الطبيعة والتقدم محور التفوق السياحي الماليزي
بقلم :جلال دويدار
عند زيارتي لماليزيا كان من الطبيعي أن تثيرني الأرقام العالية في حجم السياحة الوافدة إليها والتي بلغت ٥٢ مليون سائح عام ٢١٠٢ في دولة لا يتجاوز تعداد سكانها وفق آخر احصائية الـ٩٢ مليون نسمة. دفعني هذا إلي تقصي الامكانات والمقومات وراء هذا الانجاز.
لقد تبين لي انه لا يوجد في ماليزيا سوي شهرتها كنمر اقتصادي أسيوي ومظاهر التقدم التي تمثل في شبكة الطرق الحديثة والمباني الشاهقة والبنية الأساسية في الكثير من مدنها وثراء الطبيعة الذي يتجلي في الخضرة غير العادية التي جعلت من كل مناطقها سهولا وجبالا في غابات رائعة الجمال تسر أعين الناظرين. زاد من دهشتي وتعجبي إدراكي بأن كل مظاهر التقدم باستثناء الطبيعة الإلهية لا يتجاوز عمرها الثلاثين عاما فقط.
< < <
أمام هذه الحقائق وجدت نفسي أقارن بين كل هذه المعلومات وبين أحوالنا السياحية. هذا الأمر جعلني أتساءل عن الأسباب التي تعوق إمكانية أن نتساوي مع هذه الدولة ذات الغالبية المسلمة والتي لا يتجاوز تعداد سكانها ثلث عدد سكان مصر.
وإذا أضفنا إلي ذلك ما نملكه من مقومات وامكانات وعوامل جذب متعددة كان ذلك مبررا لتزداد حسرتي علي وطني مصر وما كان يمكن أن يحققه في المجال السياحي الذي يجني الدخل القومي الماليزي من ورائه ما يزيد علي ٠٢ مليار دولار سنويا وفق احصائية عام ٢١٠٢.
ورغم تنوع الناتج القومي الماليزي المحقق من الصناعة والتصدير والبترول فإن مساهمة الدخل السياحي في هذا الناتج تصل إلي ٧٪ مع الأخذ في الاعتبار ما يستوعبه هذا النشاط من عمالة تصل إلي حوالي نصف حجم العمالة الماليزية.
< < <
حققت ماليزيا النجاح السياحي الذي يتفوق علينا رغم ان ما تملكه من عوامل جذب لا يساوي شيئا إلي جانب ما لدي مصر. ان مصر إلي جانب ما تملكه من الطبيعة المتمثلة في شواطئ لا مثيل لها في أي مكان بالعالم ومناخ رائع وصحاري مميزة فإنها تنفرد دونا عن كل دول العالم بأنها متحف للحضارة والتراث الإنساني الذي يعود لآلاف السنين.
إمعان النظر في هذا التعاون يعطي مؤشرا وفقا للمستجدات العالمية أن المتعة والتقدم والبيئة السياحية والأمن والاستقرار من أهم عوامل جذب السياح مضافا إليه عامل الجو الذي يشمل الانتقال البري.
هذا الدافع يتجسد في جنسيات زوار ماليزيا الأساسيين وهم من سنغافورة التي كانت جزءا من دولة ماليزيا قبل استقلال كل منهما ويبلغ عدد سياحها الذين يترددون علي ماليزيا ٥.٣١ مليون سائح لتأتي بعدها أندونيسيا بـ٢ مليون و٠٥١ ألف سائح ثم تايلاند بـ٥.١ مليون سائح ثم بروناي بـمليون و٠٥٢ ألف سائح ثم الصين بـمليون و٠٥٢ ألف سائح وغرب آسيا ٣٩٦ ألف سائح واليابان ٧٨٣ ألف سائح وفيتنام ٢٦٣ ألف سائح وتايوان ٦٨٣ ألف سائح وكوريا الجنوبية ٣٦٢ ألف سائح واستراليا ٨٥٥ ألف سائح، بالاضافة إلي ايران ٠٤١ ألف سائح والولايات المتحدة ٦١٢ ألف سائح وكندا ٦٨ ألف سائح والسعودية ٨٨ ألف سائح وفرنسا ٨٢١ ألف سائح وهولندا ٤٤ ألف سائح وألمانيا ٤٢١ ألف سائح.. وللحديث بقية.