تحقيق موسم سياحي أفضل العام المقبل مرهون بجهد القائمين على تسويق الأردن
عمان "ادارة التحرير" … ربط مختصون بالقطاع السياحي توقعاتهم لموسم سياحي أفضل العام المقبل بالجهد الذي سيبذله القائمون على تسويق الأردن سياحيا في الخارج ونقل الصورة الصحيحة لما تتمتع به المملكة من استقرار.
وأبدى هؤلاء تفاؤلهم الحذر بالموسم السياحي المقبل نظرا للظروف السياسية المحيطة، مشيرين إلى ضرورة التركيز على الأسواق العربية التي هي على دراية بالوضع الفعلي للبلاد ويفضلون الأردن على العديد من المقاصد.
وقالوا انه قد تعود ايرادات السياحة للارتفاع كما كانت عليه في العام 2010 عندما بلغ الدخل السياحي 2.4 مليار دينار.
وقال البنك المركزي الأردني إن الدخل السياحي خلال الشهور الأحد عشر الأولى من العام الحالي بلغ 3.2 مليار دولار (2.3 مليار دينار) بارتفاع نسبته 15.3 % مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2011.
وقال الخبير في القطاع السياحي، عقل بلتاجي، إن التوقعات للموسم السياحي العام المقبل تعتمد على مدى عمل وجهد المسؤولين في الترويج للمنتج السياحي المتنوع والذي يلبي رغبات جميع السياح في الخارج.
وأضاف بلتاجي أنه متفائل من الموسم، ولكن يخشى التراجع في حال لم يتم نقل الصورة الصحيحة في الإعلام والمحطات التلفزيونية في الخارج عن الأمن الموجود في الأردن مقارنة بالدول الأخرى.
ويرى أن على القائمين على القطاع أن يركزوا على الأسواق السياحية التي ترى المشهد في المنطقة بشكل صحيح وأن يؤكدوا أن الأردن يختلف عن الدول المجاورة له.
وكان وزير السياحة والآثار نايف الفايز رجح أن يتحسن أداء القطاع السياحي خلال العام 2013 في ظل خطط التسويق السياحي التي تنفذها الوزارة في دول أخرى لجذب السياح الأجانب.
وقال الفايز، في تصريح سابق لـ "الغد"، إن "هنالك مؤشرات تدل على أن إيرادات القطاع ستعود للارتفاع العام المقبل ولكن ليس بوتيرة نمو العام 2010 نفسها الذي كان الأفضل بالنسبة للسياحة في المملكة."
وسجل العام 2010 أعلى دخل سياحي للأردن وصلت فيه عائدات القطاع إلى 3.4 مليار دولار. والى ذلك، أشار بلتاجي الى ضرورة التركيز على الأسواق العربية التي تحب زيارة الأردن وتفضله على المقاصد السياحية الأخرى لتمتعه بالمنتج المتنوع.
وتطرق الى السياحة العلاجية التي يتميز بها الأردن، مشيرا الى أنها من أقل الأنواع تأثرا بالأحداث السياسية.
وأشار الى أن السياحة الدينية سواء الحج المسيحي في المغطس أو تقديس الحج الإسلامي الذي يقوم به السياح القادمون من شرق آسيا من أهم انواع السياحة التي يجب التركيز عليها ايضا.
ويرى بلتاجي أنه يجب أن "لا نرجع ضعف القدرة التسويقية في الأردن الى الموازنة المنخفضة لهيئة تنشيط السياحة كون الإنترنت جعل من العالم قرية صغيرة تستطيع به الوصول لمن تريد".
يشار إلى أنه تم تخفيض موازنة هيئة تنشيط السياحة إلى 9.700 مليون دينار للعام 2012 مقارنة مع 10 ملايين دينار خلال العام 2011.
وكانت الحكومة قدمت دعما إضافيا لترويج السياحة في نهاية العام الماضي بقيمة 3 ملايين دينار وذلك نظرا لتأثر المملكة سلبا من أوضاع المنطقة؛ حيث تراجعت فيها السياحة بشكل عام.
من جانبه، قال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر، سمير الدربي، "إنه كي نتوقع ازدياد ايرادات السياحة العام المقبل لا بد من توحيد الجهود في القطاع لايجاد الظروف الاقتصادية الصحيحة".
وأشار الدربي إلى أن السياحة في الأردن عبارة عن كنز يجب استغلاله بالطريقة الصحيحة وخاصة الوافدة.
وأبدى الدربي تفاؤله من تحسن الوضع السياحي في البلاد العام المقبل، مشيرا الى أن الظروف المحيطة تؤثر الى حد ما بشكل سلبي ولكن اذا تضاعفت الجهود بالترويج السياحي فإن الوضع سيتحسن.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتفق فيه مسؤولون في قطاع السياحة على إيجاد برنامج سياحي وطني يشمل عروضا ذات أسعار منخفضة بهدف استقطاب أكبر عدد من السياح للعام المقبل بهدف الخروج من الأزمة التي يعاني منها القطاع.
وتم دعوة جميع الفعاليات السياحية من فنادق ونقل سياحي ومطاعم ووكلاء سفر وسياحة لكي تقوم بوضع اسعار جديدة مخفضة للترويج لها في الخارج.
والى ذلك أكد الدربي ضرورة نقل الصورة الصحيحة لما يتمتع به الأردن من استقرار وذلك عن طريق الإعلام المسؤول في الخارج كي تعود الايرادات للنمو بشكل متزايد.
ويشكل قطاع السياحة نحو 13 % من الناتج المحلي الإجمالي للأردن وهو إلى جانب تحويلات المغتربين مصدر رئيسي للعملة الصعبة التي تعتمد عليها البلاد في دعم ميزان المدفوعات.
