2012 تختم أيامها بمأساة على مستوى الإشغالات والمداخيل السياحية
تراجع عدد الوافدين في تشرين الثاني 38،7 في المئة والخوف من 2013
بيروت " المسلة " … لم يعد الواقع المأسوي للسياحة في 2012، هو ما يؤرق المعنيين بالقطاع السياحي. فالخوف هو مما ستحملهُ السنة الجديدة 2013، خصوصاً وأنّ التطمينات السياسية لم تعد تقنع السياح العرب والأجانب، في ظلِ الأمن المفقود وتزايد أعمال الخطف، مضافاً إليها الخطاب السياسي الفظ، تجاه البلدان العربية "المورّدة" الأساس للسياحة في لبنان، قبل يومين حذّرت الامارات العربية رعاياها من المجيء الى بلد "السياحة"، وقبلها كانت دول الخليج العربي قد اتخذت مثل هذه الخطوة، فعن أي سياحة تتحدث الحكومة الميقاتية، وما جدوى الخطة التي أعدها قبل أسبوع المجلس اللبناني للترويج، لجذب السياح، من خلال إطلاق حملة حسومات بنسبة 50 في المئة على مدى 50 يوماً، وتحديداً من 8 كانون الثاني حتّى 28 شباط، خصوصاً وأنّ المشهد الخليجي على المسرح السياحي، مفقود.
وبالأرقام، التي تفضح سخافة الترويج السياحي، فإنّ أعداد السياح لن تتجاوز الـ1،4 مليون سائح بنهاية العام الجاري، وفي ظل عمليات صرف مؤكدة باتت تناهز 10 في المئة من مجموع العاملين في القطاع السياحي، ولا سيما في قطاع المطاعم والمقاهي، ومع اقفال أجزاء في كثيرٍ من المؤسساتِ السياحيةِ، كتحوّط استباقي منعاً للإفلاس والانهيار، وحفاظاً على سمعة هذه المؤسسة أو تلك، البارز في المشهد اليوم أنّ فنادق ال5 نجوم، عدّلت أسعارها، متراجعة عن أسعار السوق نحو 30 في المئة، وهي لافتة بهذا الوقت مع حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، إذ أن الباب السياحي اللبناني لم يقرع بابه إلا أهل البلد، وهو ما يدعو الى التأمّل كثيراً، في مآل القطاع السياحي مع حلول 2013 في ظل التزخيم السياسي، وما دعوة قيادة الجيش اللبناني لتطمين الرعايا العرب ودعوتهم للمجي الى لبنان، إلا من باب تبديد الخوف الذي يعتري الشارع اللبناني الداخلي، وهواجس العرب من غموض الوضع الأمني في لبنان.
وبحسب الامين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، فإن إشغالات الفنادق داخل بيروت اليوم هي ما بين 50 و60 في المئة، أمّا خارج بيروت فهي تقل عن 50 و40 في المئة، وهذا من أهم المواسم السياحية في لبنان، "أمّا مداخيل القطاع فهي لن تتجاوز 7 مليارات دولارات من أصل 10،5 مليارات دولارات، كان يفترض أن يحصّلها القطاع، لو كان لبنان بمنأى عمّا يحدث في المنطقة، ولو كانت القرارات الداخلية منسجمة مع نفسها ولا سيما قانون التدخين، الذي أثّر على القطاع، أو تلك القرارات السياسية الخارجة مثل تحذير الرعايا الخليجيين من زيارة لبنان في مثل هذه الظروف"، يتابع بيروتي.
ولا يستبعد أن نكون أمام كارثة سياحية بالمعنى الحقيقي للكلمة، في ما لو استمرّت الأوضاع في حال المراوحة السلبية، فالحجوزات الان تراجعت 18 في المئة، مما اضطر الفنادق الى خفض أسعارها بنسبة 30 في المئة، وهو ما يضع الأسعار في لبنان في أدنى مستوياتها بين دول المنطقة. يقول بيروتي "الخوف ليس الآن بل بعد رأس السنة الجديدة، وما تحمله الأيام المقبلة إذا لم نستدرك وضعنا، ربما سنشهد إفلاسات وإقفالات صارخة".
آخر أرقام وزارة السياحة
فقد، بلغ عدد الوافدين في شهر تشرين الثاني 2012 نحو 76،132 زائر، وبالمقارنة مع شهر تشرين الأول 2011 يلاحظ تراجع بنسبة 38،76 في المئة اذ بلغ عدد الوافدين الاجمالي 124،327 زائر. كما سجل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 55،13 في المئة فبلغ 25،326 زائر في شهر تشرين الثاني 2012 مقارنة مع شهر تشرين الثاني 2011 حيث بلغ عدد الوافدين 56،445 زائراً.
وفي التفصيل لشهر تشرين الثاني 2012:
يأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى وعددهم 25،326 زائراً اي بنسبة 33 في المئة من مجمل الزوار وهم بالتفصيل:
أولاً: العراقيون 8،509 زوار أي بنسبة 34 في المئة من مجمل الزوار العرب.
ثانياً: الأردنيون 5،147 زائراً اي بنسبة 20 في المئة من مجمل الزوار العرب.
ثالثاً: المصريون 4،384 زائراً اي بنسبة 17 في المئة من مجمل الزوار العرب.
أما الوافدون من الدول الأوروبية فهم في المرتبة الثانية وعددهم 24،868 زائراً أي بنسبة 33 في المئة من مجمل الزوار وهم بالتفصيل:
أولاً: الفرنسيون 6،358 زائراً أي بنسبة 26 في المئة من مجمل الوار الأوروبيين.
ثانياً: الايمان 2،769 زائراً أي بنسبة 11 في المئة من مجمل الزوار الأوروبيين.
ثالثاً: البريطانيون 2،578 زائراً اي بنسبة 10 في المئة من مجمل الزوار الأوروبيين.
يأتي في المرتبة الثالثة الوافدون من قارة اميركا وبلغ عددهم 10،331 زائراً
أولاً: الولايات المتحدة 4،948 زائراً اي بنسبة 48 من مجمل الزوار من قارة اميركا
ثانياً: الكنديون 3،736 زائراً اي بنسبة 36 من مجمل الزوار من قارة اميركا.
ثالثاً: البرازيليون 633 زائراً.
يليهم في المرتبة الرابعة الوافدون من قارة آسيا حيث بلغ عددهم 7،398 زائراً لا سيما الايرانيون 1،118 زائراً.
المجموع العام للأشهر الأحد عشر لعام 2010 ـ 2011 ـ 2012
بلغ عدد الوافدين للأشهر الأحد عشر من العام 2012= 1،255،091 زائراً.
مقارنة مع العام 2010= 2،015،755 زائراً اي بتراجع 37،73 في المئة.
مقارنة مع العام 2011= 1،252،038 زائراً أي بتراجع 17،70 في المئة.
قراءة رقمية لنسبة الإشغال الفندقي للأشهر التسعة الأولى
بلغ الإشغال الفندقي وفقاً لعدد الغرف لعام 2012 في كافة المحافظات ولجميع الفئات:
23،15 في المئة، وتفصيلاً بلغ الإشغال الفندقي وفقاً للمحافظات ولجميع الفئات النسب التالية:
– محافظة بيروت 41،60 في المئة.
– محافظة جبل لبنان 20،75 في المئة.
– محافظة البقاع 19،85 في المئة.
– فئة نجمتان 15،14 في المئة.
وبلغ إشغال المساكن السياحية (الشقق المفروشة) في محافظتي جبل لبنان وبيروت للنصف الأول والثاني النسب التالية: محافظة بيروت درجة أولى 35،24 في المئة درجة ثانية 69،89 في المئة، محافظة جبل لبنان درجة أولى 21،94 درجة ثانية 3،02 في المئة.
مقارنة ما بين الأشهر الأحد عشر في 2011 و2012
– في كانون الثاني 2011 بلغ عدد السياح نحو 97، 921 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في كانون الثاني 2012 نحو 95،816 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 2،15 في المئة.
– في شباط 2011 بلغ عدد السياح نحو 107،058 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في شباط 2012 نحو 97،567 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 8،87 في المئة.
– في آذار 2011 بلغ عدد السياح نحو 135،691 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في آذار 2012 نحو 120،471 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 11،22 في المئة.
– في نيسان 2011 بلغ عدد السياح نحو 134،864 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في نيسان 2012 نحو 123،636 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 8،33 في المئة.
– في أيار 2011 بلغ عدد السياح نحو 120،764 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في أيار 2012 نحو 119،698 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 0،88 في المئة.
– في حزيران2011 بلغ عدد السياح نحو 177،916 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في حزيران 2012 نحو 157،361 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 11،55 في المئة.
– في تموز 2011 بلغ عدد السياح نحو 219،653 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في تموز 2012 نحو 157،171 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 28،45 في المئة.
– في آب 2011 بلغ عدد السياح نحو 123،888 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في آب 2012 نحو 114،929 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 13،15 في المئة.
– في أيلول 2011 بلغ عدد السياح نحو 149،355 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في أيلول 2012 نحو 99،670 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 33،27 في المئة.
– في تشرين الأول 2011 بلغ عدد السياح نحو 124،601 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في تشرين الأول 2012 نحو 92،640 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 25،65 في المئة.
– في تشرين الثاني 2011 بلغ عدد السياح نحو 124،327 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في تشرين الثاني 2012 نحو 76،132 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 38،76 في المئة.
المفارقة أن عدد السياح كان حتى الشهر الحادي عشر من العام 2011 نحو 1،525،038 فيما هو الآن 1،255،091 سائحاً، وبذلك يمكن التكهن من الآن أنّ السنة السياحية للعام 2012 هي سنة التراجع الكبير، ولن تستطيع القفز فوق حاجز 1،4 مليون سائح، رغم كل تفاؤلات وزير السياحة فادي عبود، فالأرقام تكشف المستور، وكل أوراق التين لا تجدي في ستر العورة السياحية.
المصدر : المستقبل