عبود يطلق مشروع شراكة طرابلس في شهر التسوق
طرابلس "المسلة" …. رأى وزير السياحة فادي عبود، خلال زيارة قام بها الى غرفة الصناعة التجارة والزراعة في طرابلس مطلقا مشروع شراكة طرابلس في شهر التسوق الممتد على مدى خمسين يوما، "ان الانقسام الحاصل في هذا البلد بين قوى الرابع عشر من اذار والثامن من اذار يجب ان لا يتخطى الخطوط الحمر في ظل ما يجري في محيطنا من ازمات"، لافتا الى "ان مصلحة البلد تقضي بجلوس الجميع على طاولة الحوار". واكد "ان التغيير الحكومي حق ديموقراطي وأمر مطلوب لكن تغييرها لا يغير شيئا طالما ان الوضع في لبنان لا يزال على حاله".
وكان في استقبال في غرفة التجارة مسؤول المال في الغرفة توفيف دبوسي واعضاء مجلس الادارة، وعقد لقاء في قاعة مؤتمرات الغرفة استهل بعرض ثلاثي الابعاد للمصور العالمي الفنان سامر رمضان، كما عرض فيلم قصير تحت عنوان طرابلس رؤية جديدة من اعداد وتعليق الزميل محمد الحسن.
وألقى دبوسي كلمة رحب فيها بالوزير عبود، مؤكدا "ان طرابلس تبقى مدينة مضيافة تحب الحياة"، آملا ان "ينتج التعاون مع الوزير عبود شراكة حقيقية للغرفة في شهر التسوق"، ولفت الى ان "اللقاء المنعقد مع الوزير عبود انما هو لقاء موسع ليكون الجميع مساهمين فيه وبالوجهة التي يريدهاالجميع لصالح مدينة طرابلس والشمال".
بعد ذلك، ألقى الوزير عبود كلمة شكر فيها أعضاء الهيئة الادارية في الغرفة الذين اتاحوا له الفرصة للمجيء الى طرابلس، وقال: "أحب ان اتكلم اليوم عن وضعنا ومسقبلنا واننا سنبقى على هذه الارض موحدين، نحن صراحة تربينا في المجتمع اللبناني البعيد عن الطائفية وعن كل الافكار غير التوحيدية، وانطلاقا من طرابلس نتمنى ان نرى لبنان منفتحا يتقبل الناس فيه بعضهم بكل محبة".
اضاف: "البعض من اللبنانيين يعتبرون ان لبنان انتهى، ولبنان يواجه وضعا اقتصاديا صعبا جدا الى حد ان البعض يفكر انه من المستحيل النهوض بلبنان، واذا سقطت الحكومة كل شيء يحل، ولذلك نقول ان التغيير الحكومي حق ديموقراطي وليس من الممكن ان تبقى الحكومة الى أبد الابدين، وحتما يجب ان تتغير، وبعد الانتخابات والاتفاق على قانون لها، الحكومة تذهب الى البيت. ان حكومة وحدة وطنية حتما افضل من غيرها، ومن الافضل ان نتعاون جميعا والكل يأخذ دوره".
وتابع: "ليس من المفروض ان تكون اي فئة من اللبنانيين فرحة بان الخليجيين يقاطعون لبنان، وليس من المفروض ان يغيب الحوار مع اهل الخليج، بل المفروض ان نفتح حوارا معهم، فهل يعتقد الخليجي ان هناك خطرا على حياته في لبنان، واذا غيرنا الحكومة هل سيزول هذا الخطر؟".
وقال: "ما نريد ان نقوله انه ليس من مصلحة احد ان يكون مع فريق من اللبنانيين دون الاخر، واخواننا الخليجيون لم يتركونا يوما، ان كانت الامارات او قطر او المملكة العربية السعودية وغيرها، كلهم لديهم افضال علينا، ونحن في المقابل لم نكن مقصرين في تنمية كل العالم العربي، ولكن هل يجب ان نستسلم للمقاطعة؟ في الواقع هم منفتحون، ونحن نريد الحوار الدائم معهم وعلينا واجبات ان نطمئنهم ان سلامتهم "على راسنا"، نحن قادمون على موسم تسوق، وقد جعلناه خمسين نهارا وطلبنا من شركة الطيران الوطني التعاون في ما بيننا، و نتمنى ان يتقيد الجميع من اجل انجاح هذا الموضوع ونحن لا يجب ان نستهين بالسائح اللبناني وهو السائح الاول".
واضاف: "نحن اليوم موجودون في عاصمة الشمال طرابلس، علينا ان لا نستسلم امام ما يجري في هذه المدينة وان نجد ارادة الحل والانفتاح والسلام والمحبة لانهم حتما أقوى من الارادات الاخرى، وبالتالي اكثر من تسعين بالمئة من اللبنانيين لا يقبلون الانقسام ويتقبلون الاخر، وعلى ذلك يجب ان نبني عليه، فان الوضع الاقتصادي لا يتغير الا بارادتنا، وعلينا ان نقف جيمعا مع بعضنا. وانا شخصيا أضع كل امكانيات وزارة السياحة من اجل خلق ثورة سياحية هامة في منطقة الشمال".
ثم قدم دبوسي شرحا وافيا لـ وطنية عن الدور الذي يمكن ان توفره الغرفة على المستوى الشمالي العام، مشيرا الى "ان الافكار المتداولة قيمة، وثمة رغبة حقيقية في تعزيز ارادة الحياة في المدينة".
قرية بدر حسون
بعد ذلك، زار عبود قرية بدر حسون البيئية وجال في ارجاء معمل الصابون مطلعا على اعماله، يرافقه الامين العام لاتحاد الغرف اللبنانية توفيق الدبوسي وحشد من الصناعيين ومسؤولي هيئات المجتمع المدني.
والقى حسون كلمة شكر فيها لوزير السياحة "دعمه الدائم للصناعة في لبنان"، وقال: "دعمك لنا سند عظيم وكلامك يعطينا الطاقة للوصول الى الازدهار فحيثما يوجد مصنع ناجح يكون بفضل دعمك ومساندتك للصناعيين والصناعة اللبنانية. ونعدكم ببذل مجهود اكبر كي تصل صناعتنا الى كل انحاء العالم لنثبت لهم بأننا فينيقيون اكثر من الفينيقيين الاوائل".
بدوره، أثنى عبود على "الجهود التي يبذلها الصناعيون في لبنان وبخاصة امثالكم ممن يشكلون عامودا اساسيا في نهضة الصناعة اللبنانية"، واعدا ب"العمل على دعم كل ما من شأنه رفع مستوى الصناعة اللبنانية".
وقال: "مجيئي اليوم الى هذا المصنع السياحي البيئي يصدر رائحة وجمال لبنان الحلوة لكل العالم، يجعلني ازداد فخرا بالصناعة اللبنانية. وانا اتوقع لمصنعكم دورا رياديا على صعيد الصناعة والسياحة تفوح من خلاله رائحة لبنان الحلوة الى كل ارجاء العالم. صناعتكم وعطوركم لها مستقبل في لبنان والخارج وهي من صميم السياحة التي ترفع اسم لبنان في ارجاء المعمورة".
وبعد الجولة، أقام مطعم "الشاطر حسن" حفل غداء على شرف عبود والوفد المرافق شارك فية آمر مفرزة سير طرابلس المقدم مصطفى الايوبي، رئيس التجمع الاقتصادي النقيب عامر ارسلان، رئيس معرض طرابلس حسام قبيطر، رئيسة تجمع سيدات الاعمال ليلى كرامة، الناشطة الاجتماعية انعام الصوفي، الهيئة الاقتصادية والزراعية لآل حسون وعدد من اعضاء المجلس البلدي واعضاء الغرفة ومهتمين.
والقى حازم البقار كلمة طالب فيها وزير السياحة ب"المساهمة في نهوض الحركة السياحة في الشمال وتعزيز دورها الفاعل". وقال: "آمل الا تبقى طرابلس محجوبة عن خارطة الاهتمام السياحي الرسمي الى جانب القطاع الخاص لينعكس ذلك ايجابا على مسيرة السياحة فيها".
من جهته، قال عبود: "نسعى لاقامة خطة نهوض في الشمال في ما يتعلق بالسياحة ونضع كل امكانيات وزارة السياحة المالية والاعلامية والاعلانية تحت تصرفكم، فالشمال منطقة عزيزة في لبنان، وليس من هنا تنطلق شرارة الشر بل من هنا ستنطلق شرارة الخير، لأن تاريخ منطقة الشمال وطرابلس هو تاريخ خير وليس قتال، فطرابلس عزيزة على الجميع ولا ينقصها شيء بل هي مدينة سياحية بامتياز وأضع نفسي بتصرفكم".
أضاف: "ما زلنا نتكلم عن المعرض وحصريته ولم نصل الى أي شيء، لقد قدمت عدة مشاريع فتعالوا لنقوم بخطة عمل ونفكر خصوصا وأن هناك مطارا في الشمال اذا ما تمت اعادة تشغيله سيعطي زخما للسياحة الشمالية والطرابلسية، ويسهم في مردود مالي كبير لأبناء الشمال".
وتابع: "تعالوا لننهض معا السياحة الشمالية واذا احتاج الأمر فلنقم بثورة سياحية بكل ما للكلمة من معنى، فأنا أؤمن بأرز الرب من طرابلس الى اهدن والمنطقة كلها، فهي منطقة عزيزة على كل لبناني ولا ينقصها ما يجعلها منطقة سياحية بامتياز فمع السياحة يأتي الخير، فعندنا أحلى الأسواق والآثار، عندنا مراكز تجارية منذ أقدم العصور هي الأسواق الشعبية، اضافة الى مراكز ودور عبادة وأديرة تتمكن من استقطاب السياح من كافة أرجاء العالم".