقلم د. عصام الطابونى
اطلت علينا ذكرى اليوم العالمي للمتاحف، و متاحف في العالم ولدت، و أخرى تطورت و ازدانت و تحلت، وأخرى نهبت و دمرت التاريخ يحفظ في المتاحف، ميراث الجدود للأحفاد في المتاحف، حقب السلام و أزمنة الحرب تسجل في المتاحف.
في الوقت الذي تمتلئ فيه متاحف حول العالم و تزدان بزوارها، هنالك متاحف أخرى كئيبة، حزينة و خاوية على عروشها
أطل "عيد المتاحف" على متاحف بلا شموع و لا حلويات .. و على متاحف أخرى أطل مزين بالحلويات و الشموع ومن يحملون الشموع و الحلويات، يغنون لتلك المتاحف (سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا متحف)، إنها علاقة الأمس باليوم، و تواصل الأجيال، ووفاء الحضارات.
ان المتاحف، مدارس بلا مناهج و لا تقويم و لا شهادات، مدارس الحياة للحياة، مدارس معليميها رحلوا، و أثارهم بقيت .. لنتعلم. نتوه نتوه عن المعلم و عن التعلم و عن دور العلم تلك، ونتجاهلها تلك المدارس، تلك المتاحف.
وجدت المتاحف كقيمة ثقافية و كقيمة فنية و تربوية بالتاكيد. ناهيك عن قيمتها السياحية المضافة ،ان الداخلون للمتاحف بكل صنوفها، ومنذ أن تطأ أقدامهم أبوابها، يبدأون تجربتهم مع عناصر الماضي، يكتشفون ما يجهلون، يتأملون حياة كانت هناك و انتهت. يستخلصون العبر، فينطلقون الى الحاضر و المستقبل بثقة أكبر. وهذه من درر زيارة المتاحف.
في يوم المتاحف، لازال الأمل يساور أحبابها، عشاقها، زوارها، بأن ترى النور بعد الظلمة، و الضياء بدل العتمة، و الجمال بديل عن اللاجمال.
على هامش اليوم العالمي للمتاحف، هنالك علماء و فنانون و مبدعون يشتاقون لان يرونها في غاية الإبهار، و الإثارة، و الإنصهار مع فئات المجتمع .. المجتمع الحاضر يتعلم من تلك "المدارس المتاحف."