مؤسسة الأقصى لليونسكو: اليهود يسعون لضم الأقصى للتراث اليهودى المزعوم
اليهود يستخدمون مواد كيميائية لسرعة تآكل أساسات الأقصى
اليهود يقومون بنقل الأتربة بكميات كبيرة من أسفل الأقصى
اليهود يسرقون أحجار الآثار الإسلامية لطمس معالمها
اليهود يحزفون قبة الصخرة من خارطة المسجد الأقصى
اليهود يسعون لضم 150 موقع أثرى فلسطينى للتراث اليهودى المزعوم
القاهرة "المسلة" د. عبدالرحيم ريحان …. حذّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من قيام إحدى المنظمات الصهيونية بتقديم طلب لرئيس الحكومة الصهيونية بضم المسجد الأقصى ضمن قائمة التراث اليهودى أسوة بالمسجد الإبراهيمى فى الخليل ومسجد بلال بن رباح فى بيت لحم وجاء في بيان المؤسسة (كنا قد حذرنا منذ اللحظة الأولى من تبعات ومخاطر إعلان المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية عن المسجد الإبراهيمى بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح بمدينة بيت لحم وقلنا منذ اللحظة الأولى أن الاحتلال يتحدث عن المسجد الإبراهيمى ولكن عينه وهدفه الأول هو المسجد الأقصى المبارك ولم يكن ذلك تخمينا بل من خلال قراءة واقعية ورصد ميدانى دقيق لمجريات الأحداث فى المسجد الأقصى والقدس إذ علمت مؤسسة الأقصى أن من ضمن برنامج المؤسسة الإسرائيلية فيما أعلنت عنه من ضم قائمة بـ 150 موقعًا للتراث اليهودى والإعلان عن مخطط لتطويق المسجد الأقصى بالحدائق التوراتية تحت مسمى الحدائق العامة.
التنقيبات الصهيونية لهدم الأقصى
يؤكد د. فرج الله يوسف الباحث المصرى بأحد المراكز البحثية بالسعودية حقيقة ما ذكرته مؤسسة الأقصى من تكثيف دولة الاحتلال الصهيونى لأعمالها التخريبية لهدم الأقصى بأعمال تنقيبات واسعة عام 2010 تحت أسوار البلدة القديمة بالقدس بين بابى العامود والساهرة بوسط الجدار الشمالى للمسجد الأقصى ويسعون من خلال هذه التنقيبات إلى زيادة الأنفاق أسفل البلدة القديمة وربطها مع الأنفاق الموجودة أسفل الأقصى ومحيطه وتهدف الحفريات الجارية بين بابى العامود والساهرة إلى ربط النفق الذى يطلق عليه الصهاينة اسم (مغارة سليمان) وهو الواقع إلى يسار باب العامود بنفق يخطط لحفره بمحاذاة الجدار الشمالى ليصل إلى منطقة محطة الحافلات وسوق الخضار القريب بمحاذاة فندق (الأسوار الذهبية) ويستمر النفق أسفل المسجد الأدهمى ومقبرة الساهرة ويصل إلى شارع صلاح الدين حيث سيفتتح باب آخر لهذا النفق يكون مدخلاً ومخرجًا إضافيًا لنفق (مغارة سليمان) ويصل طول النفق المخطط حفره إلى أكثر من 250 متر.
وشهد شهر مارس 2010م تصاعد وقوع الانهيارات الأرضية في حى سلوان نتيجة الحفريات الصهيونية ففى الأول من الشهر وقع انهيار بعرض متر وطول متران وبعمق يتراوح ما بين مترين وأربعة أمتار وفى الخامس والعشرين من مارس 2010م قام كل من أوري أرئيل وأريه اللداد وميخائيل بن أرى وهم أعضاء الكنيست الصهيونى من حزب الاتحاد الوطنى (المفدال) بجولة استفزازية حول أبواب المسجد الأقصى وبدأت جولتهم من باب المغاربة وتوجهوا إلى أبواب: السلسلة والقطانين والحديد والمجلس ثم عادوا إلى ساحة البراق وصرحوا بعد نهاية جولتهم بأن هدف جولتهم هو إثبات يهودية القدس ولا حق لأى شخص أو حكومة بالتفريط بالمدينة وانتزاعها من أيدي اليهود.
الحدائق التوراتية المزعومة
يضيف د. فرج الله أن الصهاينة بدأوا منذ أبريل 2010 فى تطويق المسجد الأقصى المبارك بما يسمى (الحدائق التوراتية) وتمتد هذه الحدائق من شرق المسجد الأقصى في منحدرات وادى الجوز ووادي قدرون على امتداد مفرق الصوانة ووادى سلوان ويقوم الصهاينة بتنقيبات فى بركة السلطان الواقعة غرب المسجد الأقصى وهى بركة بنيت منذ العهد المملوكى على يد السلطان برقوق وتجدد بناؤها وتعميرها بشكل كبير فى عهد السلطان العثمانى سليمان القانونى ضمن مشروع بناء سور القدس الكبير فى عهده.
وتعتبر بركة السلطان أحد مصادر المياه القديمة ضمن اهتمامات الدولة الإسلامية فى العهود المتعاقبة بإمداد المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس بالمياه بهذه المنطقة وتنفذ المؤسسة الإسرائيلية حفريات فى مناطق عديدة ضمن أعمال تمهيدية لمد خط مياه جديد بالمنطقة ويدعى القائمون على الحفريات أنه خلال عمليات الحفر تم العثور على آثار من عهد الهيكل الثانى المزعوم وأنه سيجرى الاستمرار فى عمليات الحفر ومن ثم تطوير المنطقة ضمن مشروع الحدائق العامة المحيطة بالبلدة القديمة بالقدس وهى محاولات إسرائيلية لتهويد وتزييف التاريخ في الماضى والحاضر فى موقع تاريخى إسلامى.
ولقد شهد شهر يونيو 2010 توسيع دائرة التنقيبات الصهيونية بمنطقة القصور الأموية الواقعة خلف الجدار الجنوبى للمسجد الأقصى المبارك بالإضافة إلى إجراء عمليات بناء وتغيير للمعالم الأثرية التاريخية الإسلامية ويهدف الصهاينة إلى تحويل جنوب المسجد الأقصى إلى مسار توراتى تقام فيه مجموعة من الحدائق التوراتية تطمس أسفلها كل المعالم الأثرية الإسلامية ويطلق الصهاينة على هذا المسار اسم (مسار المطاهر) والمطاهر لفظ ومسمى لموقع دينى يهودى كما يزعموا يتم فيه التطهر قبل دخول الهيكل المزعوم وفي الشهر نفسه بدأ الصهاينة تنفيذ خطوات تهويد باب الخليل أحد أبواب البلدة القديمة من الجهة الغربية وقد شجع على هذا إقرار محكمة إسرائيلية إقامة جسر كبير يربط بين ساحة البراق وبين باب المغاربة يتيح لقوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى وكذلك يمهد الطريق أمام الأعداد الكبيرة من المستوطنين الصهاينة لاقتحامه ويقيم الصهاينة مركزًا للزوار بمساحة600 متر مربع أسفل ساحة البراق.
وقد خصص وزير السياحة الصهيونى مبلغ خمسة ملايين شيكل لمشروع إنشاء مواقع سياحية إسرائيلية فى البلدة القديمة وبلدة سلوان (مدينة داود كما يزعموا) وحى الشيخ جراح (مغارة الصديق شمعون كما يزعموا) يمثل نقلة نوعية جديدة فى مخططات التهويد الإسرائيلية لمدينة القدس وتغيير طابعها العربى والإسلامى.
وفى أكتوبر 2010 حصلت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث على صور فوتوغرافية لنفق جديد يبدأ من باب المطهرة بالجدار الغربى للمسجد الأقصى وصولاً إلى وقف حمام العين بشارع باب الواد وكنيس(أوهيل يستحاق – خيمة إسحاق) الذى شيد على أرض الوقف كما يقوم الصهاينة خلال هذه التنقيبات بتدمير الآثار الإسلامية تعود للعهود: الأموية والأيوبية والمملوكية ونتيجة للتنقيبات الصهيونية أسفل الأقصى أن سقطت شجرة معمّرة وكبيرة فى الثامن من نوفمبر 2010م داخل المسجد وتقع الشجرة بالقرب من مصطبة أبو بكر الصديق (مصطبة الصنوبر) وتقع المصطبة على بعد أمتار من باب المغاربة.
كما قررت الحكومة الصهيونية فى جلستها فى 21 نوفمبر 2010 تخصيص نحو 30 مليون دولار أمريكى للتنقيبات فى الأنفاق الواقعة غرب المسجد الأقصى وتنفيذ أعمال التهويد فى حائط البراق وأوكلت الحكومة تنفيذ هذه الأعمال للمنظمة الصهيونية المعروفة باسم (صندوق تراث المبكى) التابعة لمكتب رئيس الحكومة.
واختتم الصهاينة سنة 2010 بالاستمرار فى تهويد القدس وتركيز أعمال التهويد خلال الشهر الأخير من السنة على أسوار البلدة القديمة فيما بين أبواب: حطة والساهرة والباب الجديد وتم تركيب حجارة تحمل رموزًا يهودية مثل: مجسم الهيكل المزعوم والنجمة السداسية ولم تقف دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس عاجزة أمام التنقيبات الصهيونية ومحاولات التهويد المتكررة فقد تصدت فى أكتوبر ونوفمبر 2010 لدائرة الآثار الصهيونية من القيام بأعمال ترميم فى سبيل السلطان العثمانى سليمان القانونى بباب الأسباط وأعمال حفر أسفل السور الجنوبى للأقصى.
جسر صهيونى لهدم الأقصى
تخطط الدولة الصهيونية لهدم الجسر الأثرى وهو جسر باب المغاربة وبناء جسر حديث يهدف إلى السماح بتدفق أعداد كبيرة من الصهاينة إلى ساحات المسجد الأقصى وتسهيل دخول القوات الصهيونية في حال الحاجة إليها وطمس المعالم التاريخية الإسلامية التى تعود للفترات: الأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وضمان استمرار التنقيبات أسفل باب المغاربة للوصول إلى مسجد البراق وتحويله إلى كنيس وتوسيع ساحة البراق لتصل إلى آخر الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى وتقويض أساسات المسجد الأقصى من الجهة الغربية وتركه لعوامل الطبيعية ليتهاوى تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وتستمر التنقيبات حالياً من مجمع عين سلوان فى الجنوب وحتى السور الجنوبى للمسجد الأقصى شمالاً وتقع مسئولية التنقيبات فى هذه الجهة على مؤسسة (إلعاد) وتهدف إلى العثور على مدينة داود المزعومة ولما عجز الصهاينة عن العثور على أثر لهذه المدينة المزعومة أقاموا سبعة عشر موقعًا لاختلاق وجود يهودى في القدس.
وفي تعدٍ سافر على قدسية وإسلامية المسجد الأقصى المبارك وفى إشارات خطيرة لما يطمع له الاحتلال الإسرائيلي من إقامة الهيكل المزعوم قام الجيش الصهيونى بتعميم صورة للمسجد الأقصى المبارك وقد أزيلت منه قبة الصخرة مدعية أن هذه الصورة تمثّل "جبل المعبد" خلال فترة الهيكل الثانى حسب زعمهم وأكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن تعميم مثل هذه الصور على ضباط الجيش الصهيونى لها دلالات خطيرة جداً للأسلوب الذي يفكّر به الجيش الصهيوني خاصة "المرجعيات الدينية" وفى الأول من فبراير 2012م قررت المحكمة العليا فى الكيان الصهيونى أن من حق اليهود الصلاة فى جبل الهيكل كما يزعموا (المسجد الأقصى) وذلك بعد أن نظرت في التماس قدمه جرشون سلمون رئيس منظمة أمناء جبل الهيكل.
تدمير أساسات الأقصى
فى فبراير 2012 كشف الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطينى أنّ المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية تُسرِّع عمليات حفر شبكات الأنفاق الممتدة أسفل الأقصى باستخدامها "مواد كيميائية" الهدف من استخدامها تشكيل حالة من التآكل المتسارع جداً للطبقة الصخرية التي تحمى المسجد الأقصى المبارك أو الأعمدة الصخرية التى تقوم عليها أساسات المسجد تمهيداً لهدمه لبناء الهيكل المزعوم محله وقال (إن شبكة الحفريات التى تم حفرها أسفل الأقصى جعلت الفجوة كبيرة تحت المسجد وأى عدوان بشرى أو مواد متفجرة أو حالة طبيعية كهزة أرضية أو زلزال ولو بدرجات صغرى من الممكن أن يشكل خطراً كبيراً ودائماً على المسجد وأضاف إن إسرائيل لم تتوقف عن استهداف المسجد الأقصى منذ احتلاله قبل 45 عاماً حيث بدأت أولى الخطوات بأعمال الحفر على يد موشى ديان ومروراً بحريق المسجد الأقصى عام 1969 ووصولاً إلى استمرار الأنفاق وبناء الحدائق التوراتية وصولاً إلى مشروع أسود الهدف منه هدم الأقصى لبناء الهيكل.
وتركز حملة الحفريات الاحتلالية الكبيرة على ثلاثة محاور أولها حفر شبكة من الأنفاق أسفل وفى محيط المسجد الأقصى والثانى تأسيس حيّز افتراضى تضليلى لمدينة يهودية فى عمق الأرض وعلى سطحها فى المنطقة الملاصقة والمجاورة للمسجد الأقصى والثالث فهو تزامن الحفريات المذكورة مع حملة تدمير ممنهجة للموجودات الأثرية التاريخية الإسلامية والعربية يوازيها حملة تزييف وتهويد للموجودات الأثرية وادعاء باكتشاف غير مسبوق لموجودات أثرية عبرية من فترة الهيكل الأول والثانى المزعومين.
وفى يوليو 2012 حذّرت مؤسسة الأقصى من إمكانية ارتكاب الاحتلال الصهيونى جريمة جديدة فى طريق باب المغاربة بعد أن رصدت تنقيبات سرية تجرى ليلاً أو من خلف سواتر يتم خلالها سرقة أحجار تاريخية من الآثار الإسلامية وطمس أدلة أثرية كما تهدف التنقيبات إلى إحداث انهيارات في طريق باب المغاربة وبذلك يتم هدم ما تبقى من تلة المغاربة وبناء الجسر العسكرى البديل وكانت وزارة الأوقاف الأردنية قد ذكرت في منتصف يونيو 2012 أن الصهاينة يفككون الأحجار من الآثار الأيوبية والمملوكية ويقومون بتفريغ الأتربة تحت محراب المدرسة الأفضلية وهو الجزء الوحيد الباقى من المدرسة التى هدمت عام 1967.
وقبل فجر يوم الاثنين التاسع من يوليو 2012م قامت شاحنات إسرائيلية بنقل كميات ضخمة من الأتربة من أسفل جسر باب المغاربة بساحة البراق وقد كشف شاهد عيان أنه شاهد فى الساعة الثالثة والنصف فجرًا شاحنات تقف فى ساحة البراق ويقوم نحو 30 عامل بالحفر اليدوى فى الجانب الأيمن من باب المغاربة ثم نقلت الأتربة إلى الشاحنات مما كشف عن قوس كبير أسفل الجدار الغربى وأوضح شاهد العيان أن العمال ربما بدءوا بالعمل فى منتصف الليل دون استخدام آليات حفر حيث شاهدهم يقومون بالحفر اليدوى لعدم صدور أى صوت عن الحفريات وقد استمرت عملية الحفر ونقل الأتربة من الساعة المذكورة حتى الساعة السابعة صباحًا بعدها خرج العمال من المكان .
ولم يبق أمام العالم العربى والإسلامى حكومات وشعوب إلا الحفاظ على ما تبقى من ذرة كرامة وغيرة على ثالث الحرمين وأولى القبلتين بالتحرك العاجل واستخدام كل وسائل الضغط المادية والسياسية وهى متوفرة لدى هذه الشعوب لقمع الطغيان الصهيونى وطرد المحتل من الأرض المقدسة أرض فلسطين ومطالبة المنظمات الدولية والعربية والإسلامية يونسكو – إليكسو – إيسيسسكو أن تقوم بمسئوليتها الحقيقية فى الدفاع عن الأقصى بالوقف الفورى لأعمال الهدم المتعمد لأساسات الأقصى وإيفاد لجنة عربية إسلامية للمعاينة على الطبيعة وترميم وإصلاح ما تم هدمه وتقوية اساسات الأقصى وتفويض السلطة الفلسطينية بصلاحيات كاملة فى الإشراف على المسجد الأقصى وتمويلها مادياً وإبعاد اليد الصهيونية عن محيط القدس بالكامل.